سفير مصر فى بروكسل: عدم استقرار الشرق الأوسط يهدد سلاسل الإمداد العالمية

شارك السفير أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ولوكسمبورج، كمتحدث رئيسي في مؤتمر أكاديمي نظمته كلية الإدارة الدولية بجامعة ICHEC البلجيكية في بروكسل حول تأثير التغيرات الجيوسياسية على إدارة الأعمال الدولية والنشاط الاقتصادي.

وخصص السفير المصري محاضرته لطلبة الدكتوراه بالجامعة، حيث ركز على التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثيرها على مناخ الأعمال. وناقش أيضًا الفرص والتحديات الرئيسية التي تواجه مجتمع الأعمال الدولي في المنطقة. وفي كلمته، تناول السفير أبو زيد التحديات والأزمات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية والأزمات في السودان واليمن وسوريا وأمن البحر الأحمر. واستعرض السياسة الخارجية المصرية تجاه حل هذه الأزمات وجهود مصر لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة والحفاظ على المؤسسات الوطنية في مواجهة عوامل زعزعة الاستقرار.وشدد أبو زيد على المخاطر التي يشكلها عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي والتهديدات التي تتعرض لها سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية. وسلط الضوء بشكل خاص على التأثير الاقتصادي الذي امتد إلى مناطق مختلفة من العالم بسبب تهديد الأمن البحري في جنوب البحر الأحمر، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد المصري في هذا السياق، وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي والطاقة وعلى المنطقة.من ناحية أخرى، حرص السفير المصري على تناول الفرص الاقتصادية التي يتيحها التعاون الاقتصادي والتنموي مع دول المنطقة، وخاصة تلك التي تتمتع بالاستقرار والقدرة على التنبؤ في مواقفها وسياساتها، وأبرزها مصر. وأكد أن التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والاقتصاد الأوروبي على وجه الخصوص، في السنوات الأخيرة عززت الحاجة إلى زيادة الاستثمار في القطاعات الإنتاجية التي تحقق منافع متبادلة.وأكد أبو زيد أهمية أن تكون الشركات الأوروبية والعالمية على دراية بديناميكيات النشاط الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط والبناء على خطط وأولويات التنمية الوطنية لكل دولة، مثل توطين الصناعات وخلق فرص العمل وضمان الأمن الغذائي. وقال إن مثل هذه الاستثمارات الأجنبية من شأنها أن تضيف قيمة للاقتصاد الوطني وتساعد في تلبية أولويات الجانبين. وفي هذا السياق، أشار إلى الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الحكومة المصرية في البنية التحتية واتخاذ العديد من الإجراءات لجذب الاستثمارات الأجنبية في الطاقة المتجددة والخضراء والهيدروجين الأخضر والأمن الغذائي وغيرها من القطاعات. وأكد أيضاً أن مصر لديها مخزون كبير من العمالة الشابة والمتعلمة ومنخفضة التكلفة، ما يجعلها واحدة من الدول الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة.