بعد وقف إطلاق النار.. الهند تفتح بوابات سد “باغليهار” وتتدفق المياه نحو باكستان (فيديو)

وفي خطوة ملحوظة عقب إعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، فتحت نيودلهي بوابتين لسد باجليهار على نهر تشيناب، مما سمح بتدفق بعض المياه إلى الأراضي الباكستانية، بحسب صحيفة تايمز أوف إنديا.
وأظهر مقطع فيديو نشر على منصة إكس (تويتر سابقًا) لحظة فتح البوابتين وتدفق المياه إلى باكستان بكميات كبيرة. وأثار المشهد ردود فعل واسعة النطاق، واعتبر علامة على حسن النية من جانب الهند بعد أسابيع من التوترات العسكرية التي كادت أن تتصاعد إلى مواجهة كاملة النطاق بين الجارتين المسلحتين نوويا.
أفادت مصادر هندية بأنه تم فتح سد باجليار في منطقة رامبان بكشمير. وعلى الرغم من تهديدات الهند بتعليق معاهدة مياه نهر السند، فإن تدفق المياه يُفسَّر من وجهة نظر باكستان باعتباره علامة على أن المياه لم تُستخدم كسلاح، مما يعزز رواية الردع الباكستاني الفعال.
— باكستان بالعربية (@PKarabic) ١١ مايو ٢٠٢٥
ويعد سد باجليهار أحد أكثر مشاريع الطاقة الكهرومائية حساسية بين البلدين. تقع هذه المنطقة على نهر تشيناب في الجزء الذي تديره الهند من كشمير، وكانت لفترة طويلة موضوع نزاع مزمن على المياه بين الهند وباكستان بموجب معاهدة مياه نهر السند التي توسط فيها البنك الدولي عام 1960.
وفي الشهر الماضي، أعلنت الهند انسحابها رسميا من المعاهدة في أعقاب هجوم مميت على سياح في كشمير. واتهمت نيودلهي جماعات باكستانية بتنفيذ الهجوم.
وبموجب المعاهدة، تم تقسيم حوض نهر السند بحيث تسيطر الهند على الأنهار الشرقية رافي وبياس وسوتليج، في حين تسيطر باكستان على الأنهار الغربية إندوس وجيلوم وتشيناب. وستسمح الهند بتدفق المياه من الأنهار الغربية إلى باكستان دون أية عوائق من شأنها أن تنتهك الاتفاق.
ولكن مشاريع الطاقة في باجليهار وسالال في إسلام آباد أثارت المخاوف، وخاصة لأنها صممت كمحطتين لتوليد الطاقة الكهرومائية تعتمد على تدفق المياه من النهر، مما يمنح الهند السيطرة على توقيت وكمية تدفق المياه. ودفع هذا باكستان إلى تقديم شكوى إلى البنك الدولي في عام 2016، مما أدى إلى إجراء تغييرات فنية أدت إلى تقليص القدرة التخزينية للسدود.
وجاء فتح البوابات عقب اتفاق وقف إطلاق النار الشامل والفوري الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووصف المراقبون هذا بأنه “اختراق دبلوماسي نادر” أعاد رسم خطوط التصعيد بين الجانبين بعد أسابيع من التصعيد بالمدفعية والصواريخ التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصا على الجانبين.
ويرى المراقبون أن تدفق المياه الحالي من سد باجليهار ليس ذا أهمية بيئية أو تقنية فحسب، بل يعكس أيضا خطوة سياسية مدروسة يمكن أن تمهد الطريق لمناقشة متجددة حول مستقبل التعاون في مجال المياه بين البلدين إذا استمر وقف إطلاق النار الحالي.