من هو محمد السنوار الذي أعلن نتنياهو “اغتياله”؟

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، مقتل محمد السنوار، “أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل” والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار.
ولم تعلق حماس حتى الآن على إعلان نتنياهو.
من هو محمد السنوار؟
منذ اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومقتل محمد ضيف، رئيس أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، تزايدت التكهنات حول هيمنة السنوار على صنع القرار في الحركة في قطاع غزة. ويأتي ذلك على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ ما يقرب من عام ونصف، والمفاوضات الجارية بشأن اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
ويعتبر محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ويتمتع بنفوذ كبير داخل التنظيم في قطاع غزة. وكان يشغل في السابق مناصب أمنية رفيعة المستوى، وكان قريباً جداً من شقيقه يحيى، وهو ما يزيد من احتمال طرح اسمه كخليفة محتمل.
على مدى السنوات الماضية، حاولت إسرائيل مهاجمته خمس مرات، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حسبما ورد. ويرتبط اسمه أيضًا باختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والأدوار العسكرية في حرب غزة الحالية.
ورغم قلة المعلومات من المصادر العربية والفلسطينية عن هوية محمد السنوار بسبب خلفيته العسكرية وميله للعمل في السر، إلا أن صحافيين فلسطينيين قالوا لبي بي سي إن المعلومات التالية متوفرة عنه.
ولادته ونشأته
وُلِد محمد السنوار في خان يونس عام 1975، عندما كان شقيقه يحيى يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. هجّرت عائلتها من قرية قرب عسقلان عام 1948 واستقرت في جنوب قطاع غزة.
في عام 1991، سُجن محمد السنوار في إسرائيل لمدة تسعة أشهر في سجن كتسيعوت “للاشتباه في قيامه بأنشطة إرهابية”.
ومع تكثيف هجمات حماس على إسرائيل ابتداء من عام 2000 فصاعدا، نمت ثقة محمد ومكانته، بمساعدة سمعته باعتباره “شقيق يحيى”، وهي السمعة التي تعززت أكثر خلال فترة يحيى في السجون الإسرائيلية، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست.
وأقام علاقات وثيقة مع قادة ميدانيين أصبحوا فيما بعد شخصيات رئيسية، مثل محمد ضيف وسعد العربيد وآخرين ساهموا في تطوير القدرات العسكرية لحماس وعمل معهم جنباً إلى جنب، حسب الصحيفة.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن محمد السنوار كان أحد المسؤولين عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006. وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة تم بموجبها إطلاق سراح شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً.
على مدى عقود من الزمن، عاش محمد السنوار مختبئا لتجنب الاعتقال أو الاغتيال على يد قوات الأمن الإسرائيلية.
رجل الظل
عمل متخفيًا لفترة طويلة وحصل على لقب “رجل الظل”. واكتسب خبرة عملياتية وأصبح عنصرا أساسيا في الاستراتيجية العسكرية لحماس.
لم يكن أحد يعرف محمد السنوار قبل ظهور صورته، التي تم التقاطها في سيارة داخل نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون/إيرز، في مقطع فيديو أصدره الجيش الإسرائيلي في أواخر عام 2023.
“أقسى من يحيى”
ووصفت مصادر عسكرية إسرائيلية محمد السنوار بأنه “أكثر وحشية من شقيقه يحيى”.
أوضحت المصادر: “لم يكن هناك حدثٌ مهمٌ في مسيرة حماس العسكرية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية إلا وشارك فيه محمد السنوار. شغل منصب قائد خان يونس، وهو منصبٌ رفيع، حتى القادة الذين خلفوه كانوا خاضعين لنفوذه. من المهم أن نفهم أنه كان ممثل الضيف على الأرض، وتحدث مع المقاتلين وقادة الألوية والكتائب، مما عزز نفوذه”.
وأضافت المصادر: “كان شديد الولاء للضيف، ولم يحيد عن موقفه قط. وكان الجميع يعلم أن كل قرار اتخذه كان يحظى بدعم الضيف، وهي صفة كان يتمتع بها محمد كثيرًا”.
جديد – نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو أكده جهاز الاستخبارات. ويظهر في الفيديو محمد السنوار وهو يقود سيارته عبر النفق الكبير الذي اكتشفه جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة بالقرب من معبر إيريز الحدودي. تم العثور على الفيديو من قبل القوات الإسرائيلية. محمد السنوار هو شقيق… pic.twitter.com/V9sDdKzec0
— غرفة حرب إسرائيل (@IsraelWarRoom) ١٧ ديسمبر ٢٠٢٣
مفاوضات السجناء والسجناء
وذكرت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية أن محادثات وقف إطلاق النار الأخيرة في قطاع غزة “لم تفشل تماما”، لكن محمد السنوار “الذي يتدخل في هذه المفاوضات يتخذ موقفا أكثر صرامة من شقيقه الراحل يحيى السنوار”.
ويعتقد أن محمد متورط “ليس فقط في المجهود الحربي الحالي، بل أيضاً في المفاوضات مع إسرائيل لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين والفلسطينيين” ويلعب دوراً هاماً في بناء الأنفاق في قطاع غزة.
إعادة بناء حماس
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن “محمد السنوار يعيد بناء الحركة من خلال تجنيد مقاتلين جدد في قطاع غزة، مما يجبر إسرائيل على حرب استنزاف”.
وذكرت الصحيفة: “لقد تلقت حماس ضربة قاسية في الخريف الماضي بعد اغتيال يحيى السنوار، لكن الحرب المستمرة في غزة أنتجت أيضًا جيلًا جديدًا من المقاتلين وأغرقت غزة بالذخائر غير المنفجرة، والتي تقوم الحركة بمعالجتها وتحويلها إلى قنابل لاستخدامها في قتالها المستمر في قطاع غزة”.
ونقلت الصحيفة عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد أمير عفيفي قوله إن “حملة التجنيد والقتال المستمر بقيادة محمد السنوار يشكلان تحديا جديدا لإسرائيل”، مشيرا إلى أن “وتيرة إعادة بناء حماس لقدراتها أسرع من وتيرة تدميرها على يد الجيش الإسرائيلي”.
وزعم عفيفي أن محمد السنوار “يدير كل شيء” وهو “محور جهود إحياء حماس”. وقال إنه بعد اغتيال يحيى السنوار، قرر ممثلو الحركة في الخارج “تشكيل مجلس قيادة جماعي بدلًا من تعيين رئيس جديد. إلا أن مقاتلي حماس في قطاع غزة لم يمتثلوا لهذا القرار، ويعملون الآن بشكل مستقل بقيادة السنوار الأصغر”، على حد قوله.