المديرة التنفيذية للهلال الأحمر لـ«الشروق»: ننسق مع الأمم المتحدة والهلال الفلسطينى لإدخال المساعدات إلى غزة رغم الإغلاقات الإسرائيلية

ونحن نبذل قصارى جهدنا لضمان سلامة المساعدات وتوافقها مع المعايير الدولية. – التعاون الوثيق مع وزارة التضامن الاجتماعي في مجال الحماية الاجتماعية لضمان وصول الاستفادة إلى الفئات الأكثر احتياجاً. نستعد للأزمات من خلال حشد وتدريب وتأهيل المتطوعين لرصد الأزمات المختلفة.
قالت الدكتورة آمال الإمام المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، إن هناك تواصلا مستمرا مع الهلال الأحمر الفلسطيني لتقييم الوضع في غزة وتحديد الأولويات الإنسانية. وأضافت إمام في حديثها لـ«الشروق» أن هناك عقبات كبيرة أمام استيراد المساعدات، وخاصة الإغلاقات المتكررة من قبل إسرائيل والقيود على بعض أنواع المساعدات.
ما هي أبرز جهود الهلال الأحمر المصري لدعم قطاع غزة؟
في الواقع، لعب الهلال الأحمر المصري دوراً بارزاً منذ بدء الأزمة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويعود دوره في دعم قطاع غزة إلى عام 1948، حيث دعم السلطات المصرية باستمرار في تقديم المساعدات الدولية خلال الأزمات المختلفة. ويلعب الهلال الأحمر دوراً محورياً في تقديم المساعدات الإنسانية، سواء من خلال تقديم الرعاية للمصابين ومرافقيهم الذين يتم إجلاؤهم من قطاع غزة إلى مصر، أو من خلال التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة.
ما هو التنسيق بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني؟
ويجري التنسيق والتواصل بشكل مستمر بين الجانبين لتقييم الوضع وتحديد أولويات الدعم. ويتم التنسيق مع المركز العام للهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله وفرعه في غزة لتقديم المساعدات من خلال آلية منظمة وفعالة.
ما هي أكبر التحديات التي تواجهكم في توفير إمدادات الإغاثة؟
وتتمثل التحديات الأكبر في إغلاقات إسرائيل المتكررة لموانئ غزة والقيود المفروضة على أنواع معينة من المساعدات الإنسانية. ويستقبل الهلال الأحمر المصري المساعدات براً وبحراً وجواً، وقد تم اعتماده من قبل الحكومة المصرية كآلية وطنية لتنسيق عمليات تسليم المساعدات إلى غزة. ونتلقى المساعدات من خلال تسعة موانئ بحرية، ومطاري العريش والقاهرة، وميناء السلوم البري. وتتواجد فرق الهلال الأحمر الإغاثية في كافة هذه الموانئ لاستقبال المساعدات القادمة من مختلف دول العالم، بالتنسيق مع المنظمات الدولية ذات الصلة.
كيف يتم التعامل مع المساعدات بعد استلامها؟
بعد استلام المساعدات الإغاثية يتم فحصها للتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية وتعبئتها وترميزها وتصنيفها قبل نقلها إلى مدينة العريش. وسيتم تجهيزها هناك في المركز اللوجستي التابع للهلال الأحمر المصري، والذي تم إنشاؤه خصيصا بعد اندلاع الأزمة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويقوم الهلال الأحمر بمرافقة المساعدات حتى إرسالها إلى معبري رفح أو كرم أبو سالم، مما يمهد الطريق لدخولها إلى غزة.
كيف تقوم بتحديد أولويات إمدادات الإغاثة المرسلة؟
وسيتم تحديد الأولويات بالتعاون مع المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة، وخاصة الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم أيضًا أخذ النداءات الواردة مباشرة من الهلال الأحمر المصري في الاعتبار. وتركز الأولويات عادة على الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات الطبية ومواد الإغاثة.
هل هناك تعاون دولي لتنسيق جهود الإغاثة؟
نعم هناك تواصل مستمر مع منظمات الإغاثة الدولية بما فيها تلك التابعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وكذلك مع منظمات الأمم المتحدة التي تلعب دوراً إنسانياً فاعلاً في قطاع غزة.
كيف تستعد للكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية؟
نعمل بشكل مستمر على جاهزيتنا واستعدادنا من خلال حشد وتدريب وتأهيل المتطوعين، ومراقبة الأزمات المختلفة والعمل على الحد من مخاطر الكوارث من خلال مركز عمليات مركزي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع كما يعمل كنظام إنذار مبكر في حالة حدوث أزمة. ونعمل أيضًا على رفع جاهزية مستشفيات الهلال الأحمر المصري وبنوك الدم، وتحسين كفاءة المخازن الاستراتيجية حتى يمكن، لا قدر الله، شحن الإمدادات الإغاثية في حالة حدوث أزمة. هذا بالإضافة إلى التنسيق المكثف مع السلطات المصرية والجهات المعنية، علماً بأن الهلال الأحمر المصري عضو في لجنة الأزمات والكوارث ومركز دعم القرار التابع لمجلس الوزراء.
