تفاصيل مقترح الـ60 يومًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة

منذ 7 ساعات
تفاصيل مقترح الـ60 يومًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة

وتشير التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدم مؤخرا اقتراحا محدثا إلى إسرائيل وحماس. وتهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح بقية أسرى الحركة والبدء بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويأتي هذا التطور على خلفية الضغوط القوية التي تمارسها الولايات المتحدة لإنهاء عملياتها العسكرية ومنع المزيد من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر.

وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، فإن ويتكوف “يمارس ضغوطا على الجانبين لقبول الاقتراح الأميركي”، مشيرا إلى أن المحادثات تجري ليس فقط من خلال القنوات الرسمية في الدوحة، بل أيضا من خلال قنوات أخرى أكثر حساسية وفعالية. وبحسب الصحيفة، فإن هذه القنوات لعبت دورا رئيسيا في إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر الأسبوع الماضي. لكن بحسب مصادر مقربة من حماس، فإن هذه الخطوة لم تلق أي رد فعل سياسي إيجابي من قبل حماس في الولايات المتحدة.

1_1_11zon

ويجري ويتكوف اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في حين تجري الاتصالات مع قيادة حماس في الدوحة عبر قناة خلفية يديرها رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، بحسب المصادر ذاتها.

وتتزامن هذه الخطوة مع التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما وافق نتنياهو على استئناف المساعدات الإنسانية المحدودة لقطاع غزة بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل. وبذلك، كان يستجيب جزئيا للضغوط التي مارسها حلفاؤه، وخاصة واشنطن.

وينص الاقتراح الأميركي الجديد على إطلاق سراح نحو عشرة أسرى أحياء وإعادة جثث 15 أسيراً متوفين. وفي المقابل، سيتم تطبيق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة تتراوح بين 45 إلى 60 يوماً، يتم خلالها إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

إن هذا الاقتراح مشابه جزئيا للمقترحات السابقة، ولكنه يحتوي على تغييرات كبيرة في الصياغة. وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى “يمكن أن يكونا بداية لعملية تؤدي إلى نهاية دائمة للحرب”.

وبحسب مصادر الصحيفة فإن الصيغة الجديدة تهدف إلى طمأنة حماس بأن إسرائيل، ونتنياهو على وجه الخصوص، لن تنتهك وقف إطلاق النار من جانب واحد، وأن وقف إطلاق النار المؤقت يمكن أن يكون بمثابة بوابة لحل شامل.

2_2_11zon

وبحسب ما ورد، استجاب نتنياهو في البداية بشكل إيجابي للمقترح، لكنه جعل موافقته مشروطة بتحفظات وشروط. ولم يصدر بعد بيان رسمي من حماس. ولكنها تصر على مطلبها الواضح بوقف شامل للأعمال العدائية وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، كما يتضح من تصريحات القيادي البارز في حماس سامي أبو زهري.

ونفى أبو زهري، في تصريح مساء الأحد، الأنباء التي تحدثت عن موافقة حماس على اتفاق يقضي بالإفراج عن تسعة أسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار. وزعم أن هذه الأخبار كاذبة وتهدف إلى إرباك الوضع والضغط على المقاومة.

وأضاف أن إطلاق سراح ألكسندر “كان مبادرة لإظهار جدية الحركة في التوصل إلى اتفاق شامل، لكن واشنطن لم ترد بشكل إيجابي على هذه الخطوة”. وأكد أن حماس مستعدة لإطلاق سراح كافة الأسرى فوراً، شريطة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الدائم وتقديم الضمانات الدولية لتنفيذ أي اتفاق.

في هذا السياق، نقلت صحيفة جيروزالم بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله: “المحادثات الأخيرة في الدوحة ليست سوى مقدمة إدارية، بينما تجري المفاوضات الفعلية عبر قنوات أخرى. وإذا تم التوصل إلى إجماع أولي بشأن اقتراح ويتكوف، فسيتم نقل المحادثات إلى الدوحة لتوضيح التفاصيل الفنية”.

3_3_11zon

وفي حين لا توجد مؤشرات واضحة على حدوث انفراج وشيك، تؤكد مصادر دبلوماسية أن جهود الوساطة الدولية مستمرة. في الوقت نفسه، تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب احتواء التصعيد ومنع وقوع كارثة إنسانية من خلال الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية والسماح باستيراد المساعدات الإنسانية.

ويبقى مصير الاقتراح الأميركي الجديد غير مؤكد في ظل تصاعد القتال والتهديدات المتبادلة بين تحفظات نتنياهو وتردد حماس. وهناك أمل دولي كبير في أن يشكل هذا الاقتراح بداية حقيقية نحو وقف إطلاق نار دائم وإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.


شارك