مؤسسة “مشبوهة”.. لماذا أثارت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة الشكوك؟

منذ 6 شهور
مؤسسة “مشبوهة”.. لماذا أثارت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة الشكوك؟

“نخطط لتوزيع حوالي 300 مليون وجبة في غزة. عملنا سيكمّل، ولن يحل محل، عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التقليدية”، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وبذلك تولّت مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة. ومع ذلك، فقد أثيرت شكوك حول أنشطة المنظمة والهيئة المسؤولة عن إدارتها.

كشفت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير نشرته الأحد، أن عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة التي أعلن عنها مؤخرا، هي في الواقع مشروع أعدته مجموعة مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون تنسيق مع أجهزة الأمن. تم اختيار الشركة دون أي خبرة سابقة في تنسيق العمليات الإنسانية.

1_11zon

وكشف التقرير الإسرائيلي أن المنظمة غير الربحية، التي تأسست في سويسرا، قدمت نفسها على أنها شركة أميركية، لكن عناصر إسرائيلية تديرها سراً. وهذا يثير العديد من التساؤلات، خاصة وأن الجهات الرسمية مثل الجيش الإسرائيلي ومنسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية وقطاع غزة تم استبعادها من عملية الاختيار.

أعرب موظفون حاليون وسابقون في المنظمة عن استغرابهم من اختيار الشركة “المشبوهة” لتوزيع المساعدات في قطاع غزة. وأكدوا أن الاختيار تم في إطار عملية سرية بإشراف اللواء رومان غوفمين، السكرتير العسكري لنتنياهو، من دون مناقصة أو قنوات معتادة، وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس.

2_11zon

وكشفت المصادر للصحيفة الإسرائيلية عن تفاصيل اختيار الشركة. وقالوا إن العملية تمت عبر اتصالات ولقاءات داخل إسرائيل وخارجها، وتم تحويل ملايين الشواكل دون علم كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.

وقد أثارت هذه الاكتشافات وراء الكواليس الشكوك حول أن بعض المشاركين في العملية أظهروا “سلوكيات غير لائقة ومصالح شخصية”. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة العملية لإسرائيل نحو 200 مليون دولار على مدى ستة أشهر. وتقول مصادر رسمية إن هذه الشكوك تتعزز بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك، والبحث عن منظمة جديدة تتولى مسؤولية توزيع المساعدات.

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، في 14 مايو/أيار، أنها تخطط لتوزيع نحو 300 مليون وجبة في غزة خلال فترة أولية مدتها 90 يوما. لكن الأمم المتحدة رفضت التعاون مع الشركة المجهولة في مهمة التوزيع. وأثار هذا الأمر الشكوك حول قدرة المنظمة على العمل لصالح الفلسطينيين، بحسب مصادر نقلت عنها صحيفة هآرتس.

3_11zon

وكشفت الصحيفة أيضًا أن مؤسسي المنظمة الجديدة – ومن بينهم فيل رايلي، وهو مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية – مرتبطون أيضًا بشركة أخرى تسمى أوربيس، والتي عملت سابقًا في قطاع غزة وقامت بحماية محور نتساريم خلال وقف إطلاق النار في الفترة من يناير إلى مارس.

وأشارت إلى أن مجموعة أوربيس تضم أيضًا شركة تدعى US Solutions، والتي بدأت مؤخرًا في تجنيد قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي الذين لديهم ما لا يقل عن أربع سنوات من الخبرة القتالية للمشاركة في مهام أمنية وعمليات إنسانية.

4_11zon

وبحسب إعلان الشركة، سيتم إعطاء الأفضلية للمتحدثين باللغة العربية الذين يتقنون اللهجات المصرية أو الأردنية أو العراقية أو اللبنانية.

وفي ضوء الشكوك التي تم التعبير عنها؛ وذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الأحد أن سويسرا تدرس التحقيق في أنشطة مؤسسة غزة الإنسانية، المكلفة بالإشراف على توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني.


شارك