في الذكرى الـ77 للنكبة.. مظاهرات عالمية تندد بعدوان الاحتلال على غزة: تجاوزوا الخط الأحمر

شهدت العديد من العواصم والمدن حول العالم موجة جديدة من المظاهرات الحاشدة إحياءً للذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية. وأكدت التظاهرات وحدة العالم في دعم القضية الفلسطينية ورفض السياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بما اعتبروه إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وطالبوا أيضا بإنهاء الدعم السياسي والعسكري الغربي لإسرائيل، خاصة في ضوء وضع حقوق الإنسان وتقارير الأمم المتحدة التي تفصل الانتهاكات الخطيرة التي تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لندن اليوم: متظاهرون ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة يقتحمون جسر واترلو. بناء قيادة اشتراكية دولية لهزيمة الرأسمالية والإمبريالية وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة. #فلسطين_ستتحرر pic.twitter.com/CXojf1oQ8b
— SEP London (@Sep_london) ١٨ مايو ٢٠٢٥
لندن: عشرات الآلاف يتجهون نحو داونينج ستريت
وفي العاصمة البريطانية لندن، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في مسيرة حاشدة. انطلقت المسيرة من الجسر في وسط المدينة، وعبرت جسر وستمنستر وجسر واترلو، وأخيرا وصلت إلى مقر إقامة رئيس الوزراء في 10 داونينج ستريت.
وشارك في المظاهرة عدد كبير من الناشطين المناهضين للحرب ومنظمات المجتمع المدني البريطانية وأفراد الجاليتين الفلسطينية والعربية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” و”حرروا فلسطين” و”لا أسلحة لإسرائيل”. كما رددوا هتافات تطالب بإنهاء الاستعمار وحصار قطاع غزة.
وفي حديثهم أمام الحشد، وصف ممثلو منظمات حقوق الإنسان البريطانية استمرار الحكومة في تسليح إسرائيل بأنه “عار على الديمقراطية البريطانية”، ودعوا إلى فرض حظر فوري على صادرات الأسلحة إلى تل أبيب والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.
برلين: احتجاجات واشتباكات مع الشرطة
وفي ألمانيا، ورغم القيود التي فرضتها السلطات المحلية على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، خرج نحو 1100 متظاهر إلى شوارع منطقة كرويتسبيرج في برلين لإحياء ذكرى النكبة وإدانة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة.
وذكرت تقارير الشرطة أن اشتباكات اندلعت خلال المظاهرة، ما أدى إلى إصابة أحد عشر شرطيا، أحدهم إصابته خطيرة، واعتقال أكثر من 50 متظاهرا. وقد وجهت إليهم تهم من بينها “مقاومة السلطات” و”انتهاك حق التجمع”. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن من بين المعتقلين ناشطون ألمان وعرب انتقدوا بشدة سياسات الحكومة الألمانية المؤيدة لإسرائيل، وخاصة فيما يتعلق باستخدام العنف ضد المظاهرات السلمية.
لاهاي: 100 ألف شخص أمام محكمة العدل الدولية
شهدت مدينة لاهاي الهولندية هذا العام واحدة من أكبر المظاهرات إحياءً لذكرى النكبة. شارك نحو 100 ألف شخص في مسيرة دعت إليها منظمات هولندية ودولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة أوكسفام نوفيب.
واختار المتظاهرون اللون الأحمر رمزا لمسيرتهم، مؤكدين بذلك أن “الخط الأحمر” في قطاع غزة تم تجاوزه وسط صمت غربي ودولي. وتوجهت الحشود إلى مقر محكمة العدل الدولية التي تنظر حاليا في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
وردد المتظاهرون هتافات مطالبين المحكمة باتخاذ موقف واضح تجاه الأحداث في الأراضي الفلسطينية. ورفع البعض صورا لأطفال غزة تحت الأنقاض ولافتات تطالب بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على تل أبيب.
ملبورن: نزاع حول اللافتات النازية
وفي ملبورن بأستراليا، شارك نحو ألفي متظاهر في فعالية لإحياء ذكرى النكبة، نظمتها مجموعات ناشطة في المجتمع الفلسطيني ومنظمات تدعم الحقوق الفلسطينية.
ورغم سلمية المظاهرة، إلا أن إحدى اللافتات التي تصور رمزا نازيا (الصليب المعقوف) فوق العلم الإسرائيلي أثارت جدلا كبيرا. وبعد ذلك، أطلقت الشرطة تحقيقا لتحديد ما إذا كانت اللافتة تنتهك القوانين المحلية التي تحظر استخدام الرموز النازية في الأماكن العامة.
وقالت منظمات يهودية أسترالية إن اللافتة “تحرض على الكراهية”، في حين رد منظمو المظاهرة بأن الرمز استخدم “للتعبير عن رفض الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وليس ضد اليهود كدين”.
نيويورك: مسيرة على جسر بروكلين واعتقالات
وفي الولايات المتحدة، جرت مظاهرة كبيرة في نيويورك، بقيادة مجموعة “نساء مدى الحياة”، وعبرت جسر بروكلين باتجاه مانهاتن.
وشهدت المظاهرة إجراءات أمنية مشددة، ما أدى إلى اعتقال ثمانية أشخاص، بينهم متظاهر اتهم بالاعتداء على ضابط شرطة بحاجز معدني. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة استخدمت العنف لتفريق الاحتجاجات. ورد المتظاهرون قائلين إنها “محاولة لتشويه صورة الحركة المؤيدة للفلسطينيين في قلب نيويورك”.
غزة
من عواصم العالم إلى قطاع غزة، حيث تتجدد النكبة كل يوم، تصاعدت وتيرة العدوان الإسرائيلي في الأيام الأخيرة وارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 100 شخص يومياً. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس توسيع عمليته العسكرية في قطاع غزة، في الوقت الذي كان فيه الوفد المفاوض في الدوحة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 53 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى 120 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال. وحذر ممثلو القطاع أيضا من انهيار شبه كامل للنظام الصحي بسبب القصف المستمر ونقص الأدوية والوقود.