لماذا حذر موسى وبكري من محاولات وقيعة بين السعودية ومصر؟- تحليل (صور)
 
                                تتكرر المناقشات الحادة بين المصريين والسعودية على منصات التواصل الاجتماعي. وتسيطر العلاقات بين البلدين على النقاش العام في ظل موجة من الاتهامات والتحريض والتشكيك. وأثارت هذه التوترات قلقا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية. وعلى الفور صدرت بيانات من هذه الدوائر تدعو إلى ضبط النفس وتعزز روح الأخوة والتعاون. وأكد أن تصعيد الخلافات يخدم مصالح جهات معادية للوحدة العربية.
في الأيام الأخيرة، تزايدت الحملات الإعلامية التي تستغل بعض التصريحات السياسية والأحداث المتصاعدة في قطاع غزة. وينطبق هذا بشكل خاص على الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، والتي أثارت جدلاً واسع النطاق بسبب تعليقاته المزعومة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة وعملية التطبيع مع إسرائيل.
ودفع ذلك بعض الإعلاميين إلى الدعوة لتهدئة الأجواء وتوضيح عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية، والتأكيد على أهمية الوحدة والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة. أكد السفير عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق أن العلاقات القوية بين السعودية ومصر تشكل ركيزة أساسية للعالم العربي تتعرض للتهديد حاليا.
وقال موسى في منشور على حسابه على فيسبوك: “نحن جميعا بحاجة إلى رعاية هذه العلاقة ودعم تقدمها”. يجب ألا نُعرّضها للمشككين والمخادعين. يجب ألا نقع في فخّهم. فلنجعل من وسائل التواصل الاجتماعي منصةً إيجابيةً لمستقبل العرب، وليس العكس.
لقد نال “موسى” استحسان الشباب العربي، بل وجميع العرب الواعين؛ لا يجوز لأحد أن يشارك في تبادل التعليقات (العنيفة) على وسائل التواصل الاجتماعي المبنية على الصور النمطية والتفسيرات الخاطئة – أو حتى الخبيثة – للمقالات أو التعليقات حول الأحداث والتطورات الجارية في العالم العربي ومشاكله.
وتابع: “إننا نشهد تراجعا حادا للغاية، وأصبح أكثر خطورة بسبب “المتشككين والمفرقين”. “إن هدفهم هو تدمير العلاقات بين الشعوب العربية بعد أن نجحوا تقريبا في إحداث انقسام بين الأنظمة العربية (باستثناء تلك التي نجت)”.
ولم يكن موسى الوحيد الذي دعا إلى تخفيف التوترات. كما أبدى الإعلامي والنائب مصطفى بكري استيائه من هذه الحملات، مؤكدا أن المستفيد الوحيد منها هم أعداء الوطن. وكان قد صرح في وقت سابق عبر حسابه على تويتر: “أعداء الأمة وأعداء العروبة هم المستفيدون من هذا الخلاف بين بعض المصريين والسعوديين”.
وأضاف بكري: “هذه الإهانات إثمٌ عظيم، والمسؤولون يريدون ببساطة تقويض الوحدة العربية. لماذا كل هذا العداء، ومن يقف وراءه؟ هل نسي البعض أن 2.5 مليون مصري يعملون في المملكة، ونحو مليون سعودي يعيشون في مصر؟ هذه الأرقام تعكس سياقًا اجتماعيًا واقتصاديًا لا يمكن تجاهله”.
واستعرض بكري تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين، مشيراً إلى دعم المملكة التاريخي لمصر، والذي بدأ بمشاركة الملك سعود بن عبد العزيز في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، وانتهى بدعم الأمير سعود الفيصل لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، تنفيذاً لتوجيهات الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز.
واستذكر أيضاً إرادة المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود لأبنائه في الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع مصر، وأكد أن التنسيق المستمر بين القيادة المصرية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس التزاماً مشتركاً بمعالجة التحديات الإقليمية، وخاصة دعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
 وبالإضافة إلى التصريحات الإعلامية، تظهر بيانات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا زيادة كبيرة في التفاعل المتعلق بالعلاقات السعودية المصرية.
 وبالإضافة إلى التصريحات الإعلامية، تظهر بيانات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا زيادة كبيرة في التفاعل المتعلق بالعلاقات السعودية المصرية.
وعند تحليل المنشورات الأخيرة حول العلاقات بين البلدين عبر منصة Meltwater، المتخصصة في رصد وتحليل تحركات الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي، تبين أن المناقشات شهدت تصعيدًا كبيرًا في الأيام السبعة الماضية. وارتفع إجمالي التفاعل مع الموضوع بنسبة 211% مقارنة بالفترة السابقة، مسجلاً 317 تفاعلاً مقارنة بـ 101 تفاعلاً، بمتوسط يومي يبلغ نحو 45 تفاعلاً.
 
وفيما يتعلق بطبيعة المساهمات، قدمت البيانات تحليلا للرأي السائد. وسلطت العديد من المداخلات الضوء على أهمية العلاقات السعودية المصرية والدعم السعودي لمصر في الأوقات الصعبة. كما تم مناقشة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه مصر.
وفيما يتعلق باتجاه الإشارات، بلغ إجمالي الإشارات المسجلة 136 إشارة، بزيادة قدرها 157% مقارنة بالفترة السابقة التي سجلت 53 إشارة، وبمتوسط يومي 19 إشارة.
 
وعلى صعيد الوصول، بلغ إجمالي الوصول لهذه المنشورات 1.48 مليون، وهو ما يمثل زيادة قدرها 163% عن الفترة السابقة، والتي شهدت 561 ألف زيارة، بمتوسط يومي بلغ 211 ألف زيارة. ويشير هذا إلى مستوى التفاعل الكبير والاهتمام الواسع النطاق في كلا البلدين، حيث تعد المملكة العربية السعودية الدولة الأكثر تفاعلاً بنسبة 36% من المشاركات، تليها مصر بنسبة 6%.
 
وفيما يتعلق بالمشاعر المرتبطة بهذه المنشورات، أظهرت بيانات التحليل أن 61.5% من التفاعلات كانت سلبية، مما يعكس مستوى الاستقطاب والنقاشات الحادة داخل المناقشات. وكانت نسبة 10.4% فقط من التفاعلات إيجابية، في حين ظلت نسبة 28.1% محايدة.
 
 
                        
 

 
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                                                                                                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                            