صحف إسرائيل عن زيارة ترامب للخليج: “ضحى بنا مقابل صفقة قرن اقتصادية”

منذ 2 شهور
صحف إسرائيل عن زيارة ترامب للخليج: “ضحى بنا مقابل صفقة قرن اقتصادية”

تزامنا مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية الثلاثاء، ضمن جولة خليجية تشمل أيضا قطر والإمارات العربية المتحدة، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على الأهمية السياسية والدبلوماسية لأول زيارة للرئيس الأميركي منذ توليه منصبه لولاية ثانية.

وفسرت وسائل إعلام عبرية زيارة ترامب إلى الدول الخليجية الثلاث، التي وصفها البيت الأبيض بـ”التاريخية”، على أنها إشارة إلى تحول كبير في أولويات واشنطن. أرجأت إدارة ترامب عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل لصالح مشاريع اقتصادية واستثمارية كبرى.

1 وقد أثار هذا التغيير في المسار ردود فعل متباينة في وسائل الإعلام العبرية. وأعرب البعض عن قلقهم إزاء ما اعتبروه “تهميشاً دبلوماسياً” لإسرائيل، في حين رأى آخرون أن هذه اللحظة قد تفتح نافذة لإعادة تقييم استراتيجية إسرائيل تجاه واشنطن والمنطقة.

تهميش الدور الإسرائيلي في الوساطة الإقليمية

وفي مقال بصحيفة هآرتس العبرية، وصف الكاتب تسفي بارئيل التحركات الأخيرة لترامب بأنها “تضحية من جانب إسرائيل” مقابل اتفاق اقتصادي مع دول الخليج. ويشير إلى أن الارتباط بين التطبيع مع الرياض واتفاقية السلام مع إسرائيل أصبح منفصلاً، وربما يتم استبعاد تل أبيب من صناعة القرار الإقليمي.

2

وفي هذا السياق، أعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها من تهميش إسرائيل في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن قضية الأسرى، ومن استبعاد إسرائيل أيضاً من المناقشات بشأن إنهاء الهجمات الأميركية على جماعة الحوثي أنصار الله. وبحسب وكالة رويترز البريطانية للأنباء، فقد اعتبرت هذه المصادر ذلك تراجعا عن الدور التاريخي لإسرائيل كلاعب مركزي في السياسة الإقليمية الأميركية.

الاقتصاد قبل الأمن: أولويات واشنطن الجديدة

وبحسب رويترز فإن الأولوية القصوى لترامب هي جذب استثمارات بقيمة تريليون دولار من دول الخليج. وتعكس هذه الخطوة تعزيز القضايا الاقتصادية والطاقة والتكنولوجيا على حساب القضايا الأمنية التقليدية مثل الحرب في غزة والبرنامج النووي الإيراني.

وأضافت الوكالة أن توسيع اتفاقيات إبراهيم لم يعد مرتبطا بأبعاد سياسية، بل أصبح يتحدد بإصلاحات اقتصادية شاملة. وأكدت في الوقت نفسه أن التطبيع يبقى مرتبطا بوقف إطلاق النار وخريطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

صوت السعودية: على إسرائيل تقديم تنازلات

وفي مقابلة مع موقع “واي نت” الإخباري العبري، قال الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس إن ترامب يحتاج إلى “دعم سعودي إقليمي”، لكن إسرائيل يجب أن تقدم تنازلات مقابل التطبيع. وأشار إلى أن “القضية الفلسطينية” وخاصة قطاع غزة والأسرى يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

السكان الإسرائيليون قلقون بشأن تضاؤل النفوذ

ويشير المراقبون إلى تزايد الإحباط بين الجمهور الإسرائيلي بسبب استبعاد زيارة تل أبيب من جولة ترامب، التي شملت فقط المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

وكان هذا القلق واضحا أيضا في مقالات الرأي في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي حذرت من أن الحكومة الأميركية تدير ظهرها لقضايا الأمن الإسرائيلي وتركز بدلا من ذلك على تحقيق مكاسب اقتصادية. وهذا يتطلب من صناع القرار في تل أبيب إعادة تقييم علاقتهم بالضمانات الأميركية التقليدية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: “يعود الرئيس ترامب بعد ثماني سنوات ليؤكد مجددا رؤيته للشرق الأوسط المزدهر والفخور، المبني على التعاون مع الولايات المتحدة، والسعي إلى هزيمة التطرف، وتعزيز التبادل التجاري والثقافي”.

وأضافت المتحدثة أن جولة ترامب شكلت “نقطة تحول ونحن نقف على أعتاب العصر الذهبي للعلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، مع رؤية مشتركة للاستقرار والفرصة والاحترام المتبادل”.

3_3_11zon


شارك