البيئة تطلق دليل المشروعات الخضراء وآلية رقمية لتقييم الأداء البيئي

أطلقت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد “دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء” و”الآلية الرقمية للتقييم البيئي الذاتي”. ويهدف هذان الدليلان إلى تمكين أصحاب هذه المشروعات من الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز مساهمتهم في التنمية المستدامة. ويأتي إطلاقهما في إطار احتفالات مصر بيوم البيئة العالمي 2025.
وتم الإطلاق خلال حفل كبير نظمته الوزارة، حضره ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، إلى جانب عدد من مسؤولي الوزارة وخبراء البيئة وممثلين عن القطاعين الخاص والمصرفي ومؤسسات التنمية والمجتمع المدني.
وأكد وزير البيئة أن إصدار الدليل “هدية من وزارة البيئة لكل الشباب والشابات الراغبين في تحويل أفكارهم إلى مشاريع خضراء”، مضيفاً أنه ليس مجرد صفحة إلكترونية، بل “آلية شاملة تساعد المشاريع البيئية وغير البيئية على إيجاد مسار واضح للتحول الأخضر”.
أشارت فؤاد إلى أن الدليل طُوّر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبدعم من السفارة السويسرية. ويهدف إلى توفير محتوى بسيط وسهل الاستخدام، مع فهم عميق لاحتياجات رواد الأعمال والشركات في رحلتهم نحو الاستدامة. وأضافت: “يمكن للدليل مساعدة المشاريع البيئية القائمة على تلبية معايير الاستدامة من خلال تتبع الانبعاثات، واستهلاك المياه والطاقة، وإدارة النفايات”.
بالتزامن مع إصدار الدليل، أعلنت الوزارة عن تفعيل آلية رقمية للتقييم الذاتي للأداء البيئي، متاحة على موقعها الإلكتروني الرسمي. صُممت هذه الأداة لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من تقييم أدائها البيئي بشكل مستقل دون الحاجة إلى استشاريين خارجيين، وتحديد فرص تحسين الأداء ومعالجة أوجه القصور.
وفي هذا السياق، دعا وزير البيئة جميع الحاضرين إلى المشاركة الفعالة في استخدام المنصة الرقمية، ورحب بالاقتراحات والأفكار لمواصلة تطويرها وتوسيع نطاقها.
وأكد باتريك جان جيلبرت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في مصر، أهمية هذه الخطوة في “تعزيز التحول الأخضر تحت قيادة وزيرة البيئة”، مشيراً إلى دور وحدة البيئة والاستثمار المناخي بالوزارة في ربط التدابير السياسية بالابتكار ومشاركة القطاع الخاص.
ووصف جيلبرت إطلاق الدليل والأداة الرقمية بأنه بداية قوية من شأنها تمكين الشركات من فهم بصمتها الكربونية وسلاسل القيمة الخاصة بها، مما يساهم في تعزيز منظومة الأعمال الخضراء في مصر.
وأشادت ريم السعدي، نائب مدير العلاقات الحكومية في مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر، بإطلاق الوزارة أول دليل إلكتروني شامل، ووصفته بأنه خطوة ضرورية في ظل “نقص المعلومات بين أصحاب المشاريع بشأن الحوافز البيئية وطرق الامتثال”.
وأشار السعدي إلى أن أكثر من 90% من اقتصاد مصر يعتمد على الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن توفير أدوات تقييم واضحة لهذه الشريحة من شأنه أن يساعد في تقليل الانبعاثات وتحسين الكفاءة البيئية.
من جانبه أكد محمد معتمد نائب وزير التخطيط والاستثمار أن إنشاء وحدة الاستثمار البيئي والمناخي يعد خطوة حاسمة لتعزيز القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار في الاقتصاد الأخضر من خلال إزالة العوائق أمام المستثمرين وفتح أسواق جديدة تجمع بين العائد البيئي والفوائد الاقتصادية والاجتماعية.
أكد معتمد أن الدليل وآلية التقييم الذاتي تعكسان أهداف الجهة في تحسين قدرة المشاريع على التكيف مع معايير التحول الأخضر. وأشاد بدور شركة كيمونيكس مصر للاستشارات في تطوير المحتوى، مؤكدًا استمرار تطوير المنصة وتحديثها.
تضمنت الفعالية جلسة تفاعلية لتقديم محتوى الدليل. قدّمت سوزان سالم، من شركة كيمونيكس، الأساس المنطقي للتحول الأخضر والخطوات العملية الأولى للشركات. كما عرضت نتائج عملية تشاورية مع أكثر من 40 شركة مصرية حول احتياجاتها للتحول، والتحديات المرتبطة به، وفرص استخدام التمويل الأخضر كبديل للقروض التقليدية.
كما سلط العرض الضوء على الفوائد الاقتصادية للتحول الأخضر، بما في ذلك خفض تكاليف التشغيل من خلال ترشيد استخدام الطاقة والمياه، فضلاً عن فتح أسواق جديدة وفرص تصديرية إضافية.
في الختام، أعرب عدد من ممثلي الشركات المشاركة عن رأيهم الإيجابي بالدليل وفائدته في مساعدتهم على اتخاذ خطوات واقعية وقابلة للتنفيذ نحو الالتزام البيئي. وأعربوا عن اقتناعهم بأن التحول الأخضر لم يعد ترفًا، بل ضرورة لتعزيز القدرة التنافسية والاستدامة الاقتصادية.