البابا تواضروس الثاني يستقبل وزير الشباب: مصر منبع العلم والدين والتنوع

منذ 2 شهور
البابا تواضروس الثاني يستقبل وزير الشباب: مصر منبع العلم والدين والتنوع

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، بالمقر البابوي بالقاهرة. وكان برفقته وفد من شباب الدورة الخامسة من منحة جمال عبد الناصر التي تجمع المشاركين من مختلف دول العالم.

ورحب قداسة البابا بالضيوف المصريين وأشاد بالروح الشبابية والتنوع الثقافي الذي عكسه الوفد. وحرص على تقديم رؤية شاملة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أقدم كنيسة في الشرق، والتي أسسها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي، والتي لا تزال تحت قيادة قداسته، البابا رقم 118 في سلسلة البطاركة، تحافظ على رسالتها الروحية والوطنية إلى يومنا هذا.

وفي كلمته، تناول قداسة البابا البعد الجغرافي والثقافي لمصر، مؤكداً على موقعها المتميز بين ثلاث قارات وتاريخها الغني بسبع حضارات. وأكد أن مصر كانت على الدوام مصدراً للمعرفة والدين والتنوع.

وتحدث قداسة البابا عن دور الكنيسة في الحفاظ على الهوية المصرية، موضحاً أن الكنيسة القبطية ساهمت في نشر المسيحية في أفريقيا، وأسست أول مدرسة لاهوتية في الإسكندرية، وأحضرت الرهبنة إلى العالم من خلال القديس أنطونيوس أول راهب في التاريخ.

وأكد قداسة البابا أن الكنيسة القبطية ليست مؤسسة روحية فحسب، بل هي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري. وتقوم بدور وطني وإنساني، تخدم جميع الناس دون تمييز، وتساهم بشكل فعال في مشاريع التنمية المجتمعية داخل مصر وخارجها، سواء من خلال المدارس أو المستشفيات أو البرامج الاجتماعية.

وفي تعامله مع الشباب، أكد قداسته على أهمية تكوين إنسان متكامل “بالعقل والقلب واليد”. وحث الشباب على القراءة والسفر والانفتاح على الثقافات من أجل بناء شخصية متوازنة قادرة على خدمة المجتمع.

وأكد قداسة البابا أن المحبة هي الحاجة الأساسية لكل إنسان، وهي تحمينا من الكراهية والانقسام. وأضاف أن “الحب لا يفشل أبدا”، مؤكدا على ضرورة الانفتاح على الآخرين واحترام التنوع. وأشاد أيضاً بجهود الكنيسة في تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات.

كما سلط قداسة البابا الضوء على التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة، وفي مقدمتها الإلحاد والانحراف الأخلاقي والمعلومات المغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن التمسك بالقيم الروحية والتربية السليمة هما السبيل لمواجهة هذه التحديات.

وفي نهاية اللقاء، أعرب الشباب عن امتنانهم للحكمة والمحبة التي تلقوها من قداسة البابا، وأشادوا بجهود الكنيسة في تعزيز السلام والحوار وخدمة المجتمعات داخل مصر وخارجها.


شارك