بعد أن حرّك الضمير الأوروبي.. الفيلم الفلسطيني – النرويجي صرخات الأطفال يشارك في مهرجان أغورا المغربي الدولي

منذ 2 شهور
بعد أن حرّك الضمير الأوروبي.. الفيلم الفلسطيني – النرويجي صرخات الأطفال يشارك في مهرجان أغورا المغربي الدولي

يشارك الفيلم الوثائقي الفلسطيني النرويجي “صرخات الأطفال” في الدورة العاشرة لمهرجان أغورا الدولي للسينما والفلسفة، الذي يقام في الفترة من 16 إلى 21 مايو/أيار الجاري في مدينة فاس المغربية.

ويعد اختيار فيلم “صرخات الأطفال” جزءًا من احتفال المهرجان بالسينما النرويجية كضيف شرف. ويجسد الفيلم رؤية إنسانية بحتة للقضية الفلسطينية، ويعبر عن وجهة نظر العالم تجاه الأحداث في الأراضي المحتلة. حظي الفيلم بإشادة واسعة النطاق منذ عرضه في دور السينما الأوروبية، بما في ذلك عروض خاصة في النرويج وألمانيا.

يوثق الفيلم للمخرج الفلسطيني إياد أبو روك المعاناة اليومية التي يعيشها أطفال قطاع غزة تحت القصف والحصار من خلال صور حية وشهادات مؤلمة، بالإضافة إلى مشاهد الألم والخوف والطفولة المسلوبة.

ويُعد الفيلم، الذي تبلغ مدته قرابة 30 دقيقة، وثيقة بصرية توثق معاناة الأطفال في قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي. من خلال استخدام مشاهد ومقابلات حقيقية، يتم توضيح التأثيرات النفسية والجسدية للحرب على جيل بأكمله.

من جانبه أكد المخرج إياد أبو روك أن الفيلم ليس مجرد عمل فني، بل هو صرخة للضمير العالمي. وأكد أن “المقاومة السلمية هي أسمى أشكال النضال، وأن سلاح الفن هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والاستبداد”.

قال عن تجربته في صناعة الفيلم: “لا أملك طائرات ولا جيوشًا، لكن لديّ كاميرا وصوتًا ينطق بالحقيقة. وُلِد هذا الفيلم من رحم ألمي، ومن المشاهد التي شهدتها، ومن صمتٍ لم يعد يُطاق. لم يكن هدفي إثارة المشاعر، بل إخراج الألم من تحت الأنقاض، وإظهار وجه طفل فلسطيني للعالم، ليعلم أن هذا الطفل ليس مجرد رقم في نشرة أخبار، بل إنسان من لحم ودم ودمعة”.

ويرى أبو روك أن المقاومة السلمية، بدءاً بالفن ووصولاً إلى العالم، هي الوسيلة الأكثر نجاحاً لمواجهة الاستبداد. علق قائلاً: “نحن لا نمثل الموت فحسب؛ بل نمثل الحياة التي يريدون قتلها. صراخ الأطفال هو آخر أثر للحقيقة في هذا العالم الأعمى”.

وأكد أن الفن كسلاح لا يسفك الدماء، بل يخترق القلوب ويعيد تعريف الظلم من خلال عيون الضحايا. وأشار إلى أن الفيلم حظي باهتمام كبير في العديد من العواصم الأوروبية. وفي أعقاب العرض، عقدت ندوات خاصة لمناقشة الوضع الإنساني في قطاع غزة وتسليط الضوء على تأثير الاحتلال على الأطفال. واعتبر عدد من نشطاء حقوق الإنسان الأوروبيين الفيلم بمثابة “إدانة أخلاقية للعالم الصامت”.

وفي رسالته للعالم، قال مخرج الفيلم: “أنا لا أبيع آلام شعبي، بل أشاركهم صوتًا لا يصل إليهم”. هذا الفيلم صرخة لأولئك الذين لا يستطيعون البكاء. إنها محاولة لمنع البشرية من الاعتياد على رؤية طفل ميت. مشكلتنا ليست سياسية فقط، بل تتعلق بالأشخاص الذين فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى شخص ينظر إليهم كأشخاص وليس كأرقام.


شارك