رفع العقوبات عن سوريا والإعلان عن صفقات كبرى.. ماذا حدث أثناء زيارة ترامب للسعودية؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، مما يوفر للبلاد شريان حياة مالي بعد الإطاحة بنظام الأسد في حملة عسكرية خاطفة أواخر العام الماضي.
وقال ترامب خلال كلمة ألقاها في منتدى استثماري بالعاصمة السعودية الرياض، المحطة الأولى في جولته الخليجية التي تستمر أربعة أيام: “سآمر برفع العقوبات عن سوريا. الآن هو وقت تألقها. سنرفعها بالكامل”.
ومن المقرر أن يعقد ترامب لقاء مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يوم الأربعاء في الرياض. ووصف البيت الأبيض هذه الرسالة بأنها “تحية مختصرة”.
وجاء الإعلان بعد يوم أول مزدحم من زيارة ترامب للمنطقة، حيث وقع خلاله صفقات استثمارية بقيمة 300 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية، بهدف مضاعفة هذا المبلغ في غضون أربع سنوات. وأشاد أيضاً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً: “سنظل أصدقاء دائماً”.
وأكد ترامب دعمه لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في الوقت المناسب، رغم الحرب المستمرة في غزة وعدم إحراز الفلسطينيين أي تقدم نحو الحكم الذاتي.
كما هدد الرئيس الأمريكي إيران بشأن برنامجها النووي قائلاً: “افعلوا ما عليكم فعله. لن يدوم هذا الاستعراض طويلاً. إذا لم توقفوا أنشطتكم النووية، فستتعرضون لأقصى قدر من الضغط”.
في خطابه في منتدى الاستثمار السعودي، قال ترامب: “فيما يتعلق بإيران، لم أؤمن قط بالأعداء الدائمين. أنا مختلف عما يعتقده الكثيرون. لا أحب الأعداء الدائمين. أحيانًا تحتاج إلى أعداء لإنجاز العمل، وعليك القيام به على أكمل وجه. الأعداء هم من يحفزونك”.
وأضاف: “أريد التوصل إلى اتفاق مع إيران. أستطيع فعل ذلك. سأكون سعيدًا جدًا إذا تمكنا من جعل منطقتكم والعالم مكانًا أكثر أمانًا”.
عروض متواصلة
في يومه الأول، ركز ترامب على الطبيعة “المعاملاتية” للعلاقات بين الولايات المتحدة والخليج، مؤكدا أن تدفق الأموال إلى الاقتصاد الأميركي هو الضمانة الأكثر أهمية لاستمرار مشاركة واشنطن في المنطقة.
وقال ترامب: “لقد حققتم معجزة حديثة، على الطريقة العربية… لقد أريتم العالم الطريق إلى مجتمعات آمنة ومنظمة مع تحسين نوعية الحياة، والنمو الاقتصادي، وتوسيع الحريات الشخصية”.
هبطت طائرة الرئاسة الأميركية في مطار الملك خالد الدولي وسط عرض جوي لطائرات إف-15 السعودية المقاتلة. واستقبل ولي العهد ترامب بالسجاد الخزامي في مشهد احتفالي رائع.
وكان برفقة ترامب وفد أمريكي رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث. وحضر حفل الاستقبال أيضًا شخصيات بارزة مثل الملياردير إيلون موسك ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.
تطبيع العلاقات مع إسرائيل
ورغم أن زيارة إسرائيل لم تكن مدرجة على جدول الأعمال، أكد ترامب رغبته في انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم. وأضاف “سيكون يوما مميزا في الشرق الأوسط عندما تنضم إلينا المملكة العربية السعودية… وستفعلون ذلك في الوقت المناسب”.
لكن المملكة ترفض حاليا هذه الخطوة ما لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ويتم طرح حل حقيقي لإقامة دولة فلسطينية.
وعلى هامش ذلك، يواجه ترامب انتقادات بشأن الاستفادة المالية من علاقاته مع دول الخليج، بما في ذلك المناقشات حول قبول طائرة فاخرة من قطر كبديل لطائرة الرئاسة الأميركية.
وذكرت تقارير أن وزارة الخارجية الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لبيع أسلحة متطورة إلى المملكة العربية السعودية، بما في ذلك صواريخ جو-جو وأسلحة دقيقة. في هذه الأثناء، من المتوقع أن تضع قطر اللمسات الأخيرة على عقد شراء طائرة إف-15 المقاتلة، في حين تحاول الإمارات العربية المتحدة إحياء صفقة إف-35، التي كانت معلقة منذ إدارة بايدن.
ويختتم ترامب زيارته إلى الرياض بخطاب يلقيه في قمة مجلس التعاون الخليجي صباح الأربعاء. ومن المقرر بعد ذلك أن يتوجه إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتختتم الجولة بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعهدت باستثمار 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى العقد المقبل.