عيون لا تنام في خدمة الحجاج.. غرفة عمليات حج الجمعيات تواصل الليل بالنهار لمتابعة رحلة الإيمان

في وسط هذا الجمع المقدس، وفي وسط مشاعر القبول والأمل التي تملأ الجو، هناك من لا يظهرون على المسرح لكنهم حاضرون بكل قوتهم.
وجوه خلف الشاشات، وعيون لا تنام: هم أعضاء غرفة العمليات التي أنشأتها مؤسسة الحج والعمرة الوطنية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، لمتابعة أحوال الحجاج لحظة بلحظة.
يوضح عاصم عمر، مدير الغرفة: “يبدأ عملنا فور انطلاق أولى رحلات الحج إلى المملكة العربية السعودية، سواءً إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة. بمجرد وصول الرحلة، يتواصل معنا أهالي الحجاج، حيث يُكتب رقم البعثة على مجموعات الحجاج، ويتصلون بنا للاطمئنان على أهاليهم والتأكد من وصولهم سالمين”.
وأوضح عاصم أنه في حال وجود أي شكاوى على الفنادق يتم التواصل مباشرة مع المشرفين أو مديري الفنادق لحل المشكلة، مؤكداً: “الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن”.
وتتميز الغرفة بشاشات وخرائط رقمية، وتواصل مستمر مع البعثات الخارجية، وتقارير آنية تتابع تحركات الحجاج وحالتهم الصحية وتحركاتهم وحتى الأحوال الجوية.
وأوضح عاصم أن البعثة تتلقى بلاغات عن إصابات من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص كانوا يؤدون مناسك الحج على الكراسي المتحركة. وفي الحالات الحرجة يتم التنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية لنقل المرضى إلى المستشفيات مع توثيق البيانات كاملة.
وأشار إلى أنه لأول مرة تتوفر قاعدة بيانات إلكترونية لأسماء الحجاج يمكن البحث عنها عبر الهاتف المحمول أو تطبيقات الكمبيوتر. يتيح هذا الوصول السريع والمحدث إلى معلومات الحجاج وأماكن إقامتهم وأرقام مقدمي الرعاية. وأوضح أن هذه التقنية تعد أحد الابتكارات هذا العام ضمن جهود الوزارة لتسهيل إدارة شؤون الحج.
وفي نفس الغرفة تروي إيمان خطاب، إحدى المشرفات في غرفة العمليات، تجربتها. وتقول: “مهمتنا الرئيسية هي خدمة الحجاج وتوفير أكبر قدر ممكن من الدعم والتواصل مع أهاليهم في مصر”.
وأضافت إيمان أن دور مركز العمليات لا يقتصر على البلاغات بل يمتد إلى حالات الطوارئ والحالات المفقودة. قال: “أحيانًا نتلقى حالات اختفاء أشخاص، أو أمتعة مفقودة، أو أشياء لا يمكن العثور عليها. نتعامل مع كل حالة على الفور”.
وتشير إيمان إلى أن قادة البعثة يبذلون جهودًا كبيرة: “يهتم القادة بالحجاج بمحبة حقيقية، والناس يشعرون بذلك. رضا الحجاج كبير جدًا”.
واختتمت حديثها قائلةً: “من تجربتي، أستطيع القول إن الحياة هنا أصبحت أسهل بكثير من ذي قبل. فكل استفسار أو طلب يُجاب عليه فورًا، ووجودنا هنا يجعل الحاج يشعر بأنه ليس وحيدًا”.
وتقول إيمان إنه في يوم عرفة تتضاعف الجهود وتتحول الغرفة إلى مركز طوارئ كبير، ولا صوت يعلو على صوت المسؤولية.