جلسة نقاشية حول الاستثمار في صحة المرأة ودور القابلات في تعزيز الرعاية الصحية بمصر

شاركت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، في حلقة نقاشية نظمها صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع الوزارة بعنوان “الاستثمار في صحة المرأة: تمكين دور القابلات والأثر الإيجابي للاستثمار في القابلات في مصر”. وشارك في الندوة ممثلون عن الاتحاد الأوروبي في مصر، والسفارات النرويجية والألمانية والكندية واليابانية، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، والجمعية الألمانية للتعاون الدولي، وممثلون عن المجلس القومي للسكان، ومكاتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر والدول العربية.
وصرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، بأن اللقاء ناقش أهمية دعم مهنة القبالة في تحسين صحة المرأة وتعزيز النظم الصحية، فضلاً عن دور الشركاء الدوليين في دعم جهود الحكومة المصرية في هذا المجال. كما استعرض الاجتماع الجهود المشتركة بين الوزارة وصندوق الأمم المتحدة للسكان لتعزيز القبالة وصحة المرأة، وناقش التحديات والتوصيات المتعلقة بالبرنامج الوطني للقبالة. كما تم تقديم دراسة جدوى لمعالجة الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة، بهدف تعبئة الموارد الإضافية لدعم تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان.
وقال عبد الغفار إن نائب الوزير أكد أن الوزارة تستهدف خفض معدلات الولادة القيصرية إلى أقل من 30% وجعل الولادات الطبيعية خياراً آمناً ومفضلاً، على أن يتم إجراء الولادة القيصرية لأسباب طبية فقط. وينبغي أن يمكّن هذا أيضاً الأسر من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتصل بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والمباعدة بين فترات الحمل من ثلاث إلى خمس سنوات، وحماية الأجيال من مخاطر مثل التوحد والسمنة والقزامة، وضمان حق الطفل في الرضاعة الطبيعية خلال العامين الأولين، وبدء كل حمل مع أم مستعدة جسدياً ونفسياً وتغذوياً.
وأضاف عبد الغفار أن الدكتورة عبلة الألفي أكدت أن الجهود يجب أن تبدأ من الاهتمام بكل فتاة سواء في الريف أو الحضر وإعطائها فرصة التعلم خاصة أن الكثير من الفتيات محرومات من هذه الفرصة بسبب زواج القاصرات أو الحمل المبكر أو نقص المعلومات الصحية. وأشار إلى أن مصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية للقبالة في ديسمبر 2023، وهي خطة طموحة مدتها ثلاث سنوات شهدت تدريب أول مجموعة من القابلات من خلال زمالة مهنية لمدة ثلاث سنوات وتأهيل 600 شخص من خلال برنامج تدريبي لمدة 18 شهرًا بالتعاون مع الاتحاد الدولي للقابلات. كما تم إنشاء جمعية القبالة المصرية لتنظيم المهنة أخلاقياً ومهنياً.
وتابع عبد الغفار أن نائب الوزير أكد إطلاق نموذج وطني مبتكر لسد الفجوة في مقدمي الرعاية الصحية من خلال مرشدي الأسرة من صيادلة وأطباء أسنان وغيرهم بعد تدريبهم على تقديم المشورة في الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحمل الآمن والرضاعة الطبيعية والصحة النفسية. وأشارت إلى أنه بحلول عام 2027 سيتم تدريب وتوظيف أكثر من 1000 قابلة، وتوسيع خدمات الإرشاد الأسري، وتزويد مليون فتاة مراهقة بالتثقيف الصحي ومهارات الحياة. وأشارت أيضاً إلى إدخال برامج تدريبية للقابلات وإطلاق حملة وطنية لتشجيع الولادات الطبيعية والرعاية المحترمة وحقوق الإنجاب.
وأشارت خلال الاجتماع إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية أوسع نطاقاً للسكان والصحة، تتضمن من بين أمور أخرى تعزيز أنظمة البيانات وتسجيل المواليد، وتطوير الخدمات لكبار السن من خلال مبادرة بداية، واعتماد المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن التوليد، والتنسيق بين الوزارات في مجالات التغذية والتعليم والحماية الاجتماعية. وأشادت أيضًا بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، مشيدةً بدعمه الفني ورؤيته التشغيلية والتزامه العالمي.
وقال السيد إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، إن القابلات يقدمن رعاية شاملة للنساء طوال حياتهن، بدءًا من التثقيف في مجال الصحة الإنجابية والرعاية قبل الولادة وبعدها إلى الدعم النفسي. وأضاف أن الاستثمار في تعليم القبالة لا يؤدي فقط إلى تحسين فرص الحصول على رعاية جيدة للأمهات والأطفال حديثي الولادة، بل يخلق أيضاً فرص عمل لائقة للنساء، وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأكد أن الهدف هو تعزيز الشراكات وتوسيع فرص العمل في مجال التوليد على مستوى البلاد من خلال التعليم والتدريب وعروض الخدمات.