وزيرة البيئة: دعم غير مسبوق من رئيس الجمهورية لملف الحد من التلوث البلاستيكي

منذ 2 أيام
وزيرة البيئة: دعم غير مسبوق من رئيس الجمهورية لملف الحد من التلوث البلاستيكي

أطلقت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، الحملة الوطنية “قلل منها” للتوعية بمخاطر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام. وشارك في الحملة عدد كبير من الشركاء المحليين والدوليين، وعلى رأسهم السفير الياباني بالقاهرة فوميو إيواي؛ الدكتور باتريك جيلابيرت، ممثل المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية؛ عن كثب. شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية؛ الدكتور خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديري للبلاستيك؛ الدكتور علي أبو سنة، رئيس هيئة البيئة المصرية؛ ياسر عبدالله الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم إدارة النفايات؛ وعدد من أعضاء مجلس النواب وممثلي الوزارات المعنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلاميين.

وفي كلمتها، وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد الشكر لرئيس الجمهورية على ثقته ودعمه المتواصل للبيئة، مؤكدة أن هذا الدعم لم يكن سياسياً فحسب، بل كان حجر الزاوية في تطوير القطاع البيئي في مصر خلال السنوات الأخيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

ووصف الوزير هذا الدعم بأنه “غير مسبوق”، مشيرا إلى أن إيمان الرئيس بأهمية حماية البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية مكن الوزارة من تحقيق تقدم حقيقي وملموس في عدد من المشاكل البيئية، وخاصة التلوث البلاستيكي.

وفي كلمتها، سلطت وزيرة البيئة الضوء على التقدم المحرز في هذا المجال، بدءاً من إعداد وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، والتي تتضمن أيضاً وضع المواصفات الفنية اللازمة للأكياس البديلة. وتوجت الاستراتيجية بإنشاء أطر تنفيذية واضحة لضمان انتقال عادل إلى اقتصاد أخضر، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي يواجهها المنتجون والمستهلكون مع إنتاج هذه الأكياس واستهلاكها على نطاق واسع.

وأوضح فؤاد أن التوجه العالمي لم يعد فقط نحو الحظر أو الغرامات، بل أصبحنا بحاجة إلى التفكير في استخدام البلاستيك بشكل عام، فهو مادة خام تدخل في العديد من الصناعات. وأكدت على أهمية تقليل الاستهلاك تدريجيا وليس حظره فجأة كما تفعل مصر. لتحقيق التوازن بين الاستدامة الاقتصادية وحماية البيئة.

وأكد الوزير أن مصر اتخذت خطوات جادة في هذا الاتجاه من خلال التنسيق المستمر مع القطاع الصناعي ومتابعة التطورات الدولية خاصة مع قرب التوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة للحد من التلوث البلاستيكي والتي من المتوقع أن تمثل نقلة نوعية في هذه القضية العالمية.

وأشارت إلى تجارب دولية نموذجية. على سبيل المثال، بدأت بلدان الاتحاد الأوروبي بفرض غرامات على استخدام الأكياس البلاستيكية، كما حظرت كينيا ورواندا استخدامها بشكل كامل.

وأوضح الوزير أن تقليل إنتاج واستهلاك الأكياس البلاستيكية من شأنه أن يحقق فوائد عديدة للمنتجين والمستهلكين والحكومة. ويساعد هذا في خفض تكاليف استيراد المواد الخام، ويمنح المصنعين الفرصة للالتزام بالمعايير البيئية في الإنتاج من خلال إنتاج بدائل صديقة للبيئة، ويسمح للمستهلكين باستخدام الكيس أكثر من مرة. وهذا يقلل التكاليف ويحافظ على الموارد.

وأوضحت أن هذا من شأنه أن يمهد الطريق لنمو صناعات خضراء جديدة وخلق فرص عمل في مجال إعادة التدوير والابتكار البيئي.

وفي كلمتها، تناولت فؤاد الآثار البيئية المباشرة للتلوث البلاستيكي، وأشارت إلى الأضرار الكبيرة التي يسببها على الكائنات الحية، وخاصة الكائنات البحرية. وذكرت مثالا واقعيا من محمية قلعان، حيث تم العثور على كميات كبيرة من البلاستيك في معدة ماعز. ويعكس هذا مدى اختراق هذا التلوث للأنظمة البيئية.

