رئيس الوزراء: الاقتصاد العالمي يدخل حقبة جديدة لا تزال ملامحها غير واضحة حتى الآن

• رانيا المشاط: الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز مرونة الاقتصاد وقدرته على مواجهة التحديات من خلال سياسات اقتصادية فعّالة.
شارك الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي السنوي الثاني لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بعنوان “الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية في مصر: الطريق إلى النمو المستدام”، والذي أقيم بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
حضر المؤتمر وزير المالية أحمد كجوك وعدد من الوزراء السابقين ورؤساء الهيئات والمؤسسات، والدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة حنان محمد علي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتورة أمنية حلمي أستاذة الاقتصاد وعضو المجلس العلمي الاستشاري لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، كما شارك رئيس المؤتمر.
وفي كلمته التي ألقاها عبر الفيديو كونفرانس، أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، على الشراكة المتميزة بين جامعة القاهرة، إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في مصر، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أحد أهم مراكز الفكر والدراسات الرائدة في الحكومة. وأشار إلى أن المؤتمر يعقد في وقت حرج على الصعيد العالمي، إذ يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤاً كبيراً في النمو الاقتصادي بسبب تصاعد التوترات التجارية وعدم اليقين السياسي غير المسبوق. ويؤثر هذا بشكل كبير على قدرة الحكومات في مختلف أنحاء العالم على معالجة هذه التحديات المعقدة. وأشار إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الذي عملت الدول في إطاره خلال الأعوام الثمانين الماضية، والذي يرتكز على مبادئ التعاون الاقتصادي والتعددية الدولية، يخضع حالياً لإعادة تصميم. ويمثل هذا دخول الاقتصاد العالمي إلى عصر جديد، لا تزال خصائصه الاقتصادية غير واضحة.
وفي كلمتها التي ألقتها عبر الفيديو كونفرانس، سلطت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الضوء على جهود الدولة المصرية في الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها وزارة التخطيط لتعزيز صمودها وقدرتها على مواجهة مختلف التحديات. وأكدت على فعالية السياسات الاقتصادية للحكومة المصرية وتنفيذ سلسلة من الإصلاحات المؤسسية والهيكلية في قطاعات النفط والنقل والسياحة وغيرها. وأشارت إلى أن المؤتمر سيناقش دور الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية في دعم التنمية المستدامة.
وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق أن هذا المؤتمر هو ثمرة التعاون بين كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. ويناقش قضية الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية كمسار لتحقيق التنمية المستدامة، وهي إحدى القضايا الأكثر تأثيراً على حاضر مصر ومستقبلها. وسلط الضوء على التحديات العميقة والتحولات المعقدة التي تشهدها مصر والمنطقة حاليا، والتي تتقاطع فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكد على الحاجة الملحة إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية ومؤسسية شاملة لديها القدرة على إحداث تحول مستدام على مسار التنمية الوطنية.
وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية التي نفذتها الحكومة المصرية في العديد من القطاعات، بدءاً من إطلاق البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي، الذي بدأت مرحلته الأولى عام 2016، وبدأت مرحلته الثانية عام 2021. وتتوافق هذه الإصلاحات مع أهداف التنمية المستدامة في مصر ورؤية مصر 2030، وتركز على الابتكار وتحسين بيئة الأعمال.
واستعرض الدكتور محمد سامي عبد الصادق خصائص تجربة جامعة القاهرة ودورها في دعم جهود الدولة نحو الإصلاح المؤسسي وتحقيق التنمية من خلال أكثر من 140 مركزًا بحثيًا وخدميًا تقدم الدراسات العلمية والبحوث التطبيقية في مختلف القطاعات. وأكد أن هذه المراكز تلعب دوراً هاماً في دعم صناع القرار من خلال توفير قاعدة معرفية متخصصة لدعم تصميم وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. وأشار إلى التقدم الكبير الذي أحرزته الجامعة في مجال البحث العلمي، من حيث جودة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة، والعدد الكبير من الاستشهادات المرجعية، وتقدمها في مختلف التصنيفات الدولية.