ما هو دور الهلال الأحمر في دعم الفئات الأكثر ضعفا؟
ويعد الهلال الأحمر المصري شريكًا مهمًا في مجالات التنمية والحماية الاجتماعية. ونحن نعمل بشكل وثيق مع وزارة التضامن الاجتماعي بشأن قضايا الحماية الاجتماعية ونشارك في المبادرات الرئاسية التي تهدف إلى تمكين وضمان الوصول إلى الخدمات للفئات الضعيفة. ويتم تقديم الخدمات من خلال المقر الرئيسي وفروع الهلال الأحمر المصري المنتشرة في كافة المحافظات. ويعمل كل فرع على تلبية احتياجات محافظته وتقديم الخدمات سواء كانت رعاية طبية عبر القوافل الطبية المتنقلة أو مشاريع الأمن الغذائي التي تعمل على توصيل الطعام والوجبات الجاهزة للفئات الأكثر ضعفاً.
كيف يمول الهلال الأحمر نفسه؟
الهلال الأحمر المصري هو منظمة غير حكومية مستقلة. لذلك فهي تعمل من خلال جمع التبرعات، ومن خلال مشاريع تمولها جهات مختلفة، ومن خلال برامج التمويل الذاتي، أي أنها تمول نفسها من خلال أجور رمزية. في ضوء التحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم حالياً، فإن تأمين الموارد يشكل تحدياً كبيراً. ويشمل ذلك نقص الموارد الإنسانية الذي تواجهه معظم المنظمات الإنسانية. ومن هنا فإننا نلتزم بفهم دور الهلال الأحمر المصري من خلال تأمين التبرعات ودعم الهلال الأحمر المصري من خلال شراكات مستدامة.
ما هي الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر لدعم المرأة والفئات الأكثر ضعفا في المجتمع؟
يقدم الهلال الأحمر المصري خدماته لدعم المرأة والفئات الضعيفة في المجتمع مثل كبار السن وذوي الإعاقة، من خلال أكثر من 200 مركز خدمة تابع للهلال الأحمر المصري. ومن هذه المراكز مراكز تمكين المرأة من خلال التدريب على الفنون والحرف وتسويقها من خلال المعارض، ومراكز تأهيل وتدريب المرأة، ومراكز استشارات للفتيات المقبلات على الزواج، ومراكز استشارات أسرية للحفاظ على بنية الأسرة المصرية. بالإضافة إلى ذلك تقدم أندية كبار السن ودور الرعاية التابعة للهلال الأحمر المصري خدماتها لكبار السن إما بالمجان أو بمقابل مادي بسيط، حيث تقدم لهم خدمات اجتماعية وطبية واقتصادية متنوعة. وهناك أيضًا برامج للأشخاص ذوي الإعاقة تقدمها جمعية الهلال الأحمر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي. يتم تعديل برامج الهلال الأحمر المصري لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة. وينطبق هذا بشكل خاص على تدريب الإسعافات الأولية بلغة الإشارة أو لغة برايل، وهو ما له تأثير كبير على ضمان سلامة الأشخاص ذوي الإعاقة.
هل لديكم خطط توسعية للوصول إلى المناطق النائية أو المحرومة التي لم تتلق المساعدة الكافية؟
وفي الواقع فإن الهلال الأحمر هو المعني الوحيد بهذه الخطط ويعمل مع مختلف المؤسسات لتقديم الخدمات حتى في المناطق الأكثر بعداً. أطلق الهلال الأحمر المصري العديد من القوافل هذا العام، حيث وصلت إلى مناطق مثل حلايب وشلاتين والسلوم، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في قرى ونجوع مصر، بهدف تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية لجميع المناطق.
ما هي الآلية التي تستخدمها لمراقبة أداء المتطوعين والتأكد من استعدادهم للأزمات؟
نظرًا لأننا نعمل حتى في أوقات الأزمات، فإننا نمتلك نظامًا متقدمًا لإدارة المتطوعين يضمن التدريب المناسب للمتطوعين. كما لدينا غرفة عمليات تطوعية تراقب أداء المتطوعين في الموقع وتضمن سلامتهم وتقدم لهم الدعم والحماية. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نعمل بلا كلل على تحسين جاهزية المتطوعين من خلال إرسالهم إلى دورات تدريبية في الموقع وإرسال متطوعين متميزين إلى دورات تدريبية دولية لمشاركة خبراتهم مع جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم، وكذلك مع المؤسسات الدولية والمحلية المشاركة في عمل الهلال الأحمر.