نبيلة مكرم: ابني رامي يؤلف في محبسه كتابا من 99 مقولة لإعطاء الأمل للشباب

تحدثت السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة السابقة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الفاهم للدعم النفسي عن تفاصيل أزمة ابنها رامي الذي يحاكم حاليا في الولايات المتحدة بتهمة القتل بسبب مرضه النفسي.
خلال برنامج “الرحلة” مع الإعلامية ريهام السهلي على منصة “دي إم سي بلس”، قالت: “لم أكن أعلم أن رامي مريض إلا في عام ٢٠٢١، ولذلك أسست مؤسسة فاهم لكسر وصمة المرض النفسي والتوعية به”.
وأضافت أن ابنها لم يصدق أنه فعل ذلك وشعر بالذنب. وتابعت: “في أول عيد أم أمريكي أحتفل به بعد الحادث، لم أفكر في رامي. فكرت في أمهات الضحايا وقلت لرامي: أنت مريض، والله يرى ذلك”. أنت محق. ندعو لأمهات الضحايا.
تحدثت عن مبادرتها لتعليم ابنها اللغة العربية في السجن استعدادًا لعودته إلى مصر: “رامي لا يتحدث العربية، فعرضتُ عليه تعليمه. قلتُ له: نحن نستعد لعودتك، لأن الكثيرين سيرغبون بمعرفة قصتك عند عودتك إلى مصر”. وافق، وكنتُ أنا المعلمة.
ووصفت التجربة بأنها إحدى نعم التجارب، حيث يكتشف الإنسان ذاته ويستطيع أن يفعل أشياء لم يعتقد أبدًا أنه قادر على القيام بها.
وروت كيف قامت بتعليمه اللغة العربية عبر هاتف السجن، مستخدمة روايات نجيب محفوظ مثل “معركة طيبة”، و”مصير الأقدار”، و”أولاد الجبلاوي”. قالت: “كان من شروط السجن أن أرسل له كتبًا عبر أمازون. لم يكن يُسمح لي أو أتمكن من توصيلها. بدأنا نتحدث على هاتف السجن… فتحتُ الكتاب، وفتحه هو، وبدأنا نقرأ كلمة بكلمة. بدأنا بكتاب “معركة طيبة” لنجيب محفوظ، وترجمتُ كل كلمة، وكان يرددها بعدي ليتعلم النطق. عندما بدأنا بالصفحة الأولى، استغرق الأمر منا أربع ساعات، وكنتُ أختبره بعد كل درس.”
وأشارت إلى أنهم اقتربوا من الانتهاء من رواية نجيب محفوظ الثالثة «أولاد الجبلاوي»، وأشادت بحب ابنها للعلم وحقيقة أنه قرأ 70 كتاباً باللغة الإنجليزية أثناء وجوده في السجن.
وأشارت إلى أنه قام بتأليف كتاب يحتوي على 99 اقتباسًا من تجربته لإعطاء الأمل للشباب. وتابعت: “سألني رامي عن مقولات شهيرة عن الشجاعة والإيمان، فقلت له: لديك الخبرة لتمنح الأمل. اكتب”. فقرر أن يكتب 99 اقتباسًا من تجربته ليمنح الأمل لكثير من الشباب الذين فقدوه. سألته عن الرقم فقال: هذا رقمي في السجن.
وأشارت إلى أن ابنها انتهى حتى الآن من تأليف ستة أجزاء من الأمثال، وأن دار نهضة مصر هي التي ستتولى نشر الكتاب.
وتابعت: “سأطبع الاقتباسات على القمصان. رامي يمرّ بمحنة، والنار التي بين يدي أملٌ للكثيرين، بمن فيهم أنا”.
رامي، نجل وزير الهجرة السابق، يعيش حالياً في الولايات المتحدة ويخضع للمحاكمة بتهمة القتل.
رامي، من مواليد عام 1996 ويعمل موظفاً في إحدى الشركات هناك، متهم بطعن زميل له وشخص آخر كان يسكن معه في شقته.
وقعت الحادثة صباح يوم 19 أبريل 2022. تم العثور على أداة القتل في مسرح الجريمة وتم العثور على رامي مصابًا في الشقة وتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج.