مجلس الشيوخ يوافق على دراسة الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي
وافق مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة اليوم على دراسة الآثار التشريعية المتعلقة بالمساهمة التكافلية المنصوص عليها في الفقرة 9 من المادة (40) من قانون التأمين الصحي الشامل الصادر بالقانون رقم 2 لسنة 2018 ورفعها إلى رئيس الجمهورية.
استعرض عضو مجلس الشيوخ محمد علي عبد الفضيل تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار ومكاتب لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والصحة والسكان حول الدراسة. وقال إن التقرير يمثل خطوة حاسمة نحو تحسين فعالية واستدامة منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، مشيرا إلى أنه يسلط الضوء على أهمية التضامن كركيزة أساسية لضمان استمرارية وتمويل الخدمات الصحية الشاملة لجميع المواطنين.
ويتضمن التقرير توصيات لتحسين الكفاءة والشفافية في تحصيل وإدارة مساهمة التكافل، وضمان الوصول إلى الموارد المالية اللازمة لفوائد التأمين الصحي الشامل، واقتراح تغييرات تشريعية أو إجرائية لتحسين آليات التنفيذ أو زيادة الوعي بأهمية هذه المساهمة ودورها في دعم النظام الصحي.
وتتضمن النقطة التاسعة مساهمة تضامنية بنسبة (0.0025%) (اثنان ونصف بالألف) من إجمالي رقم المعاملات السنوي للمؤسسات الفردية والشركات مهما كان نوعها أو النظام القانوني الذي تخضع له وكذلك الهيئات العامة. ولا تعتبر هذه المساهمة تكلفة قابلة للخصم لأغراض تطبيق أحكام قانون ضريبة الدخل، ويتم تحصيلها وفقاً للضوابط والإجراءات التي تحددها الأحكام التنفيذية لذلك القانون.
وأوصت الدراسة بتعديل المادة 40 (9) من القانون الحالي بحيث يتم خصم المساهمة التضامنية (التي تبلغ حاليا 0.25%) من صافي أرباح الشركات بدلا من إجمالي إيراداتها، وذلك لتجنب إثقال كاهل الشركات الخاسرة أو منخفضة الربح.
وخلال اللقاء أكد المستشار محمود فوزي وزير الاتصال البرلماني والقانوني والسياسي أن منظومة التأمين الصحي الشامل حلم لكل دولة ويتحول تدريجيا إلى واقع في مصر بدعم والتزام القيادة السياسية لتحقيق هذا الهدف على عدة مراحل لكل مواطن مصري.
وقال فوزي: «نحن جميعا نؤيد المساهمة التضامنية وطريقة تغيير الحسابات، ولكن الحكومة لا تتراجع عن تصريحات وزير الاستثمار لأنه يطالب أيضا بالعدالة ونسبة 2.5 في الألف من صافي الربح إلى إجمالي المبيعات».
“هل سيتم خصمه من التكاليف؟” وتساءل قائلا: “الجميع يتفقون على طريقة الحساب، والطريقة الأكثر عدالة هي حساب المبلغ على أساس صافي الربح”.
قال: “يجب أن نتفق منذ البداية على أن هذا الأمر يتطلب دراسة، وهو ما يجري حاليًا، وأن النسبة ستتغير. لن تكون ٢.٥ بالألف كما هو الحال في القانون الحالي، لأنها ليست جزءًا من تكلفة وقيمة الخصم”.
قامت وزارة المالية وهيئة التأمين الصحي بإجراء دراسة اكتوارية قبل تعديل نسبة المساهمة التضامنية في قانون التأمين الصحي.
أكد نائب وزير المالية شريف الكيلاني أن الخطة المالية لمنظومة التأمين الصحي الشامل تتطلب مبلغا معينا سنويا للقيام بوظائفها، مشيرا إلى أنه سيتم تخفيض هذا المبلغ في حال تنفيذ توصيات الدراسة المقدمة.
وأعلن الكيلاني أنه يتم حالياً إجراء دراسة اكتوارية لتحديد كافة المتطلبات ووضع نسب صافي الربح المقترحة. وقال: “بمجرد أن يصبح جاهزًا، سيتم عرضه على مجلس الشيوخ”.
من جانبه أكد المستشار القانوني لهيئة التأمين الصحي علي محرم أن نسبة المساهمة البالغة 25% في القانون الحالي هي مساهمة مجتمعية وتمثل نصف موارد الهيئة. وأضاف: “كل خطأ يمثل خللاً في النظام ويمنعه من أداء دوره المنوط به”.
وقال إنه إذا أردنا إجراء تعديل على نسبة إجمالي الربح أو حجم الأعمال، فيجب أن يكون ذلك أيضًا بناءً على دراسة اكتوارية.
يشار إلى أن تقرير لجنة المالية والاقتصاد تضمن مقترحاً بمنح رئيس الوزراء صلاحية إعفاء بعض الجهات من المساهمة التضامنية في حالات خاصة، مثل الشركات الناشئة أو التي تعاني من صعوبات مالية.
وأوضح أن عدم وضوح هذا المفهوم في القانون أدى إلى غموض في تطبيقه، مما استدعى إدراجه في الأحكام التنفيذية. وأكد أنه يجب إعفاء الشركات الخاسرة من ضريبة التكافل حتى لا تتعرض رؤوس أموالها للاستنزاف.