وزيرة البيئة تستعرض إنجازات التشريعات البيئية وخطط التكيف المناخي

أشادت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد بجهود الدولة في القضايا البيئية والمناخية، وأشادت بالدور الرقابي والتشريعي للمجلس في دعم السياسات البيئية. وتوجهت الوزيرة بخالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على ثقته بالوزارة ودعمه المتواصل لتمكين المرأة المصرية. وأكدت أن هذا الدعم كان له دور محوري في تمكين المرأة على المستويين الوطني والإقليمي، وخاصة في المجال البيئي. جاء ذلك خلال جلسة عامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق.
خلال الاجتماع، ناقشت الوزيرة الآثار التشريعية للقانون رقم 102 لسنة 1983 بشأن المناطق المحمية، مؤكدةً على ضرورة مواءمته مع التطورات المحلية والدولية، في ضوء التزامات مصر باتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي وتطور التصنيفات البيئية للمناطق المحمية. وأكدت على ضرورة التمييز بين المحميات البحرية والبرية، وكذلك الأراضي الرطبة، وإدراج تصنيفات واضحة ومحدثة في القانون.
استعرضت فؤاد بعض التطورات الهيكلية في هيئة البيئة، مشيرةً إلى استحداث هيكل مؤسسي جديد لقطاع الحفظ، يُفصل بين المُخططين والمديرين والمشرفين لضمان الشفافية والرقابة الفعالة. كما أشارت إلى زيادة بنسبة 2200% في موارد الحفظ بين عامي 2018 و2024. ويعود ذلك إلى سياسة استثمار مدروسة تتضمن منح تصاريح استخدام داخل المحميات تحت ضوابط صارمة لضمان الاستدامة دون الإضرار بالنظم البيئية.
كما ناقشت التجارب في إشراك المجتمعات المحلية في جهود حماية المناطق المحمية، مسلطة الضوء على قصص النجاح الملموسة في مناطق سانت كاترين والفيوم ورأس محمد ونبق حيث تم تمكين السكان المحليين وجعلهم شركاء فعالين في جهود حماية البيئة.
استجابةً لدعوات بعض أعضاء مجلس النواب لنشر دليل شامل للمحميات الطبيعية، أوضح الوزير أنه سيتم عرض جميع المعلومات والأنشطة والصور الخاصة بـ 13 وجهة سياحية بيئية ضمن المحميات على الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة ومنصات حملة “إيكو إيجيبت”. كما سيتم توفير مسارات بحرية آمنة للاستمتاع بالشعاب المرجانية دون الإضرار بها.
وفي كلمتها، تطرقت الوزيرة إلى قضية تغير المناخ، مؤكدة أن مصر، على الرغم من انخفاض انبعاثاتها، تعد من أكثر الدول تضرراً من تأثيرات تغير المناخ، خاصة في منطقة الدلتا والمناطق الساحلية.
وأشارت إلى أن موجة الطقس الأخيرة في الإسكندرية كانت أقل حدة بفضل إجراءات التكيف السابقة، بما في ذلك استراتيجية المناخ 2050، وخطط وزارة الموارد المائية لحماية الشواطئ بتكلفة 8 مليارات جنيه.
كما استعرضت خطة مجلس الوزراء لعام ٢٠٢٠ لإدارة الظواهر الجوية المتطرفة، والتي ساهمت في تحسين استجابة الدولة لأزمات المناخ. كما استعرضت تطوير خريطة تفاعلية لتغير المناخ، بالتعاون مع الجهات السيادية وعدد من الوزارات، لتمكين رصد وتوقع الآثار المناخية المستقبلية على المحافظات.
وتناولت جهود مصر الدولية في هذا الصدد، مشيرةً إلى دورها الريادي خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين للمناخ. وقد نتج عن ذلك توصية بإنشاء “صندوق الخسائر والأضرار”. ويجري حاليًا تنفيذ مشاريع وطنية لتعويض خسائر المحاصيل الزراعية في مناطق مثل الإسكندرية.
وفيما يتعلق بموضوع التصحر، أوضح فؤاد أن مصر، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والموارد المائية، قدمت خطة وطنية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف (2025-2030). كما نجحت في الحصول على تمويل أولي بقيمة 12 مليون دولار أمريكي من صندوق التكيف لدعم مشاريع زيادة إنتاجية المحاصيل وتعزيز قدرتها على التكيف مع تغير المناخ. علاوة على ذلك، تعمل مشاريع التنمية، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومرفق البيئة العالمي، على تحسين استدامة المراعي وتطوير محاصيل تتحمل الملوحة.
أكدت فؤاد أن الأمن الغذائي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمشاكل الأراضي والتصحر، وبالتالي بالأمن المائي. وأوضحت أن الوزارة تعمل على إشراك القطاع الخاص في دعم المشاريع الزراعية ذات البعد البيئي، واستخدام تخفيضات الانبعاثات لتحويلها إلى أرصدة كربون قابلة للتداول.
وفي ختام كلمتها، أشارت الوزيرة إلى صدور “دليل الأعمال الخضراء للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة” قريبًا، والذي سيتزامن مع يوم البيئة العالمي 2025. ويمثل هذا الدليل خطوة نحو تمكين رواد الأعمال من الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.