“جثث متفحمة”.. 20 شهيدا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة بقطاع غزة

قُتل عشرون شخصاً في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في قطاع غزة تؤوي نازحين، فجر اليوم الاثنين.
وأكدت مصادر صحية محلية مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة للنازحين في قطاع غزة. وبذلك توسع إسرائيل نطاق حملتها العسكرية في القطاع.
وقال مسعفون إن العشرات بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيبوا في الهجوم على المدرسة في حي الدرج بمدينة غزة.
وقد وقع القصف دون سابق إنذار، ما أدى إلى اندلاع حرائق في المدرسة وفي الخيام التي أقيمت في الساحة. وأفاد شهود عيان أن العديد من الجثث كانت متفحمة وبعضها مقطعة الأوصال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، إن فرق الإنقاذ انتشلت 20 جثة، بينها جثث متفحمة لأطفال ونساء، بحسب قناة العربية. وأصيب عدد كبير من الجرحى بحروق بالغة.
وأشار إلى أن عمليات البحث عن المفقودين المحاصرين تحت الأنقاض والحرائق التي اندلعت في موقع الحادث لا تزال مستمرة. ونظرا لحجم الدمار، فإن البحث عن هؤلاء الأشخاص محفوف بصعوبات كبيرة.
وأكد أحد المسعفين أن سيارة إسعاف واحدة كانت تحمل أربعة أكياس تحتوي على رفات اثني عشر شهيداً، ما يبرز خطورة ودموية الهجوم.
ووصف شهود عيان المشهد بالمروع، إذ هز انفجار ضخم المدرسة ومحيطها، وتطايرت جثث الضحايا في كل مكان، فيما اندلعت الصراخ والذعر بين السكان.
“استيقظنا على صوت انفجار هائل هز المنطقة. ثم رأينا النيران والدمار في كل مكان، وجثثًا متفحمة في الداخل”، هذا ما قاله خالد سليمان، أحد سكان المنطقة القريبة من المدرسة.
وأضاف أن الحادثة كانت بمثابة “زلزال” بسبب شدة القصف.
امتلأ مستشفى المعمدان في مدينة غزة بالضحايا والجرحى وعائلاتهم، فيما اشتكى الأطباء من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية.
وتزامن الهجوم مع غارات جوية مكثفة على حيي الشجاعية والتفاح شرقي المدينة. وأغارت طائرات الاحتلال على مبنى سكني قيد الإنشاء قرب مفترق التايه وسط مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط حطام المبنى على مخيم مجاور يضم نحو عشر خيام، ما أدى إلى المزيد من القتلى والجرحى، بحسب شهود عيان.
وأظهرت مقاطع فيديو ومقاطع فيديو نشرها ناشطون وصحفيون صوراً مروعة لجثث متفحمة بعد اشتعال النيران فيها، بينما كانت فرق الدفاع المدني تعمل على إخماد الحريق.
وأثارت الحادثة غضبا واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي. ووصف ناشطون الهجوم بـ”المجزرة البشعة”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في البداية على الهجوم الذي يأتي في إطار التصعيد المستمر في قطاع غزة. وفي الساعات الأخيرة تعرضت منطقتي الزيتون والشجاعية لغارات جوية كثيفة، كما وقعت غارات جوية شمال غرب بيت لاهيا، ما أدى إلى تدمير المزيد من المنازل.
وأفادت مصادر محلية بتحليق مكثف للطائرات المسيرة وقصف مدفعي على عدة جبهات.
ورغم النقص الشديد في الموارد، تواصل فرق الإنقاذ جهودها في ظل معاناة القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة.