رحلة شوق.. محمد مصطفى يحج بقلب المشرف وروح المحب

قال محمد مصطفى، مسؤول رعاية الحجاج من الدرجة الثالثة بمحافظة القاهرة، في كلمته التمهيدية عن تجربته في خدمة ضيوف الرحمن: “إن رعاية الحجاج تطمئن القلب”. فهو لا يرى ذلك كواجب رسمي فحسب، بل كتعبير خاص عن الشوق الروحي والعاطفي.
ويرى محمد، البالغ من العمر 50 عاماً، أن كل موسم حج هو فرصة للعودة إلى المكان الذي كانت روحه متصلة به قبل وفاته. يقول: “يعتبرها البعض مهمة أو مهمة إدارية، أما أنا، فهي شوق حقيقي… كمن حجّ من قبل ولا يزال يؤمن به. هذا الشعور، ولله الحمد، لا يوصف ولا يتكرر. أعتبره كل عام نعمة وتجديدًا لنذري”.
لم يمنعه سنه ولا أقدميته من أن يكون سنداً للجميع. قال بفخر هادئ: “كنت الأصغر، لكن هذا لم يكن مهمًا. كنت دائمًا حاضرًا للجميع، أساعد كل من يحتاج إلى المساعدة وأدعم زملائي في الفريق. كنا نعمل بشغف، ولم نكتفِ بواجبنا”.
وفيما يتعلق بنظام اختيار المشرفين، أشار محمد إلى أنه حدثت تطورات كبيرة منذ عام 2014. فقد تحولت العملية من الترشيحات من قبل لجان النقابات الإقليمية إلى نظام يعتمد على الامتحانات الكتابية والشفوية.
وأوضح: “تشمل الاختبارات التحريرية قسمًا إداريًا وآخر دينيًا، بينما صُممت المقابلات الشخصية لتقييم شخصية المشرف ومدى استعداده لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة. وقد اجتزتُ هذه المراحل، والحمد لله، تم اختياري. ومنذ ذلك الحين، أتحمل مسؤولية كل ما نقوم به”.
وأكد أهمية دور المرأة في منظومة الإشراف، خاصة مع ارتفاع نسبة الحاجات من النساء، قائلاً: «في بعض الأحيان تصل نسبة النساء إلى 65%، ووجود مشرفات يسهل علينا حل نحو 90% من المشاكل في المخيمات والفنادق».
وعن تفاصيل العمل الميداني، أوضح محمد أن تسجيل المخيمات يتم تدريجيا بدءا من عرفات، حيث يتم إعداد قوائم الحجاج وتوزيعها في الخيام، وتسجيل أسماء الحجاج والمشرفين على الموائد والمخيمات. لتسهيل العملية التنظيمية.
وأوضح أن الاستعدادات لا تبدأ قبل أيام من الموسم، بل تمتد لأشهر عديدة. ويتضمن ذلك الاستعانة بالشركات المتخصصة، وتجهيز الموقع، وتنسيق توزيع المخيمات بما يتناسب مع وضع الحجاج.
وفي ختام كلمته أكد أن ما يقدمه ليس مجرد وظيفة، بل هو خدمة لزوار الكنيسة ورحلة فريدة من نوعها نادراً ما يختبرها الإنسان في حياته. قال: «أحج مع الناس، ولكن على طريقتي.. أخدمهم، وهذا بالنسبة لي نوع مختلف من الحج».