الإفتاء تستقبل وفد أئمة من ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب

استقبلت دار الإفتاء المصرية، اليوم، وفداً من أئمة 6 دول أفريقية، هي غينيا والجابون والجزائر وزامبيا وتنزانيا وبنين، لاستكمال برنامجهم التدريبي في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ. ويأتي ذلك في إطار جهود مصر لتعزيز التعاون الديني والعلمي مع الدول الأفريقية.
أكد الشيخ حازم داوود أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن دار الإفتاء من أشهر المؤسسات الدينية وأكثرها رسوخاً، وهي متخصصة في إصدار فتاوى دقيقة تعالج احتياجات الأفراد ومشكلات المجتمع.
وأشار إلى أن دار الإفتاء مرجعية عالمية موثوقة في مجال الفتوى، وتستند في منهجها العلمي إلى الأزهر الشريف، المرجعية الدينية الأولى للمسلمين في العالم. واستعرض كذلك البناء المؤسسي لدار الإفتاء، وأكد أن دار الإفتاء تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الشرعية والفكرية التي تلبي احتياجات المسلمين في الداخل والخارج، وتساهم في نشر الفهم الوسطي للإسلام.
جاء ذلك خلال استقباله الوفد نيابة عن فضيلة الأستاذ الدكتور نذير عياد محمد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم.
أعلن أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن دار الإفتاء المصرية أنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة مفتي الديار المصرية. وتعتبر الأمانة العامة، التي تأسست عام 2015، جهة دولية مرموقة تعمل على التنسيق بين دور الإفتاء في العالم، ورفع كفاءتها، وتطوير كوادرها علمياً وفنياً. وهذا يضمن صدور الفتاوى بشكل منضبط، وتعكس مقاصد الشريعة الإسلامية، وتساهم في استقرار المجتمعات.
واستعرض الشيخ حازم داوود آليات عمل بعض الإدارات داخل دار الإفتاء المصرية، ومنها إدارة التدريب التي تنظم برامج تدريبية مستمرة للعاملين في مجال الإفتاء، وتدريب الكوادر الدينية من داخل مصر وخارجها. كما اطلع على إدارة التعليم عن بعد التي تقدم برامج أكاديمية متخصصة في الفتوى عبر منصات إلكترونية متطورة. وتحدث أيضاً عن قسم الإرشاد الزواجي الذي يقدم الاستشارات النفسية والدينية للأزواج والراغبين في الزواج، ويسعى إلى خفض معدلات الطلاق من خلال جلسات إرشادية مجانية يشرف عليها متخصصون في الشريعة وعلم النفس والاجتماع. كما سلط الضوء على إدارة التعليم عن بعد التي تقدم برامج أكاديمية متخصصة في الفتوى عبر منصات إلكترونية متطورة. كما سلط الضوء على وحدة الحوار التي تعنى بمناقشة الأفكار الإلحادية. وأوضحت أنها تعالج الشكوك الفكرية للتيار الإلحادي، وتحاول إشراك الشباب بالحوار والمنطق والعلم، ونقل صورة صحيحة عن الدين خالية من التطرف أو التساهل.
ونقل أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية لأعضاء الوفد تحيات سماحة مفتي الديار المصرية وتمنياته الصادقة والمخلصة بأن يحقق الوقت الذي يقضيه المشاركون في الأزهر الشريف الفائدة العلمية والمعرفية المرجوة وأن يتيح لهم الفرصة للاستقاء من منابع الوسطية والاعتدال في الإسلام والانفتاح على تجربة علمية وروحية فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ومن شأن هذه التجربة أن تساعد على تحسين قدراتهم المعرفية وتعميق فهمهم لطبيعة العمل الإفتائي الصحيح المبني على الوسطية والأصالة ومراعاة الواقع.
وأكد مفتي الجمهورية أن أبواب دار الإفتاء المصرية مفتوحة لهم في كل وقت لمواصلة مسيرة التواصل العلمي وتبادل الخبرات والتعاون المشترك في معالجة قضايا الفتوى وغرس قيم الاعتدال والسلم في مجتمعاتهم.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن امتنانهم للضيافة الكريمة وحفاوة الاستقبال، وأشادوا بالدور المركزي لدار الإفتاء المصرية في ترسيخ نهج الاعتدال ونشر ثقافة الحوار والتعايش، ومكافحة الفكر المتطرف بأدوات علمية ومنهجية حديثة. وأشادوا بالتجربة المصرية الرائدة في مجال الإفتاء المؤسسي، وما شهدوه من جدية واحترافية في بلورة خطاب ديني سليم متصل بثوابت الشريعة الإسلامية، ومتفاعل مع حقائق الواقع، وقادر على مخاطبة العالم بلغة تجمع بين الحكمة والبصيرة.