اللواء محمد إبراهيم الدويري لـ«الشروق»: الوضع في مفاوضات غزة ما زال صعبا

وتسابق مصر الزمن لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار قبل عيد الأضحى المبارك. هناك عدد من المقترحات التي يعمل الوسطاء على جمعها معًا. إن الموقف الإسرائيلي متشدد، وخشية انهيار الحكومة، لن يكون هناك أي تغيير في قضية إنهاء الحرب أو الانسحاب النهائي. حماس تصر على الحصول على ضمانات أميركية مكتوبة لإنهاء الحرب.
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات، إن عدداً من المقترحات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة طرحت مؤخراً، جميعها بناء على اقتراحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ويعمل الوسطاء حاليا على توحيد هذه المقترحات في مقترح واحد.
وفي تصريحات خاصة لـ”الشروق”، أكد الدويري أن الوضع في المفاوضات لا يزال صعباً رغم استمرار جهود مصر وقطر وأميركا للتوصل إلى وقف إطلاق النار. ورغم أن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتا بلا شك، فمن الأهمية بمكان تحقيقه بأي وسيلة ممكنة. وأكد أن نتنياهو ما زال قادرا على التحرك.
وأشار إلى أن مقترحات فيتكوف تتضمن عموماً تدابير مثل إطلاق سراح مجموعة أولية تتألف من سبعة إلى عشرة رهائن أحياء، وبعض الجثث، وبدء وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة شهرين تقريباً يتم خلالها تنفيذ وقف إطلاق النار.
وبحسب الدويري فإن المقترحات تتضمن أيضا انسحاب إسرائيل من مناطق معينة يتمتع سكانها بحرية الحركة، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، ومنهم من يقضي أحكاما طويلة، وتوفير كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء قطاع غزة.
وأوضح نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات أنه في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار سيتم مناقشة قضايا رئيسية مثل إنهاء الحرب ونزع سلاح حماس وترتيبات اليوم التالي.
وأكد اللواء محمد إبراهيم أن المعطيات الحالية تشير إلى أن إسرائيل ترفض القبول بوقف الحرب أو وقف إطلاق النار الدائم. كما أنها ترفض الانسحاب الكامل من غزة تحت أي ظرف من الظروف حتى تتأكد من أن غزة لم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل في المستقبل.
وأوضح أن الموقف الإسرائيلي يعتبر وقف إطلاق النار مجرد فترة مؤقتة يتم خلالها إطلاق سراح كافة المختطفين والجثث. بعد انتهاء وقف إطلاق النار، ستستأنف العمليات العسكرية حتى تدمير حماس. وشدد أيضاً على ضرورة نزع سلاح حماس والجماعات الأخرى، وترحيل قادتها المتبقين إلى الخارج، وتسهيل توصيل المساعدات من خلال شركات أميركية خاصة ونظام توزيع قوي لمنع وصولها إلى حماس.
في المقابل، يوضح الدويري أن موقف حماس هو إطلاق سراح الأسرى والجثث الإسرائيلية على مراحل مختلفة، مطالباً بضمانات أميركية واضحة ومكتوبة بأن تنتهي الحرب بشكل كامل بعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت، وأن يتم ضمان الانسحاب الإسرائيلي النهائي من قطاع غزة، وأن يتم السماح بدخول مئات الشاحنات إلى قطاع غزة يومياً، كما كان الحال قبل الحرب.
دور مهم لمصر
وأوضح الدويري أن مصر تبذل حاليا جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مضيفا: “نحن في سباق مع الزمن لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة قبل عيد الأضحى”.
وأكد أن واشنطن تحاول الضغط على الأطراف للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لأن ذلك سيكون نجاحاً لترامب.
وأكد الدويري أن موقف إسرائيل يبقى متشددا للغاية، وأنها لن تقبل بأي تغيير في مسألة وقف الحرب أو الانسحاب النهائي، لأن الموافقة على أي منهما يعني انهيار الحكومة.