الأمين العام للشئون الإسلامية: الضبط المعرفي للتراث الإسلامي ضرورة لمواجهة تشويه صورة الإسلام

أكد الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الرقابة المعرفية على التراث الإسلامي أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة الفوضى المعرفية والتأويلات الخاطئة التي تساهم في تشويه صورة الإسلام. وأكد على أهمية الجمع بين الأصالة والوعي المعاصر عند التعامل مع النصوص التقليدية.
جاء ذلك خلال محاضرة علمية ألقاها في المؤتمر الدولي بالعاصمة الأذربيجانية باكو بعنوان “الإسلاموفوبيا: فضح الأحكام المسبقة وكسر الصور النمطية”. وشارك ممثلاً لوزارة الأوقاف، تنفيذاً لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بالمشاركة في الفعاليات العلمية الدولية التي تخدم مصالح الأمة، وتساهم في تصحيح الصورة الفكرية للإسلام.
واستعرض الدكتور البيومي الرؤية المنهجية الشاملة لـ”دوائر المعرفة الأربع” التي وضعها الدكتور أسامة الأزهري، والتي تنوي وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى تنفيذها لتنظيم التعامل مع التراث الثقافي. وهو يتضمن:
دائرة الفهم والتفسير: التعمق في المعنى وفهم السياق التاريخي واللغوي للنصوص، ثم توصيل هذا الفهم بلغة سهلة المنال ومفهومة. قسم التحقق والتوثيق: الحفاظ على نصوص التراث الثقافي من التزوير من خلال الفحص الدقيق والتأكد من سلاسل النقل والرجوع إلى المصادر الأصلية. دائرة المرجعية والتحليل: استخلاص الأحكام والرؤى الفكرية من التراث وتحويلها إلى إطار مرن لمعالجة المشكلات الراهنة. دورة التطور الإنساني: الهدف النهائي الذي يصبح فيه التراث مصدراً لتطور الأخلاق والفكر والسلوك الإنساني. وفي ختام كلمته أكد البيومي أن هذا النهج يمكّن الأمة من الانتقال من مجرد الحفاظ على التراث إلى تفعيله في بناء المجتمعات ومواجهة التحديات وتقديم رؤية إسلامية أصيلة تساهم في بناء عالم أكثر عدلاً وتسامحاً. وأشار إلى أن “دوائر المعرفة الأربع” قدمت دليلاً شاملاً لفهم التراث الثقافي والحفاظ عليه وتفعيله في حياة الناس.