الحكومة تطالب بدراسة اكتوارية لتحديد المساهمة التكافلية في التأمين الصحي

كلفت وزارة المالية وهيئة التأمين الصحي بإجراء دراسة اكتوارية قبل مناقشة تغيير نسبة المساهمة التضامنية في قانون التأمين الصحي الشامل. وتستند هذه الدراسة على الدراسة التي قدمها النائب محمد علي عبد الفضيل. لضمان عدم المساس بموارد الهيئة بما يحول دون قيامها بالتزاماتها والقيام بدورها تجاه المواطنين.
والجدير بالذكر أن الدراسة المقدمة دعت إلى تعديل الفقرة التاسعة من المادة (40) من القانون النافذ. ويتم خصم المساهمة التضامنية (التي تبلغ حاليا 0.25%) من صافي أرباح الشركات وليس من إجمالي إيراداتها، وذلك لتجنب إثقال كاهل الشركات الخاسرة أو غير الربحية.
أكد شريف الكيلاني وكيل وزارة المالية أن الخطة المالية لنظام التأمين الصحي الشامل تخصص مبلغاً محدداً كل عام. ولتلبية المتطلبات وتنفيذها كما هو مخطط له على مستوى الجمهورية، قال: “مع الدراسة المقدمة، سيتم بالتأكيد تخفيض المبلغ”.
وأعلن الكيلاني أنه يتم حالياً إجراء دراسة اكتوارية لتحديد إجمالي الاحتياج. من خلال معرفتي بالنظام الحالي بأكمله، أعلم بالضبط ما هي النسبة المئوية المتبقية من صافي الربح. وبمجرد الانتهاء منه، سيتم عرضه على مجلس الشيوخ.
وأكد المستشار القانوني علي محرم ممثل هيئة التأمين الصحي أن نسبة المساهمة الحالية البالغة 25% هي مساهمة مجتمعية تمثل نصف موارد الهيئة ومخصصة للاستثمار أيضاً. وأضاف أن أي خطأ يمثل خللاً في النظام ويجعله غير قادر على أداء دوره المنوط به.
وأشار محرم إلى أن تطبيق القانون الحالي وتحديد النسبة كان بناء على دراسة اكتوارية أجريت قبل إقرار القانون ولم تكن سوى دروس مستفادة. وهذا من شأنه أن يخلق خللاً في النظام من شأنه أن يعرض بقائه للخطر، وإذا أردنا تغيير نسبة إجمالي الربح أو حجم الأعمال؛ ويجب أن يعتمد أيضًا على دراسة اكتوارية.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسة المقدمة حول تعديلات قانون التأمين الصحي الشامل رقم (2) لسنة 2018 تهدف إلى تحقيق التوازن بين التمويل المستدام للمنظومة الصحية وحماية الشركات من الأعباء المالية التي قد تؤثر على استثماراتها.
واقترحت منح رئيس الوزراء صلاحية إعفاء بعض المؤسسات من المساهمة التضامنية في حالات معينة. مثل الشركات الناشئة أو الأشخاص الذين يعانون من صعوبات مالية.
وأوضحت اللجنة أن عدم وضوح هذا المفهوم في القانون يؤدي إلى غموض في تطبيقه. ويتطلب ذلك إضافة مادة إلى القواعد التنفيذية تؤكد على ضرورة إعفاء الشركات الخاسرة من المساهمة التضامنية لتجنب استنزاف رأس مالها.
ينص القانون الحالي على تخصيص نسبة قدرها 0.25% من إجمالي رقم أعمال الشركات السنوي كمساهمة تضامنية لتمويل التأمين الصحي الشامل، دون الأخذ في الاعتبار أرباحها أو خسائرها.