أزمة محمد الباز ونوارة نجم.. ماذا حدث؟

خالد البلشي: نرفض أي عقوبات تسلب الناس حريتهم في قضايا النشر.
محمد الباز: تواصلت مع البلشي لمعرفة موقف النقابة من الحكم وليس للتدخل وإجبار نوارة نجم على الاستقالة.
تستمر الأزمة بين الكاتب الصحفي محمد الباز ونوارة أحمد فؤاد نجم، ابنة الشاعر الراحل. واتهمت نجم الباز بإهانة والدها وقذفه، وحصلت على حكم قضائي يقضي بحبسه وتغريمه. في هذه الأثناء، أعلن الباز أنه سيستأنف الحكم، ورفض تهمة الإساءة للشاعر الراحل.
وتتعلق القضية بفيديوهات نشرها الباز عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، هاجم فيها الشاعر أحمد فؤاد نجم. وقام لاحقا بحذف الفيديوهات بعد أن عبرت ابنة الشاعر عن حزنها عليها. وقال الباز إنه حذف الصور “احتراما لمشاعر عائلته وابنته، ولأن نشرها يؤذيها”. ولكنه رفض اتهام الإهانة وقال إن تقييمه له “لا يزال تعبيرا عن معتقداتي الشخصية حول تجاربه وحياته”.
• رئيس نقابة الصحفيين يتدخل: لا عقوبة سجن في قضايا النشر
عقب صدور حكم المحكمة أمس بحبس الباز شهراً وكفالة 5 آلاف جنيه لوقف التنفيذ و10 آلاف جنيه تعويضاً مؤقتاً، أعرب نقيب الصحفيين خالد البلشي عن استيائه من حكم السجن في قضية نشر.
وأكد موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لفرض عقوبة السجن في قضايا النشر استناداً إلى المادة 71 من الدستور والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام والتي تتوافق أحكامها مع الدستور.
أعرب رئيس نقابة الصحفيين عن تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، وأكد على ضرورة التمييز بين نقد الشخصيات العامة وإهانتها. ودعا زملاءه الصحافيين إلى الالتزام بالمعايير المهنية وأخلاقيات العمل الصحافي عند تناولهم للحياة الخاصة للمواطنين أو الشخصيات العامة.
وأوضح البلشي أن رفض النقابة لأحكام السجن في قضايا النشر الصحفي لا يقتصر على آراء معينة أو يشكل تمييزاً ضد الصحفيين، بل يشمل جميع المواطنين، تماشياً مع موقفها الثابت واحترامها للدستور. كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر من خلال ممارسات تؤكد هذا الحق.
• استقالة نوارة أحمد فؤاد نجم
وفي أعقاب استئناف البلشي، أعلنت نقابة الصحفيين إسقاط الدعوى الجنائية، استجابة لموقف رئيس نقابة الصحفيين الرافض لأحكام السجن في جرائم النشر، وسعيه لتعديل النصوص القانونية التي تسمح بذلك، “احتراماً لرغبته في حل هذه القضية وتجنب خلط عدة مشاكل”.
كتبت ابنة الشاعر الراحل على حسابها على فيسبوك: “رغم الإدانة الواضحة والإساءة الصارخة لذكرى والدي الراحل من قِبل المذكور، ورغم عدم محاولته حتى الاعتذار، إلا أنه بعد التشاور مع محاميّ، الأستاذ مالك عدلي، المحامي بالنقض، والأستاذ محمد عيسى، المحامي بالاستئناف العليا، وتأكيدًا لموقفنا الرافض لعقوبة الحبس في قضايا النشر، أُعلن تنازلي عن الدعوى الجنائية حمايةً لمبادئنا الثلاثة، وسأكتفي بمتابعة دعواي المدنية وفق الطرق القانونية المتبعة”.
وأضافت أنها تأمل أن “يكون هذا بداية لآلية صحفية بحتة لمواجهة مثل هذه الانتهاكات لقواعد السلوك الصحفي واستغلال وسائل الإعلام المختلفة لارتكاب جرائم ضد المواطنين الأفراد والشخصيات العامة كبديل للسجن”.
ورحب القبطان “بهذه الرسالة”، التي قال إنها تستهدف “جميع الأطراف للعمل معًا لمنع الأحكام بالسجن في قضايا النشر”.
• الباز يعلق: التنازل لا يعنيني ولم أسئ للنجمة.
