متجاهلًا اعتراض إسرائيل.. كواليس القرار الأمريكي لرفع العقوبات عن سوريا

منذ 4 ساعات
متجاهلًا اعتراض إسرائيل.. كواليس القرار الأمريكي لرفع العقوبات عن سوريا

وفي خطوة مفاجئة مثلت تحولا كبيرا في السياسة الأميركية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا خلال زيارته للشرق الأوسط الأسبوع الماضي. وبحسب ثلاثة مصادر مطلعة تحدثت لشبكة CNN، أثار القرار جدلاً واسع النطاق داخل الحكومة الأميركية حول تنفيذه.

وذكرت مصادر أن إدارة ترامب أجرت اتصالات سرية في الأشهر الأخيرة لتمهيد الطريق لتخفيف العقوبات على سوريا. كما أنها رتبت لقاء محتمل رفيع المستوى مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. لكن الإعلان السريع عن رفع العقوبات فاجأ بعض المسؤولين.

قال مصدر مطلع على المناقشات: “لم يكن هذا قرارًا متسرعًا من الرئيس. لقد نوقش هذا الاحتمال لأشهر، لكن ترامب تجاوز بكثير ما حدث على مستوى العمل”.

وبعد نحو 24 ساعة من تصريحات ترامب، قدم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بعض التوضيحات بشأن آليات تنفيذ القرار، وقال إن الولايات المتحدة ستصدر إعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب القانون الأميركي.

وقال روبيو “نأمل أن نصل في مرحلة ما إلى نقطة يمكن فيها إلغاء القانون بالكامل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”.

وتجري الحكومة الأميركية حاليا مراجعة فنية للعقوبات، ومن المتوقع أن تستغرق عدة أسابيع. ومع ذلك، قال مسؤولون إن سلطة الحكومة في منح الإعفاءات العامة ليست مقيدة بالقانون.

وقال مسؤول في إدارة ترامب يوم الخميس الماضي إن وزارة الخزانة الأميركية ستصدر على الأرجح تراخيص عامة لأجزاء كبيرة من الاقتصاد السوري والتي تعتبر حاسمة لإعادة الإعمار.

ترامب يتجاهل الاعتراض الإسرائيلي

وأعلن الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا الثلاثاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض. وأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه السعودية في المطالبة برفع العقوبات لإنعاش الاقتصاد السوري الذي يعاني من عزلة دولية منذ سنوات.

كما دعمت تركيا هذه الجهود وكانت على علم بالاتصالات الجارية بين واشنطن ودمشق. وبحسب المصادر، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث الأمر مع ترامب، وشارك افتراضيا في الاجتماع الذي عقده ترامب مع الشرع وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

لكن إسرائيل أعربت عن معارضتها للقرار. وفي اجتماعهما في واشنطن في أبريل/نيسان الماضي، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على عدم رفع العقوبات عن سوريا وحذر من تكرار سيناريو الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب مسؤول إسرائيلي.

من جانبه، قال ترامب إنه لم يطلب من الإسرائيليين الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، مضيفا: “أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله”.

وتابع ترامب: “لم أطلب رأي إسرائيل… شعرت أن هذا هو القرار الصحيح”.

يُشار إلى أن لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره السوري جاء في أعقاب سلسلة لقاءات بين مسؤولين أميركيين ونظرائهم السوريين في باريس وواشنطن ونيويورك منذ مارس/آذار الماضي.

وشارك في هذه اللقاءات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير المالية وبحثا مع الجانب الأميركي خارطة طريق للتعاون في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية.

كما حاول شخصيات في الحكومة السورية الجديدة الاتصال بأطراف خارج الحكومة الأميركية. وجاء ذلك في إطار ما يسمى بـ”الهجوم الدبلوماسي الناعم” لتغيير صورة النظام.

في المقابل، أعرب بعض المسؤولين الحكوميين الأميركيين عن تحفظاتهم، ولا سيما سيباستيان جوركا، مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب، وجويل رايبورن، المبعوث السابق إلى سوريا.


شارك