المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار يعقد اجتماع الأول.. ما النتائج؟

منذ 3 ساعات
المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار يعقد اجتماع الأول.. ما النتائج؟

وزير التربية والتعليم يعرض التحديات التي تواجه العملية التعليمية والقرارات والخطوات المتخذة لمواجهة هذه التحديات.

استعراض إنجازات الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030

 

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاجتماع الأول للمجلس القومي للتعليم والبحث والابتكار، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والفريق عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومحمود توفيق، وزير الداخلية، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأحمد كوجك، وزير المالية، ومحمد جبران، وزير العمل، والدكتور أحمد فؤاد حنو، وزير الثقافة، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، وأعضاء مجلس الخبراء والمتخصصين.

وأكد مدبولي أهمية هذا المجلس في ظل سعي الدولة لتطوير منظومة التعليم بشكل عام، بشقيه ما قبل الجامعي والجامعي، خاصة في ظل التطورات والتقدم السريع في كافة مجالات الحياة. وأشار إلى الاهتمام العالمي الكبير بالذكاء الاصطناعي، وتحسين تطبيقاته المتنوعة، وارتباطه بمختلف أشكال التعليم. ومن ثم، تُبذل جهود جادة للاستفادة من هذا التطور الجديد.

وأشار إلى أن الهدف من هذا الاجتماع الأول للمجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار هو: أن الاجتماع الذي سيحضره الوزراء والمسؤولون المعنيون، سيستعرض الوضع الحالي لمنظومة التعليم والبحث والابتكار، ومعالجة مختلف التحديات الحالية، ومراجعة التقدم في مختلف القضايا. وفي هذه الأثناء، سيتم استعراض تنفيذ أهداف ومهام المجلس في الاجتماعات المقبلة.

خلال اللقاء، استعرض الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الملامح الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، والتي تم صياغتها بتوافق أصحاب المصلحة الرئيسيين من خبراء وممثلين عن المجتمع العلمي والأكاديمي والجهات والمؤسسات الحكومية. واستعرض الاجتماع الإنجازات التي تحققت في المحاور السبعة للاستراتيجية وهي: التكامل، والتخصصات المتعددة التخصصات، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والأهمية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال.

وفيما يتعلق بالمحور الأول وهو التكامل، استعرض الوزير أهم الجهود المبذولة لتكامل الأنشطة الاقتصادية والتنموية في الجهات. والجامعات ومؤسسات البحث العلمي لتحقيق أهداف ربط البحث العلمي والابتكار بالصناعة وبالتالي تحقيق خطط الدولة للتنمية الشاملة والمستدامة. وأشار إلى أنشطة المبادرة الرئاسية “التحالف والتنمية”. ويهدف هذا إلى بناء تحالفات إقليمية على المستوى الإقليمي، بمشاركة الوكالات الحكومية وشركاء الصناعة. كما يتم إعداد نظام تمويلي للمبادرة، والذي سيتم توفيره من قبل صندوق رعاية العباقرة والمبتكرين، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء شراكات مع المؤسسات الدولية الداعمة.

كما عرض الوزير عدداً من الإجراءات التنفيذية الأخرى في إطار ربط البحث العلمي بالصناعة، منها مبادرة رالي السيارات الكهربائية بمدينة العلمين الجديدة، وخطوات إنتاج سيارات كهربائية منخفضة السرعة صالحة للاستخدام في المدن الذكية والمجتمعات العمرانية الجديدة، وأجهزة التنفس الصناعي، حيث تم تصنيع أول جهاز تنفس صناعي محلياً، واعتماده من الاتحاد الأوروبي، وترخيصه من هيئة الدواء المصرية. وأشار إلى استكمال مشروع EV-Tech لنقل التكنولوجيا للمركبات منخفضة السرعة بالتعاون بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والقطاع الخاص، ومشروع المزرعة البحثية النموذجية لتطبيقات التكنولوجيا الزراعية والإرشاد الزراعي، حيث تبدأ المرحلة الأولى بتطوير منطقة المغرة بمحافظة مطروح بالتعاون بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وشركة الريف المصري الجديد لإنشاء عيادة زراعية ومزرعة بحثية نموذجية لخدمة المستفيدين.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني المتعلق بالتخصصات البينية أشار عاشور إلى جهود عديدة في هذا الصدد، منها إنشاء برامج بينية في مجالات ومهن رئيسية يتوقع أن تهيمن على سوق العمل مستقبلاً وتتطلب الحاجة إلى تخصصات بينية. الهدف هو إعداد خريجين قادرين على مواجهة تحديات العصر والتعامل معها بشكل إبداعي. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي تدريب أساتذة الجامعات لمواكبة هذا التطور.

