مهرجان إيزيس الدولي ينعى سيدة المسرح العربي

تنعى إدارة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب التي توفيت اليوم بعد مسيرة فنية وثقافية استثنائية حافلة بالعطاء والإبداع حتى آخر نفس.
قالت مديرة المهرجان، عبير لطفي، في بيان: “تودع الساحة الفنية والثقافية العربية اليوم شخصية فنية عريقة، وواحدة من أبرز فناني العصر الذهبي للفن، الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من سبعة عقود، آسرةً الجمهور بصوتها المميز، وحضورها الآسر، وقدرتها الفريدة على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية. قدمت روائع فنية خالدة، ساهمت بشكل كبير في ترسيخ مكانة المسرح المصري والعربي”.
وأضافت: “مسرحياتها كانت علامات مضيئة في تاريخ الفن وخلدت اسمها بين العمالقة، منها سكة السلام، الفتى مهران، دم على ستار الكعبة، درس للدفاتر انتهى، الناصر صلاح الدين، السبنسة، العباس أخت الرشيد وغيرها”.
وأشار منظمو المهرجان إلى أن الفنانة الراحلة أبدعت على المسرح وتركت بصماتها في عالم السينما والتلفزيون بأعمال مثل “السراب”، “فجر الإسلام”، “فانوس أم هاشم”، “أرض النفاق”، “عمتي صفية والدير”، “المرأة المصرية”، “زمن الورد”، “العائلة”، “الضوء الشارد”، وغيرها.
صرحت بأنها برعت في الأعمال التراجيدية، وتألقت بروحها المرحة في الأعمال الكوميدية، مثل “تيتا رهيبة” ومسلسل “مغامرات زكية”، وغيرها. لم تقتصر على التمثيل، بل أخرجت أيضًا عددًا محدودًا من المسرحيات، منها “جواز السفر” و”ليلة الحناء” عن نصوص فتحية العسل، و”حيل عطيات” عن نص لموليير. تُعتبر سميحة أيوب المرأة الوحيدة التي أخرجت عملًا مسرحيًا على خشبة المسرح القومي.
وتابعت الإدارة: “لم يقتصر دورها على التمثيل، بل شغلت أيضًا عدة مناصب إدارية مهمة أثّرت من خلالها في المشهد الثقافي المصري. ففي عام ١٩٧٣، تولّت إدارة المسرح الحديث، ثم تولّت إدارة المسرح القومي لفترتين، من ١٩٧٥ إلى ١٩٨٢، ومن ١٩٨٤ إلى ١٩٨٨. وكانت أول امرأة في العالم العربي تتولى هذا المنصب”.
وأشادت بإسهامات سميحة أيوب الكبيرة في تنشئة أجيال جديدة من الفنانين، وإنتاج مسرحيات متميزة واكبت الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد. كما قدمت عروضًا ناجحة بالتعاون مع فرق وفنانين عالميين، مما عزز مكانة المسرح المصري على الساحة الدولية.
وذكرت أن من بين الأعمال التي قدمتها الفرقة «فيدرا» لجان راسين، والتي عرضت في باريس لمدة 15 يوماً ونالت استحسان النقاد الفرنسيين، و«أنطونيو وكليوباترا» لويليام شكسبير وإخراج فيرنر بوس، و«دائرة الطباشير القوقازية» لبرتولد بريشت وإخراج مخرج ألماني، و«عودة الغائب» لفوزي فهمي وإخراج شاكر عبد اللطيف، و«دماء على فساتين السهرة» لأنطونيو فاليجو وإخراج نبيل منيب، و«الأستاذ» لسعد الدين وهبة وإخراج جميل راتب، وغيرها.
وذكر البيان أنها حصلت على وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، وتم تكريمها من قبل العديد من المهرجانات والمؤسسات الثقافية في مصر والخارج.
وفي ختام البيان، صرحت إدارة المهرجان: “بفقدان سميحة أيوب، تفقد مصر والعالم العربي أيقونة فنية حقيقية، فنانة جسدت الكلمة، وأعادت للمسرح رونقها، وكانت صوتًا حرًا في زمن التحديات. لم تكن فنانة فحسب، بل كانت معلمة للأجيال، وصوتًا للمهمشين، ووجهًا أصيلًا للثقافة المصرية والعربية. استمر عطائها حتى آخر رمق. رحلت سيدة المسرح العربي، لكن صوتها لا يزال يتردد في أروقة المسارح، وستبقى صورتها حية في ذاكرة كل من يعشق هذا الفن النبيل”.
وتقدمت إدارة المهرجان بخالص التعازي لأسرة سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب ولكل محبيها وجمهورها في مصر والعالم العربي.