“حان وقتهم للتألق”.. ترحيب عربي واسع بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا
في الرياض، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأةً أنه سيرفع العقوبات عن سوريا “لمنح البلاد فرصةً للنمو. كانت العقوبات قاسيةً ومُشلِّلةً. والآن حان وقت تألقها”. وحظي القرار، الذي اتخذ بناء على توصية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بترحيب واسع النطاق من قبل دول عربية مثل سوريا وقطر والبحرين.
سوريا
رحبت السلطات السورية بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن دمشق. وسادت حالة من الابتهاج في الشوارع السورية لدى صدور هذه الخطوة التي تمثل نقطة تحول مهمة في الاقتصاد السوري.
ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رسميا بقرار الرئيس الأميركي ووصفه بأنه “نقطة تحول حاسمة” بالنسبة لسوريا. وقال: “إن هذا التطور يمثل نقطة تحول حاسمة للشعب السوري ونحن نتحرك نحو مستقبل من الاستقرار والاكتفاء الذاتي وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمرة”.
أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية علاء عمر العلي أن قرار الرئيس الأمريكي سيساهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وبالتالي جذب استثمارات كبيرة.
قال العلي: “ينتظر العديد من الاقتصاديين هذه الخطوة لنقل أموالهم إلى سوريا والبدء بأنشطة تجارية وصناعية متنوعة. وهذا سينعكس إيجابًا على جميع السوريين، إذ ستتحسن ظروفهم المعيشية وستتوفر لهم الخدمات الأساسية”.
بالفيديو: “بأعلام السعودية… سوريون يحتفلون بقرار ترامب رفع العقوبات عن بلادهم ” pic.twitter.com/7AxZ6hyxhE
— كوت نيوز (@de_d_a) ١٤ مايو ٢٠٢٥
صرح وزير المالية السوري، محمد ياسر برنية، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): “إن رفع العقوبات سيساعد سوريا على بناء مؤسساتها وتوفير الخدمات الأساسية لسكانها، كما سيخلق فرصًا مهمة لجذب الاستثمارات واستعادة الثقة بمستقبل سوريا”.
وشكر برنية “أشقاءنا وأصدقاءنا، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة قطر والجمهورية التركية، وغيرهم ممن وقفوا إلى جانبنا وساهموا في القرار الأمريكي. كما نشكر الحكومة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي نواجهها، ونعرب عن امتناننا للدبلوماسية السورية الفاعلة بقيادة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية”.
قطر
رحبت قطر بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، ووصفته بأنه “خطوة مهمة في دعم الاستقرار والازدهار في سوريا الجديدة”، بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية.
وأعربت الدوحة عن تقديرها الكامل لجهود المملكة العربية السعودية وتركيا في هذا الصدد. ونؤكد مجددا دعمنا الكامل لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وكذلك لتطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية.
البحرين
وكانت البحرين من بين الدول العربية التي رحبت بالقرار الأميركي. بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تهنئة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، أعرب فيها عن خالص تهانيه للرئيس الشرع والشعب السوري بمناسبة إعلان الرئيس ترامب قراره رفع العقوبات عن دمشق.
وقال آل خليفة إن هذه الخطوة المتوقعة جاءت استجابة لجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واعتبر قرار ترامب خطوة إيجابية في دعم سوريا الشقيقة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها الحديث.
الكويت
رحبت وزارة الخارجية الكويتية في بيان بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وأشادت بجهود المملكة العربية السعودية في هذا الصدد.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية أن هذه الخطوة من شأنها “تعزيز الاستقرار والازدهار في الدولة الشقيقة”، وجددت دعمها لسوريا وشعبها وكل الجهود الرامية إلى الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
الأردن
رحبت المملكة الأردنية الهاشمية بقرار الرئيس الأمريكي، “الذي يمثل خطوة مهمة نحو إعادة إعمار سوريا وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين سوريا ودول العالم”، حسب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير سفيان القضاة.
وأكد القضاة في بيان لهم “دعم الأردن الكامل للجمهورية السورية الشقيقة والشعب السوري الشقيق في إعادة إعمار وطنه”.
فلسطين
وكانت الرئاسة الفلسطينية من بين الجهات التي رحبت بالقرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، بحسب بيان لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن أملها في أن يشكل هذا القرار خطوة أخرى نحو استعادة سوريا عافيتها واستقرارها واستعادة دورها الطبيعي في المنطقة.
كما رحبت لبنان واليمن وليبيا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، معتبرة هذه الدول هذه الخطوة خطوة مهمة نحو إعادة دمج سوريا في محيطها الإقليمي والدولي.
الأمم المتحدة
من جانبه أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأمم المتحدة ترحب بتصريحات الرئيس الأميركي بشأن رفع محتمل للعقوبات على سوريا، مؤكدا أن رفع العقوبات سيكون له أثر إيجابي على إنعاش اقتصاد البلاد.
وفي هذا السياق، رحب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن بتصريحات ترامب، قائلاً: “هذا يتوافق مع دعوته المستمرة إلى اتخاذ إجراءات ذات مغزى في هذا الصدد”، حيث يدعو السوريون في جميع أنحاء سوريا وخارجها إلى تخفيف شامل وعاجل للعقوبات المفروضة على بلادهم.
منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تطالب السلطات السورية الجديدة برفع العقوبات المفروضة على دمشق، والتي تقول إنها تعيق إعادة الإعمار.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سوريا منذ عام 1979. وفي ذلك الوقت، نشرت الولايات المتحدة قائمة بما يسمى “الدول الراعية للإرهاب” وأدرجت سوريا إلى جانب ثلاث دول عربية أخرى: اليمن الجنوبي والعراق وليبيا.
ومع ذلك، فإن قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، الذي أقره الكونجرس الأمريكي في عام 2019، هو الأكثر شمولاً وتقييداً من العقوبات ضد التعافي الاقتصادي لدمشق، وخاصة لأنه يتضمن أحكاماً لمعاقبة أي شخص يتعامل مع القانون.
