وزير الأوقاف لطلاب جامعة النيل: لابد أن نتعامل مع أدوات العصر بوعي رشيد

التقى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بطلاب جامعة النيل ضمن فعاليات صالون جامعة النيل بعنوان “الشباب وبناء المستقبل”. واستقبل أسئلتهم ومساهماتهم، وأكد في إجاباته على المعنى الحقيقي للتجديد، وهو العمل على بلورة النماذج والمعاني والقيم والمبادئ التي تحفز الإنسان والعقول حتى تنطلق وتفكر من منطلق الإيمان بالله تعالى والذاكرة الحكيمة. وهذا يتيح لهم تحديد المشاكل الاجتماعية والبدء في تطوير حلول جديدة، فضلاً عن إنشاء أعمال ومشاريع تعالج الأزمات الاجتماعية، وتستجيب للواقع، وتخفف المعاناة، وتحقق النمو والخير. وبذلك يتحقق تجديد الخطاب الديني لمصلحة الفرد والأمة، الذي يلهم كل المعرفة والعبقرية والإبداع والتطور والأمن والاستدامة والنمو والخير، وكل البحث العلمي والتطوير والابتكار والاكتشاف والاختراع.

وأكد الوزير أن مكافحة التطرف الديني وغير الديني واجب يجب إنجازه في أسرع وقت ممكن. إن هذا يشبه إطفاء حريق يجب إخماده بأسرع وقت ممكن حتى نتمكن من الانتقال إلى الهدف الحقيقي للخطاب الديني. وينصب التركيز على قبول العلم الحديث والاستخدام الإبداعي لهذا العلم دون خوف من تأثيره على معنى الألوهية أو الدين أو الإنسانية أو العلاقات الاجتماعية. وفي هذا السياق يذكر مثالين من تاريخنا الحديث: أحدهما أصيب بصدمة معرفية عندما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر، والآخر استوعب المعرفة الجديدة ولم يشعر بتلك الصدمة التي تشل العقل وتشل التفكير.

وأجاب الوزير أيضاً على أسئلة أخرى من الطلاب، تراوحت بين الأنظمة في الحياة اليومية ودور المؤسسات في نقل المعرفة ودور المرأة في خدمة المجتمع. وينصب التركيز على دور المؤسسات في تاريخ المسلمين عامة – ومصر خاصة – والانتشار الكبير الذي أدى إلى أن يضم في القاهرة وحدها يوماً ما ستة آلاف مدرسة قائمة على أسس علمية، حتى أصبحت المدينة مركزاً للعلم والمعرفة في العصر الأيوبي كما قال ابن خلدون. وكدليل على دور المرأة في المجتمع والحضارة، استشهد الوزير بمثال “عين زبيدة” – زوجة الخليفة هارون الرشيد – التي استمرت في توفير المياه للحجاج لمدة 1200 عام تقريبًا بعد بنائها. وذلك وفق رؤية شاملة اشتملت على متطلبات الفكر والاستدامة والبحث العلمي وحب الخير والعطاء بلا حدود في سبيل الله.

وفي الختام تقدم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور وائل عقل بالشكر الجزيل لمعالي الوزير باسمه وباسم أعضاء هيئة التدريس والطلبة. ثم قدم له درع الجامعة تكريما لزيارته وتعبيرا عن اعتزاز الجامعة بزيارته وجهوده في خدمة العلم.