انخفاض السعر العالمي للقمح يدعم تقليل الفاتورة الاستيرادية لمصر

مصدران: العرض يتزايد بسبب تحسن الأحوال الجوية، ولكن من المتوقع أن تنخفض الأسعار المحلية.
وتوقع مصدران أن يكون لانخفاض أسعار القمح العالمية تأثير إيجابي على مصر، التي تعد من كبار مستوردي هذه السلعة الاستراتيجية. ومن شأن هذا أيضًا أن يساعد في خفض تكاليف الاستيراد والأسعار المحلية. لكن كل هذا يعتمد على استقرار سعر صرف الدولار الأميركي. وأشاروا إلى أن انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية يعود إلى زيادة العرض مع اقتراب موسم الحصاد وانخفاض الطلب من الدول المستوردة.
مع اقتراب موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي، انخفضت العقود الآجلة للقمح إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو/تموز 2024. واستفادت المحاصيل في العديد من الدول المنتجة الرئيسية من هطول الأمطار، وانخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى لها في تسعة أشهر عند 5.16 دولار للبوشل.
قال عبد الغفار السلاموني نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن أسعار القمح العالمية انخفضت بنسبة 5% تزامنا مع بدء موسم القمح الجديد في يوليو المقبل. وأدى ذلك إلى إطلاق الكميات المخزنة من الموسم السابق لتوفير سعة تخزينية أكبر لحصاد الموسم الجديد. وأدى ذلك إلى زيادة العرض العالمي وانخفاض الطلب، ونتيجة لذلك انخفضت الأسعار إلى ما بين 250 و260 دولاراً للطن.
وتوقع السلموني أن تستمر أسعار القمح العالمية في الانخفاض بنسبة تتراوح بين 3 و4% خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع زيادة المعروض بسبب حصاد المحصول الجديد. وأشار إلى أن انخفاض أسعار السوق العالمية يؤدي إلى خفض تكلفة استيراد القمح، لكن لا يمكن تحديد نسبة محددة لذلك حالياً.
وأوضح أن مصر شهدت موسم حصاد القمح خلال الفترة الماضية، وبالتالي انخفض الطلب على الاستيراد، فيما يبدأ موسم حصاد القمح المستورد في يوليو المقبل. وأضاف أن الطاقة التخزينية في مصر تتراوح بين 3.5 و4 ملايين طن، وبالتالي ينخفض الطلب على الاستيراد أثناء حصاد المحصول المحلي. يبدأ موسم الاستيراد في شهر سبتمبر وينتهي في شهر ديسمبر. وأشار إلى أن أسعار القمح المحلي مستقرة، وتبدأ من 11500 جنيه مصري للطن، وتتراوح حتى 13700 جنيه مصري، و14500 جنيه مصري للقمح بمواصفات خاصة.
وعزا محلل أسواق السلع عاصم الملاح انخفاض أسعار العقود الآجلة للقمح إلى ضعف الطلب من الدول المستوردة وارتفاع قيمة الدولار بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين على خفض مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة. كما ساهمت الظروف الجوية في أغلب الدول المنتجة في زيادة الإنتاج. ويبلغ السعر في بورصة شيكاغو للتجارة حاليا 508 سنتات للبوشل، وهو أدنى سعر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح الملاح أن انخفاض أسعار القمح سيكون له تأثير إيجابي على مصر، التي تعد من أكبر مستوردي القمح في العالم، وربما يؤدي إلى انخفاض الأسعار محليا خلال الفترة المقبلة، لكن ذلك يعتمد على استقرار سعر صرف الدولار.
أعلنت وزارة الزراعة الأميركية عن زيادة في مخزونات القمح العالمية للموسم الحالي بنحو 4.51 مليون طن إلى 265.21 مليون طن. وبلغت الكمية الأولية من مخزونات المحصول الجديد 265.73 مليون طن، بزيادة قدرها 4.53 مليون طن. ومن المتوقع أن تظل روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم في الموسم الجديد.
تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها عن العرض والطلب زيادة إنتاج القمح في الولايات المتحدة بمقدار 36 مليون بوشل (بما في ذلك القمح الشتوي الصلب واللين والقمح الربيعي) وزيادة مخزون القمح في الولايات المتحدة بمقدار 60 مليون بوشل لموسم 2025/2026، وهو أعلى مستوى في ست سنوات.
ارتفعت تكاليف استيراد القمح لمصر بنسبة 2.6% خلال شهري يناير وفبراير، لتصل إلى نحو 655.4 مليون دولار، مقارنة بنحو 638.5 مليون دولار في الشهرين ذاتهين من العام السابق (2024). ويمثل ذلك زيادة قدرها 16.9 مليون دولار، بحسب نشرة التجارة الخارجية الصادرة أمس عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وبحسب النشرة التي حصلت الشروق على نسخة منها، تراجعت قيمة فاتورة واردات مصر من القمح بنسبة 13.1% خلال فبراير/شباط الماضي، لتصل إلى نحو 313.9 مليون دولار، مقابل 361.5 مليون دولار في فبراير/شباط 2024، بانخفاض قدره 47.6 مليون دولار.
ارتفعت قيمة واردات مصر من القمح بنسبة 16.8% في عام 2024 لتصل إلى نحو 4.44 مليار دولار، مقابل 3.80 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 640.38 مليون دولار، بحسب بيانات سابقة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
تعد مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وتخضع مشترياتها لمراقبة دقيقة باعتبارها معيارا عالميا. تعتمد مصر بشكل عام على روسيا في استيراد القمح للقطاعين العام والخاص.
وتتوقع مصر أن تبلغ وارداتها من القمح ذروتها في عام 2024، لتصل إلى 14.2 مليون طن، مقارنة بـ10.8 مليون طن في عام 2023، بزيادة قدرها 31%، بحسب وثيقة رسمية اطلعت عليها بلومبرج إيكونوميك. وتشير الوثيقة إلى قوة الدولار وانخفاض متوسط سعر القمح العالمي إلى 240 دولارا للطن خلال العام كأسباب لزيادة واردات القمح العام الماضي. في عام 2023، تجاوز السعر 350 دولارًا للطن.