مفتي الجمهورية: ما تشهده غزة اليوم أوضح مثال على انفصال العالم عن مبادئه الأخلاقية

منذ 5 ساعات
مفتي الجمهورية: ما تشهده غزة اليوم أوضح مثال على انفصال العالم عن مبادئه الأخلاقية

أكد الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية أن المؤتمر العلمي الدولي الأول “الأزهر ونشأة المصلحين” يأتي في إطار الجهود المبذولة من المؤسسات الدينية في مصر ودورها في النهضة الثقافية والحضارية لمصر في العصر الحديث.

واعتبر أن هذا الحدث أبرز دور الإصلاحيين، وأكد أن الأزهر كان وسيظل منبراً للاعتدال.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول “الأزهر ونشأة المصلحين” الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وأوضح عياد أن خلق المصلحين يرتكز على ثلاثة محاور: أولاً الرؤية البعيدة المدى والفهم السليم؛ ثانياً: تعزيز التفاعل الفكري مع العلوم والمناهج والتخصصات حتى يصبح الطالب على وعي شامل وقادر على التعامل مع العلوم بنظرة متوازنة ومعتدلة؛ وثالثاً، أوضح أن إعداد المصلحين يتمثل في اختيار المتفوقين من طلاب الأزهر وإعطائهم اهتماماً خاصاً حتى يتمكنوا من رفع راية الوسطية والاعتدال في المستقبل. وانتخب مفتي الديار المصرية الدكتور محمد البهي قدوة لعلماء الأزهر، وقال إنه خير استمرار للمدرسة الإصلاحية التي أسسها الإمام الإصلاحي محمد عبده. وبعد توليه منصب وزير الأوقاف والأزهر عام 1960، اهتم بخدمة مصالح المجتمع ككل، مواصلاً بذلك مسيرته الأكاديمية والمهنية.

وتحدث أيضًا عن انخراطه في الفكر المادي وجهوده لتدمير أسسه الفلسفية. وأشار إلى كتابه ودوره في دحض ادعاءات الماركسية، ومواجهة المبادئ الهدامة التي سعت إلى كسر الروابط وزرع الشكوك حول قيم المجتمع، وكشف أهداف العلمانية والماسونية والإلحاد.

وتحدث بالتفصيل عن كتابه “الإسلام ومواجهة المبادئ الهدامة” وعن عمله على تطبيق الإسلام كنظام إلهي شامل قادر على التعامل مع كل العناصر الفكرية الغريبة.

وأشار أيضاً إلى أنه قام بإصلاحات سياسية واجتماعية لمواجهة الاستعمار والاحتلال الأجنبي للدول العربية والإسلامية، وأنه لعب دوراً مهماً على المستوى الوطني في توعية الشعب بأهمية مكافحة الاستعمار. وكان مقتنعا بأن رؤيته وإصلاحاته لن تتوقف عند المستوى الرسمي، بل إنه رجل يشعر بأنه متصل بهموم جيله ومشاكل المجتمع.

وتحدث مفتي الجمهورية عن دور الإمام البهي في مواجهة تحديات الفكر المعاصر وجهوده المتواصلة في نشر الأفكار الدينية والماركسية وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تظهر بين الحين والآخر. وشدد المفتي على ضرورة تربية المصلحين في إطار متوازن بين التعاليم الدينية وتطورات العصر، مؤكداً أن التحديات لم تنته بعد، فنحن نعيش في عالم منفصل عن مبادئه ومعتمد على أهوائه.

واعتبر أن ما نشهده اليوم من اعتداءات على الممتلكات والأرواح في قطاع غزة هو خير مثال على انسلاخ العالم عن مبادئه الأخلاقية، وأشار إلى الخطب الدورية للأزهر الشريف التي تذكر العالم بمبادئه الإنسانية.

وأكد أن مواقف الأزهر الشريف كثيرة لا يمكن حصرها، سواء في دعم القضية الفلسطينية أو في نصرة المظلومين في العالم.


شارك