من جانبه، علق الباز عبر صفحته على أن “ابنة نجم قلقة بشأن التنازل عن الجانب الجزائي”، وأنه لم يطلب من رئيس النقابة خالد البلشي التدخل لإقناع “ابنة نجم” أو أي شخص آخر بالتنازل عن حقه، وإنما تواصل معه لمعرفة موقف النقابة من حكم الحبس. وقال “لقد قام بمسؤولياته، كما أعرفه، وأعرب عن تضامنه معي، وأنا أشكره على ذلك”.
وقال إن اعتراف ابنة الشاعر الراحل “لا يخص إلا نفسها”، مضيفا: “إذا كانت تعتقد أنها بذلك تدافع عن حرية التعبير وتعارض سجن صحفي، فإن هذا الأمر يخصها وفريقها القانوني”. وأكد أنه سيستأنف الحكم ويواصل القضية “للتأكيد على حقي في الدفاع عن مهنة انتُهكت. لا يجوز تجريم التعبير عن الرأي، مهما بلغت حدته أو عنفه أو قسوته. ونجم نفسها خير مثال على ذلك”.
اعتبر الباز القضية فرصةً “لفضح أكاذيب من يتحدثون عن الحرية، ويدّعون الدفاع عن حرية التعبير، ويُظهرون التضامن عبر مختلف التوجهات السياسية والفكرية. كما ستكون فرصةً لتقديم درسٍ قانونيٍّ يمكن للبعض، وخاصةً زملاءنا من نشطاء حقوق الإنسان، أن يتعلموا منه”. ورفض الإعلامي مجددا تهمة التشهير بالشاعر الراحل، قائلا: “المعارضون في قضية أحمد فؤاد نجم يحاولون إيهام الناس بأنني قمت بتشويه سمعته، واعتديت عليه شخصيا بألفاظ وأوصاف سب وقذف، واعتديت على ابنته، وهو ما أغضبها، بحسب النيابة”.
• الباز: أنا عبرت عن رأيي في الشاعر، وليس في الشخص.
وتابع: “لم أتعمق في برنامج أحمد فؤاد نجم، ولا في حياته الشخصية كما فعل في محاضراته ومقابلاته، بل تحدثت عنه كشاعر أُعجب بموهبته الجارفة، لكنني أرفض آراءه وتعبيراته”.
وأضاف: “ما يعتبره البعض تجاوزًا لسلوك نجم هو ما قاله عن نفسه. فهو من اعترف بسجنه بتهمة التزوير والاختلاس، وهو ما أثبته صلاح عيسى في كتابه “شاعر الاضطراب”. وذكر: “جاء الهجوم على نجم مصادفةً عندما سألني أحد متابعيّ عنه خلال نقاشنا حول رجل أعمال، فأبديتُ حينها رأيي في الشاعر لا في الشخص نفسه. من تزوج ومن أنجب؟ هذا لا يعنيني، يكفيه ما قاله عن نفسه”.
وأوضح أنه حذف الفيديو بعد أن “أصيبت ابنة الشاعر بالجرح وأعلنت ذلك عبر صفحتها، احتراماً لمشاعرها، فهي لا تتحمل أي ذنب فيما فعله والدها، وقد وثقته على صفحتي”.
قال إن كل ما قاله عن الشاعر الراحل هو أنه “كتب قصيدة خالدة في مدح خالد الإسلامبولي، قاتل السادات، وأشاد برفاقه في عملية الاغتيال، وأن من يدافع عن إرهابي فهو إرهابي مثله. القصيدة متوفرة بصوت نجم على يوتيوب”. وانتقد أيضاً قصائد فؤاد نجم التي تمجد بشار الأسد والقذافي، واتهمه بالازدواجية لأنه “يقدم نفسه كمن يحارب الاستبداد وفي الوقت نفسه يمتدح الطغاة”، على حد قوله.
وتابع: “لقد تحدثت عن علاقة نجم بالشيخ إمام، ومتابعوه يعلمون ما دار بينهما، والأمر أعمق بكثير مما ذكرت، ولا داعي للتكرار”. وأكد أنه “لم يتطرق إلى منزله أو زوجاته أو بناته، ولم يذكر المدعي إطلاقًا. حياته الخاصة لا تعنيني ولا تعنيني، وأنا أؤمن بمبدأ أن لكل إنسان حرية عيش حياته واتخاذ قراراته بنفسه”.