النائب إبراهيم الهنيدي: قانون تقسيم الدوائر جسر يعبر عليه إرادة الأمة

قال المستشار إبراهيم الهنيدي، رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن عملية تقسيم الدوائر الانتخابية هي الجسر الذي يمكن من خلاله نقل إرادة الأمة. وأشار إلى أن الدستور يشترط التمثيل العادل للسكان، وأوضح أن التغييرات الديموغرافية تتطلب إجراء تغييرات لضمان أن يكون تقسيم الدوائر الانتخابية متوافقا مع المعايير الدستورية.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، اليوم الخميس. لمناقشة مشروعي قانونين مقدمين من أكثر من عشر الأعضاء: الأول يتعلق بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب (القانون رقم 46 لسنة 2014) والقانون رقم 174 لسنة 2020 بشأن توزيع الدوائر الانتخابية لمجلس النواب، والثاني يتعلق بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ (القانون رقم 141 لسنة 2020).
وأشار الهنيدي إلى أنه تم استخدام معادلة رياضية دقيقة لتمثيل السكان في ضوء المتغيرات الديموغرافية.
أحال رئيس مجلس النواب الدكتور حنفي الجبالي مشروع قانون تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس النواب إلى لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لمناقشته بشكل عاجل.
كما كلف الأمانة العامة برفع مشروع القانون الثاني إلى مجلس الشيوخ الموقر لإبداء الرأي فيه، تمهيداً لعرض المشروعين على الجلسة العامة المقبلة للمجلس.
ويجسد المشروعان نهجا تشريعيا يعكس التزام الدولة بتعزيز الإطار القانوني للانتخابات البرلمانية. ويستند ذلك إلى مبادئ دستورية وموضوعية دقيقة، تتضمن على وجه الخصوص ما يلي: “ضمان التمثيل العادل للسكان والمحافظات، مع مراعاة التوزيع السكاني في ضوء أحدث البيانات الإحصائية، والحفاظ على معيار الانحرافات المقبولة عن المعدل البرلماني في حدود لا تتجاوز ± 25%”.
ويأتي مشروع قانون مجلس النواب مواكباً للتطورات السكانية والإدارية في البلاد، حيث ينص على دمج المكونات الإدارية التي أنشئت بعد تقسيم 2020، مثل دائرة مدينة نصر الثالثة، ودائرة العبور الثانية، ودائرة غرب المنيرة، على سبيل المثال لا الحصر، كأساس أساسي للتركيبة القانونية للدوائر الانتخابية.
وفي ضوء هذه التطورات الإدارية والديموغرافية، أجرى المشروع أيضًا تغييرات طفيفة في عدد من الدوائر الانتخابية الفردية لتحسين جودة التمثيل البرلماني والمساواة فيه. كما أعاد المشروع توزيع مقاعد القوائم المغلقة المطلقة في أربع دوائر انتخابية في مختلف أنحاء البلاد، بحيث حصلت دائرتان على 40 مقعداً لكل منهما، واثنتان أخريان على 102 مقعد لكل منهما. وقد عزز هذا أسس التمثيل البرلماني المتوازن.
وعبّر مشروع مجلس الشيوخ عن نفس الرؤية للإصلاح واقترح إعادة توزيع مقاعد القائمة بين أربع دوائر انتخابية، بحيث تحصل دائرتان على 13 مقعداً لكل منهما، وتحصل دائرتان أخريان على 37 مقعداً لكل منهما.
كما قام المشروع بتحديث السجلات الانتخابية لكل من نظام التصويت الفردي والقائمة، مع الأخذ في الاعتبار متوسط التمثيل البرلماني والانحرافات المقبولة. وقد تم استثناء المحافظات الحدودية من قاعدة الحساب العام، مراعاة لخصائصها الخاصة، وتماشيا مع اجتهاد المحكمة الدستورية العليا بشأن جواز التمييز الإيجابي في الحالات المبررة.
استند المشروعان إلى أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025. كما اعتمدا على معادلة رياضية محكمة لحساب متوسط عدد المواطنين الذين يمثلهم كل نائب. وفي ضوء التغيرات في التركيبة السكانية والفوارق الديموغرافية المتزايدة، تم ضمان التمثيل العادل والفرص السياسية المتساوية في جميع المحافظات ولجميع المواطنين.
وأكد المجلس أن مجلس النواب بهذه الخطوة يواصل مسيرته في تحديث الإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية، ويسعى إلى بناء نظام تمثيلي رشيد يعكس بوضوح إرادة الشعب، ويحسن أداء البرلمان بما يلبي تطلعات المواطنين إلى برلمان أكثر عدالة وكفاءة وشمولاً.
أكد النائب عبد الهادي القصبي رئيس الكتلة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، أن التعديلات التي طرأت على قانوني الانتخابات لمجلسي النواب والشيوخ طفيفة جداً، وجاءت لمراعاة التداخل الجغرافي بين المحافظات في كل دائرة انتخابية. وذلك استنادًا إلى الإحصائيات المحدثة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025.
وأشار القصبي في تصريح له إلى أن إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب وفق التشريع الحالي هو (568) مقعداً (باستثناء المقاعد المعينة)، وأن إجمالي عدد القوائم هو (284) مقعداً، بواقع قائمتين لكل قائمة (102) مقعداً وقائمتين لكل قائمة (40) مقعداً، وأن إجمالي عدد الدوائر الفردية هو (284) مقعداً. وأوضح أن أبرز التغييرات في دوائر مجلس النواب تمثلت في إضافة مقعد لدائرة الواسطي والناصر المركزية، لتصبح ثلاثة مقاعد بدلاً من مقعدين؛ دمج دائرة السيدة زينب مع دائرتي الدرب الأحمر وعابدين في دائرة واحدة؛ فصل دائرة الأهرام عن دائرة 6 أكتوبر؛ وتحول دائرة العاشر من رمضان إلى دائرة مستقلة.