نص البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر بشأن ليبيا

بقلم : أسماء البطكوشي
في 31 مايو 2025، انعقد في القاهرة اجتماع الآلية الثلاثية لدول جوار ليبيا، بحضور وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر. ويأتي اللقاء في إطار إعادة تفعيل الآلية التي انطلقت عام 2017 وتوقفت عام 2019 في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا وخاصة في العاصمة طرابلس.
ويأتي الاجتماع انطلاقا من التزام الدول الثلاث بالتنسيق وتبادل التقييمات بشأن تطورات القضية الليبية بما يعزز الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة ككل. وأصدر الوزراء بيانًا ختاميًا مشتركًا، نصه كما يلي:
في إطار الروابط التاريخية والأخوية والمصير المشترك الذي يجمع جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مع شقيقتهم دولة ليبيا، وبناء على العزم الصادق من القيادات العليا للدول الثلاث، اجتمع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر في القاهرة يوم 31 مايو 2025، في إطار استئناف الآلية الثلاثية لدول الجوار، لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا والعمل على التوصل إلى الحل السياسي المنشود.
وفي ضوء التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا، وخاصة الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، جدد الوزراء دعوتهم لكافة الأطراف الليبية إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من ضبط النفس ووقف التصعيد على الفور لضمان أمن الشعب الليبي.
وأكد الوزراء أهمية حماية مصالح الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على موارده وممتلكاته وتحقيق التوافق الوطني بين مختلف الأطراف بإشراف الأمم المتحدة ودعم دول الجوار. وهذا من شأنه إنهاء الانقسام، ودفع العملية السياسية، وتوحيد المؤسسات، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.
وشدد الوزراء على ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سياسي شامل وإنهاء الانقسام السياسي لمنع المزيد من التصعيد وانتشار العنف والإرهاب. وأكدوا أن أمن ليبيا هو جزء لا يتجزأ من أمن دول جوارها.
وأكد الوزراء التزامهم بمبدأ “الملكية الليبية الحصرية” للعملية السياسية، وشددوا على أن الحل يجب أن ينبع من إرادة وإجماع جميع قطاعات الشعب الليبي، دون إقصاء وبدعم من الأمم المتحدة، مع مراعاة مصالح ليبيا وشعبها.
وأكد الوزراء رفضهم لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، لما من شأنه تأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة. وجددوا دعمهم لجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لتثبيت وقف إطلاق النار، وشددوا على ضرورة انسحاب جميع القوات المسلحة الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في إطار زمني محدد، وكذلك إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومع الشركاء الأفارقة والعرب والمتوسطيين.
واتفق الوزراء على مواصلة التنسيق بين الدول الثلاث والأمم المتحدة لتقييم الوضع في ليبيا وتبادل وجهات النظر حول مستقبل المشهد السياسي وبحث سبل التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وشكر وزيرا خارجية تونس والجزائر جمهورية مصر العربية على استضافتها للاجتماع وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وشدد الوزراء على ضرورة عقد اجتماعات دورية لآلية الجوار الثلاثية. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري المقبل في الجزائر، يليه اجتماع في تونس قبل نهاية العام.