مقترح ويتكوف لحرب غزة.. بين النفي والتأكيد وتضارب التصريحات

منذ 4 أيام
مقترح ويتكوف لحرب غزة.. بين النفي والتأكيد وتضارب التصريحات

وبعد أن وصلت المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة إلى طريق مسدود، أثارت التقارير عن اتفاق جديد لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، كما اقترحه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، آمالاً جديدة.

ولكن سرعان ما اصطدمت هذه الآمال بتصريحات متناقضة؛ ورغم أن مسؤولاً فلسطينياً مطلعاً أكد أن حماس وافقت على الاقتراح، الذي دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، إلا أن ويتكوف نفى ذلك على الفور، ووصف موقف الحركة بأنه “مخيب للآمال وغير مقبول”. وتبين لاحقا أن “كل طرف وافق على نسخة مختلفة من نفس الاقتراح”.

رفض المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبول حماس لمقترحه الذي دعا إلى إطلاق سراح نصف السجناء الإسرائيليين الأحياء ونصف القتلى. وقد قبلت إسرائيل هذا الاقتراح.

وقال ويتكوف لوكالة أكسيوس: “ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيبا للآمال وغير مقبول على الإطلاق”، مضيفا أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى مفاوضات ذات مغزى لإيجاد طريق لوقف إطلاق نار دائم.

وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: “لقد وافقت على إجراء هذه المفاوضات. هناك اتفاق على الطاولة، وعلى حماس قبوله”.

وفي أعقاب تصريحات فيتكوف، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية: “آمل أن أحمل لكم أخبارًا جيدة عن السجناء اليوم أو غدًا”.

لكن مكتب نتنياهو سارع إلى التعليق على تصريحه؛ وقال نتنياهو إن رئيس الوزراء “لم يكن ينوي الإعلان عن أي شيء اليوم أو غدا، بل أشار إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق”، بحسب ما نقلت إذاعة إسرائيلية.

ونقلت الإذاعات الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها: “لا نرى أي تقدم في المحادثات ولا نعرف ماذا يعني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بكلامه”.

من جانبها، وافقت حركة حماس اليوم الاثنين على اقتراح قدمه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يدعو إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما قال مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات لرويترز.

وقال المسؤول: “في الأيام الأخيرة، قدم الوسطاء مقترحا جديدا يعد تطويرا إضافيا لخريطة الطريق التي قدمها ويتكوف سابقا ويهدف إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار”. وأشار إلى أن الاقتراح ينص على أن تفرج حماس عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 70 يوما وانسحاب جزئي تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وينص الاتفاق المقترح أيضا على إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة والمؤبد.

وفقاً للتصريحات المتناقضة التي تم تقديمها؛ وقال مصدر إسرائيلي لهيئة الإذاعة الإسرائيلية إن “كل جانب وافق على اقتراح مختلف”.

خلف كواليس الاتفاق

كشف موقع أكسيوس تفاصيل الاقتراح الذي تبنته حركة حماس، والذي قدمه رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، في محادثات غير مباشرة مع الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس إن بحبح قاد المفاوضات مع حماس نيابة عن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. وتضمن الاقتراح شروطا أولية لأي اتفاق، بما في ذلك إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. وتضمنت التوجيهات أيضا التزاما أميركيا بضرورة دخول إسرائيل في مفاوضات “جدية” لإنهاء الحرب.

ووافق بحبح على اقتراح حماس الذي يقضي بالإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين في بداية وقف إطلاق النار، وخمسة آخرين في نهايته. لكن الجانب الإسرائيلي رفض الصيغة المتفق عليها، معتقدا أنها يمكن أن تفسر على أنها إعلان عن انتهاء الحرب دون مفاوضات مباشرة، بحسب المسؤول.

وأكد المسؤول أن العقد الذي اقترحه بشارة بحبح قوبل بالرفض الكامل من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأن ستيف ويتكوف نفسه سحب الاقتراح لاحقا.


شارك