قطرة شيطان.. قتل خالته وسهر بجوار جثتها مخمورًا حتى طلوع الفجر (كواليس جريمة بشعة)

منذ 4 ساعات
قطرة شيطان.. قتل خالته وسهر بجوار جثتها مخمورًا حتى طلوع الفجر (كواليس جريمة بشعة)

في الساعة الثانية عشرة والنصف من منتصف ليل الجمعة، كان «محمد» يجلس -من باب العادة- أمام شقة عمته في حي المنيرة الغربية، حتى انتبهت إليه جارتها وسألته عن سبب جلوسه على الدرج. قال لها: “أنا أنتظر خالتي لتأتي من الخارج”.

وبعد دقائق، جاءت العمة بكل الأطعمة اللذيذة في أكياس بلاستيكية ودخلت شقتها سيرًا على الأقدام للمرة الأخيرة. وكان القاتل يستعد للتخلص منها بطريقة شيطانية، حيث كان يسعى للحصول على “معاش الأب” البالغ 6000 جنيه مصري والذي حصلت عليه في اليوم السابق.

وفي اليوم التالي، يوم السبت، رن هاتف أختها في الساعة السابعة صباحًا. وهي تعيش خارج الجيزة. فأجابت بسرعة، لكنها صدمت بابنها محمد البالغ من العمر 30 عاماً، الذي قال لها: “أختك ماتت يا أمي”. لقد أثبتت مكالمة هاتفية لم تستغرق أكثر من دقيقة أنها كانت مفتاح حل اللغز. ولكن ماذا حدث؟

على بعد أمتار قليلة من الشقة التي وقعت فيها الأحداث، تلقت ربة منزل اتصالاً من عمتها، التي حملت لها الخبر الحزين: “أسرعي، عمتك ماتت”. هرعت مع زوجها إلى منزلهما القريب، لتجد جثتها هامدة ومغطاة بملاءة. وبجانبها كان ابن عمها يرقد، وكان يتعرق بشدة ويبدو عليه الارتباك.

وتشتبه المرأة في أن هناك شبهة جنائية وراء وفاة عمتها، خاصة أن هاتفها اختفى وحقيبتها وجدت فارغة، على الرغم من أنها حصلت على معاشها التقاعدي يوم الخميس السابق.

علاوة على ذلك، فإن إصرار عمتها الكبرى وابنها على إتمام الجنازة بسرعة دون نقلها إلى المستشفى والحصول على تصريح دفن زاد من شكوكها. فأخبرت زوجها الذي لم يتردد في احتجاز الجميع حتى وصول الشرطة.

تلقى العميد محمد ربيع، رئيس مباحث القطاع الشمالي، بمكتبه بالدور العلوي بقسم شرطة إمبابة، بلاغاً من إدارة طوارئ الشرطة يفيد بالعثور على جثة سيدة خمسينية داخل مسكنها، وأن أسرتها تشتبه في تعرضها للقتل بطريقة خبيثة.

لقد بدا الأمر وكأنه تقرير عادي، لكن شعور رابي بالأمن أخبره أن هناك شيئًا يحدث خلف الكواليس. قام بجمع أغراضه وتوجه إلى مكان الحادث. وكان قد سبقه الرائد يوسف رشوان رئيس المباحث. وبدأ باستجواب الحاضرين، وتدقيق مداخل ومخارج المنزل، وفحص مقتنيات المتوفى.

ولاحظ رئيس القطاع حالة من العصبية وعلامات الإدمان الواضحة على ابن شقيق المتوفى، ما أدى إلى توجيه اتهامات له. السؤال الوحيد المتبقي هو كيف يمكن إثبات ذنبه بأدلة دامغة.

الحل جاء من الجار. وقالت للمحققين ما شاهدته في ليلة الجريمة وأن المشتبه به غادر المبنى في الساعة السابعة صباحًا وعاد مع والديه. وهنا اتخذ الضباط خطوة تقنية: حيث قاموا “بتسجيل مكالمات الحاضرين”. وتبين أن المشتبه به اتصل بوالدته من هاتف الضحية، ما يؤكد تورطه في الحادث.

وكان العميد محمد ربيع، صاحب الخبرة الطويلة، قد اصطحب الشاب الثلاثيني إلى غرفة لمناقشة الأمر ومواجهته بأقوال الجار والبقال. وبذلك يكون قد أوقع الجاني في شروره وقدم تقريرا كاذبا يخالف أقوال الشهود.

انتهى الأمر، الشاب قتل عمته ليسرقها، ولكن كيف قتلها ولماذا؟ وأمام المحققين، اعترف الشاب بأنه سكب محتويات قطرات العين التي كانت تستخدمها عمته للعلاج في كوب ماء وأعطاه لها، قائلاً: “تفضلي اشربي، إنه ساخن وستعودين متعرقة”. ثم فقدت الوعي وماتت.

وبعد أن أنهى المتهم جريمته، قام بأخذ هاتف المجني عليه ومعاشه وذهب إلى الصيدلية لشراء الأدوية والعقاقير. أمضى أكثر من ست ساعات بجوار الجثة وابتلع هذه السموم.

وكشف المبلغ عن مفاجأة جديدة، وهي أن المتهم قام بسرقة الضحية قبل عام، لكنه لم يكتف بفعلته الأولى وعاقبها على معاملتها الجيدة له (كانت تعامله مثل ابنها) بقتله. وانتهى به الأمر خلف القضبان في انتظار المحاكمة.


شارك