بسبب الذكاء الاصطناعي.. بوستر الدورة 18 للمهرجان القومي للمسرح يثير الجدل

أثار البوستر الرسمي للدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري جدلاً واسعاً بين العاملين في مجال المسرح على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره عبر الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مساء أمس الأحد.
تم تصميم الملصق من قبل الفنان محمد فاضل، وهو مستوحى من عرض مسرحي تاريخي من مصر القديمة، يشاهده المتفرجون في مسرح كلاسيكي بينما يجلس شخص يرتدي قناع مسرحي ذهبي ضاحك.
كما أشاد البعض بتصميم البوستر وكانت تعليقاتهم إيجابية ومنهم الممثلة هند عاكف، والمخرج إميل شوقي، والممثلة خدوجة صبري، والمخرجة مي محب، والمخرج أيمن مصطفى، والشاعر طارق علي.
في حين اعترض الكثيرون على فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم، إلا أن المصمم ادعى أنه هو من قام بذلك. ويقول آخرون إن التصميم غير مناسب لملصق المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي يعتبر كرنفالاً مسرحياً واحتفالاً لمحترفي المسرح.
من جانبه اقترح المخرج وليد طلعت أن يقيم المهرجان مسابقة سنوية لأفضل ملصق، ويفوز بالمسابقة مصمم الملصق. واقترح أيضاً أن يتم تكليف الفائزين بجائزة أفضل إعلان بتصميم الملصق، سواء فازوا في المهرجان الوطني أو مهرجانات أخرى مثل إبداع أو غيره.
ويرى الكاتب والمخرج محمود جمال الحديني أن الذكاء الاصطناعي لديه عقل خاص به وسيتم الكشف عنه سريعا. ويستخدمها بعض المصممين من خلال تغيير روح التصميم واستخدام بعض تفاصيله فقط وإنشاء تصميم جديد بناءً على ذلك. هذا صحيح.
وأضاف: “لكن ما ظهر في البوستر كان برأيه تبسيطاً مبالغاً فيه، والذكاء الاصطناعي ظهر فيه بشكل بشع، والكتلة اليسرى التي بها الابتسامة، رغم أنها كانت متوافقة مع روح التصميم، إلا أنها لم تنقذه من بشاعته”، مؤكداً أن محمد فاضل كان أفضل بكثير. وتابع: “لقد وصلنا إلى حدٍّ من الرضا التام. فالتقدم والتطوير والتكنولوجيا مُصممة لتوفير الوقت والجهد، وزيادة قيمتها، وتطويرها أكثر، وليس استبدال الإنسان المبدع أو القيام مقامه. وملصق المهرجان رمزٌ للقيمة التي نتوقعها منه”.
وأكد أن استيائه من الملصق هو دفاع عن قيمة المسرح نفسه، مشيرا إلى أن مهرجانا كبيرا ومهما لفن كبير مثل المسرح، وكبيرا بحجم بلادنا، برأيه، يستحق أن يكون كبيرا حقا وأهم وأكبر وأجمل.
ويرى الفنان عبد الباري سعد أنه لا حرج في استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، سواء كأداة أو كوسيلة لتوفير الوقت والجهد. لكن الخطأ هو أن العمل يُنسب إلى الشخص نفسه، على الرغم من أنه تم تصميمه بواسطة الذكاء الاصطناعي. كان من الممكن الإشارة إلى ذلك. خارج مصر، هناك جامعات لا تسمح مطلقًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، بينما تسمح بعضها باستخدامه في مشاريع بحثية محددة بحد أقصى 20%. إذا تم تجاوز هذه النسبة، يعتبر ذلك “احتيالًا”.
في المقابل، نشر بعض الأشخاص لقطات شاشة لمحادثة بينهم وبين ChatGPT، مؤكدين أن صاحب المنشور تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. كانت بعض تعليقاتهم على هذا الأمر على النحو التالي: “تم تصميم ملصق مهرجان المسرح الوطني في بلدنا باستخدام ChatGPT ويبدو أنه إصدار مجاني وليس إصدارًا احترافيًا”، “آسف، ولكن لم يكن هناك فنان يمكنه إنشاء ملصق بدلاً من الذكاء الاصطناعي”، “التلوث البصري” و”لعنة الذكاء الاصطناعي”.