وأكد الوزير أن التحول إلى الأكياس الصديقة للبيئة لا يمكن أن ينجح دون شراكة حقيقية مع الصناعة. وهذا دفع الوزارة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الرقابية والتنسيقية لاستخدام التقنيات الجديدة، بما يتماشى مع أهداف الاستثمار الأخضر، وتقديم تدريب خاص للعاملين في هذا المجال.

وأكدت أن قانون الاستثمار الجديد الذي أقرته الدولة يتضمن حوافز واضحة للاستثمارات البيئية، بما في ذلك مشاريع إنتاج بدائل البلاستيك، ما يعكس التزام الدولة بخلق بيئة مناسبة لهذا النوع من الاستثمارات الواعية بيئياً.

ووجهت الدكتورة ياسمين فؤاد الشكر لجميع الشركاء المحليين والدوليين، وعلى رأسهم منظمة اليونيدو، والسفارة اليابانية، والبنك الدولي، وإدارة البلاستيك بوزارة البيئة، والإعلاميين، وأعضاء مجلس النواب، ومنظمات المجتمع المدني، الذين ساهموا في توصيل الرسائل البيئية للفئات المستهدفة.

وأشادت بالتناغم الذي جمع مختلف الأطراف حول هذه القضية واعتبرته نموذجا للعمل المشترك في المجال البيئي يستحق الاحتذاء به.

وشكرت رئيس الوزراء على دعمه ومتابعته المستمرة لهذه القضية، وكذلك فريق عمل الوزارة وهيئتيها وشركاء التنمية. وأكدت أنها ستواصل في منصبها الجديد كأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الدعوة إلى الاهتمام بالقضايا البيئية على المستوى الدولي، مع التركيز على تسليط الضوء على الاحتياجات البيئية للقارة الأفريقية.

من جانبه، أعرب السفير الياباني بالقاهرة فوميو إيواي عن سعادته بالتعاون مع وزارة البيئة في هذه الحملة، مؤكداً أن هذا التعاون يعد امتداداً لاتفاقية الشراكة الموقعة بين بلاده ومصر خلال قمة العشرين 2019، والتي تهدف إلى دعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وأوضح أن الحملة تهدف إلى رفع الوعي لدى المواطنين وتقديم الدعم الفني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ولتقليل الاعتماد على البلاستيك، أكد على طموح بلاده في جعل مصر مركزا للوعي البيئي في أفريقيا.

وهنأ الدكتور باتريك جيلبرت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وزيرة البيئة على منصبها الجديد وأشاد بإطلاق حملة “قلل منها”. وأكد أن الحملة هي مشروع مشترك بين اليونيدو ووزارة البيئة بتمويل ياباني.

وأشار إلى أن المنظمة تدعم مصر عبر 23 مشروعاً بيئياً بقيمة إجمالية تصل إلى 3.5 مليار دولار أمريكي. ومن المقرر تنفيذ مشاريع مستقبلية بقيمة 4,6 مليار دولار. وتهدف جميع المشاريع إلى دعم رؤية مصر 2030 وتعزيز الاستدامة البيئية في القطاع الصناعي.

وتضمن حفل الإطلاق أفلامًا قصيرة تسلط الضوء على الآثار الضارة للأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة على الصحة والبيئة.

بالإضافة إلى ذلك، تم عقد حلقة نقاشية حول تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري والتدابير التنظيمية على طول سلسلة قيمة البلاستيك. وشارك في الاجتماع عدد من ممثلي القطاعات ذات الصلة.

حملة “قلل منها” هي جزء من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية. من أجل تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية الضارة، يدعم مشروع “تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة قيمة البلاستيك أحادي الاستخدام” الحكومة اليابانية وينفذه اليونيدو كجزء من جهود الحكومة لحماية البيئة وصحة المواطنين.

تهدف الحملة إلى المساهمة بشكل حقيقي في الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية من خلال تقديم بدائل قابلة لإعادة الاستخدام. وسيساعد هذا على تقليل إنتاج البلاستيك والانبعاثات الكربونية الناتجة عنه مع حماية صحة الإنسان وتعزيز الصناعات البيئية المحلية وخلق فرص عمل جديدة في إعادة التدوير والإنتاج المستدام.


شارك