وأشار إلى جهود الجامعة في مجال الاستدامة. على سبيل المثال، أنشأت أول مكتب للاستدامة في جامعة حكومية مصرية بهدف تعزيز الاستدامة المؤسسية والمساهمة في تطوير الكوادر القادرة على إيجاد حلول بيئية عادلة. وأضاف أن الجامعة تعد من بين أفضل 300 جامعة في تصنيف QS العالمي للجامعات، وحصلت على التصنيف الفضي في تصنيف STARS لتقييم الاستدامة وتتبع الجامعات، وهي في طريقها لتحقيق التصنيف الذهبي.
من جانبه أكد الدكتور أسامة الجوهري مساعد رئيس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار على أهمية عقد المؤتمر السنوي للمركز في عام 2025 بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بهدف تقديم توصيات عملية لصناع القرار لدعم جهود الدولة المصرية في عملية الإصلاح والتنمية المستدامة. وسلط الضوء على التحديات التي تواجه النظام الاقتصادي العالمي، والزيادة غير المسبوقة في الرسوم الجمركية العالمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، والتحديات الداخلية التي تواجه الاقتصاد المصري، فضلاً عن جهوده لاستعادة توازنه.
وفي كلمته الافتتاحية عبر الفيديو كونفرانس، سلط الدكتور محمود محيي الدين الضوء على أهم المعضلات التي تواجه الاقتصاد المصري، مثل ارتفاع أعباء الديون الخارجية. وأكد أن أولويات مصر تتعدى البرنامج الجاري مع صندوق النقد الدولي. وتشمل هذه الأهداف النمو والتشغيل وتراكم الاستثمار وتمويل التنمية وإدارة الدين العام والسيطرة على عجز الموازنة ومكافحة التضخم وتحقيق نقلة نوعية في الصادرات وخلق تكافؤ الفرص والمنافسة العادلة وتوطين التنمية المستدامة. كما تناول الأزمات الثلاث المزمنة التي تعاني منها مصر، وهي مشكلة الإنفاق وأزمة الإيرادات، ومشكلة الاستيراد وأزمة الصادرات، ومشكلة الاستثمار وأزمة الادخار.
وأكد ضرورة تحقيق النمو المستدام والشامل من خلال تطوير السياسات الحكومية، والتركيز على التراكم عبر الزمن، والتمكين الاقتصادي، وتوطين التنمية المستدامة، والحوكمة. وأشار إلى الأهداف الشاملة للتنمية المستدامة من خلال التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي والاستثمار في الإنسان والاستثمار في الاقتصاد الأخضر والاستثمار في البنية التحتية والسياسات التكنولوجية.
وفي كلمته الافتتاحية عبر الفيديو كونفرانس، أشار الدكتور محمود محيي الدين إلى أبرز المشكلات التي تواجه الاقتصاد المصري، مثل ارتفاع أعباء الديون الخارجية. وأكد أن أولويات مصر تتعدى البرنامج الجاري مع صندوق النقد الدولي. وتشمل هذه الأهداف النمو والتشغيل وتراكم الاستثمار وتمويل التنمية وإدارة الدين العام والسيطرة على عجز الموازنة ومكافحة التضخم وتحقيق نقلة نوعية في الصادرات وخلق تكافؤ الفرص والمنافسة العادلة وتوطين التنمية المستدامة. كما تناول الأزمات الثلاث المزمنة التي تعاني منها مصر: مشكلة الإنفاق العام وأزمة الإيرادات، ومشكلة الواردات وأزمة الصادرات، ومشكلة الاستثمار وأزمة التقشف.
وأكد الدكتور محمود محيي الدين على ضرورة تحقيق النمو المستدام والشامل من خلال تطوير السياسات العامة والتركيز على التراكم عبر الزمن والتمكين الاقتصادي وتوطين التنمية المستدامة والحوكمة. وأشار إلى أهداف التنمية المستدامة الشاملة من خلال التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي والاستثمار في الإنسان والاستثمار في الاقتصاد الأخضر والاستثمار في البنية التحتية والسياسات التكنولوجية.