منتج مسلسل المحامي لـ الشروق: ليس مجرد عمل درامي بل مشروع توثيقي يعكس معاناة غزة

منذ 1 يوم
منتج مسلسل المحامي لـ الشروق: ليس مجرد عمل درامي بل مشروع توثيقي يعكس معاناة غزة

في ظل الأحداث الدموية التي يشهدها العالم العربي والعالم، تحظى القضية الفلسطينية باهتمام متزايد. ولم تقتصر ردود الفعل على المواقف السياسية فحسب، بل امتدت إلى المجالات الفنية والإبداعية. وبعد إنتاج الأعمال الموسيقية والأغاني الداعمة لهذه القضية، بدأ الفنانون والمبدعون في مجال المسرح بالتأمل في المأساة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، في حين يلتزم المجتمع الدولي الصمت منذ فترة طويلة.

وفي هذا الإطار أطلق فريق من المسرحيين اللبنانيين مشروعاً مسرحياً جديداً يعكس القضية الفلسطينية من منظور فني وإنساني. انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل “المحامي” الذي تدور أحداثه في قاعة محكمة دولية افتراضية تفتح فيها ملفات الجرائم والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

يوثق مسلسل “المحامي” جلسات هذه المحكمة الافتراضية، حيث يمثل المدعي العام الفلسطيني صوت الضحايا ويواجه محامي الدفاع الإسرائيلي الذي يحاول باستمرار التهرب من المسؤولية عن الجرائم المرتكبة. في كل حلقة، يتم استدعاء شهود من كلا الجانبين للإدلاء بشهاداتهم حول الأحداث الفعلية أثناء الإبادة الجماعية المستمرة. ويهدف التقرير إلى دحض الاتهامات الإسرائيلية ورسم صورة واقعية لما حدث. يتكون المسلسل من 30 حلقة ويهدف إلى توثيق هذه الجرائم من خلال سرد درامي آسر ذو بعد قانوني وإنساني عميق.

في تصريح خاص لصحيفة الشروق، أوضح منتج المسلسل، عدي عزي: “مسلسل “المحامي” ليس مجرد مسلسل، بل هو مشروع إنساني وثائقي يعكس معاناة غزة من منظور قانوني وأخلاقي. شعرتُ بواجبي أن أكون جزءًا من صوت يدافع عن العدالة بوسائل فنية مدروسة. ركزنا على تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة من منظور قانوني وأخلاقي، وتسليط الضوء على الصراع بين الحق والباطل في سياق العدالة الدولية. أردنا تقديم قصة واقعية تُظهر الصمود والإنسانية وسط قسوة الحرب، بعيدًا عن الشعارات”.

وأضاف: “بدأ المشروع بورشة كتابة جمعت مجموعة من الكُتّاب والباحثين المهتمين بالقضية الفلسطينية، وتحديدًا ما يحدث في غزة. عُرضت عليّ الفكرة كمشروع جماعي مبني على أحداث حقيقية ووثائق قانونية، وتطورت تدريجيًا إلى نص درامي متكامل، شاركتُ في تطويره منذ البداية”.

وعن المنصة التي سيُعرض عليها المسلسل، صرّح عزي: “لم نوقع عقدًا بعد مع جهة محددة، لكننا على تواصل مع منصات وجهات بثّ مهتمة. والأهم من ذلك، نريد أن يجد العمل منصةً تحترم رسالته، فهي نابعة من حساسية حقيقية لما يحدث في غزة، وذات بُعد إنساني يتجاوز الترفيه، وتدافع بوضوح عن الحق والعدالة”.

وعن مراحل إنتاج العمل، قال عزي: “انتهينا من تصوير المسلسل كاملاً، ونحن الآن في مرحلة ما بعد الإنتاج. نعمل حاليًا بدقة على المونتاج والألوان والمؤثرات الصوتية، فالعمل وثائقي بطبيعته، ويعتمد على تفاصيل دقيقة لنقل الواقع بصدقٍ تام. يُصوّر المسلسل معركةً قانونيةً مريرةً تُمثّل فيها شخصياتٌ إسرائيليةٌ الادعاء، لكنهم ليسوا سوى وجوهٍ لنظامٍ يسعى إلى إلغاء الحقوق الفلسطينية وإلغاء العدالة. إنهم يواجهون الحقيقة دون أي شفقةٍ أو تبريرٍ للظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني”.

يذكر أن العمل من إنتاج شركة لينس برودكشن للإنتاج والتوزيع الفني، وهي شركة يملكها المنتج عدي سلمان عزي، بإدارة المخرج اللبناني إيلي رموز والمنتج الفني سامي عبد الكريم. ويشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين العرب، منهم الممثل الأردني منذر ريحانة، والممثل السوري سامي نوفل، والسورية مروة الأطرش، والممثلة اللبنانية تاتيانا مراب، والممثل السوري ياسر البحر وغيرهم.


شارك