وفي المحور الثالث المتعلق بالاتصال: وفيما يتعلق على وجه الخصوص بالاتصال الدولي وتدويل التعليم، أفاد الدكتور أيمن عاشور بوجود 337 برنامجاً متعدد التخصصات يعتمد على الشراكات الأجنبية مع 37 جامعة حكومية و20 جامعة خاصة و9 فروع لجامعات دولية. وأوضح خطوات تنفيذ مبادرة “المنح الدراسية والسياحة التعليمية في مصر” وخطط الترويج لها عبر الوزارة والمكاتب الثقافية والجهات الأخرى بالإضافة إلى محور التواصل. ربط التعليم بمهارات سوق العمل، وتدريب الطلاب والخريجين المصريين المؤهلين وذوي الأداء العالي، ودعمهم بالتخصصات الأكاديمية والمهارات المهنية وكفاءة الابتكار وريادة الأعمال بما يلبي الاحتياجات الوطنية والمتطلبات الدولية. تعمل مراكز التوظيف كحلقة وصل بين المجتمع الأكاديمي وسوق العمل، على المستوى المحلي والدولي. وأشار إلى أن هذه الجهود أدت إلى تشغيل آلاف الخريجين من 30 جامعة في 7 محافظات مصرية بعد إتمام 40 دورة تدريبية شارك فيها نحو 18 ألف طالب وخريج.

وانتقل وزير التعليم العالي إلى المحور الرابع وهو المشاركة الفاعلة والذي يهدف إلى تعزيز دور التعليم العالي والبحث العلمي في المساهمة في بناء الاقتصاد والمجتمع. وفي هذا السياق، أكد على المساهمة الفعالة للمستشفيات الجامعية في دعم القطاع الطبي. ويوجد نحو 125 مستشفى جامعي يعمل بها 31.250 عضو هيئة تدريس، ويزورها ملايين المواطنين، وتقدم خدمات طبية متنوعة بكفاءة عالية، بما في ذلك العمليات الجراحية وغسيل الكلى، بالإضافة إلى توفير أسرة التمريض ومراكز الرعاية النهارية وتقديم الخدمات من خلال عيادات متخصصة. وأشار إلى أنه يجري حالياً تنفيذ 160 مشروعاً لتطوير المستشفيات الجامعية.

كما أكد الوزير على الدور الفاعل للمستشفيات الجامعية في تحقيق نتائج إيجابية في تنفيذ المبادرات الرئاسية المختلفة في مجال الصحة العامة، وخاصة مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، والكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي، وعلاج الأورام السرطانية. كما أشار إلى دور المستشفيات الجامعية في تنفيذ القوافل الطبية ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” والتي شملت 1025 قافلة واستفاد منها 461 ألف شخص.

وأشار عاشور أيضاً إلى محور “المشاركة الفاعلة”، وأكد في إطار المبادرة الرئاسية “التحالف والتنمية” على الشراكة بين الجامعات والمؤسسات الصناعية، فضلاً عن السعي لتنفيذ أنشطة طلابية مختلفة تنمي مهارات الطلاب ومواهبهم مع خلق بيئة تعليمية محفزة للإبداع.

كما قدم الوزير عرضا لبعض الأنشطة التي يتم تنفيذها في إطار جهود المجموعة الوزارية للتنمية البشرية. وتشمل هذه المبادرات مبادرة “100 يوم من الرياضة” لتعزيز الصحة العامة واللياقة البدنية، والتي يشارك فيها أكثر من 30 ألف طالب من أكثر من 32 جامعة مصرية؛ مبادرة “التعليم الصحي” التي توفر للطلبة خدمات صحية شاملة أثناء دراستهم؛ ومبادرة “التمكين” التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاجتماعي والتطوير الأكاديمي والتأهيل لسوق العمل.

وفيما يتعلق بالمحور الخامس وهو الاستدامة أوضح عاشور أن هذا المحور يرتكز على توفير مسارات تعليمية تعزز تحقيق الاستدامة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وفي هذا السياق أشار إلى البنية التحتية الهامة التي تشهدها مصر في مجال تطوير التعليم العالي. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الجامعات المصرية إلى نحو 116 جامعة بحلول عام 2025 (مقارنة بـ 50 جامعة في عام 2014)، بما في ذلك الجامعات الحكومية والخاصة والتقنية، فضلا عن فروع الجامعات الأجنبية.

وفيما يتعلق بالمحور السادس وهو المرجعية الدولية أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أنه يتم العمل على دعم التصنيف الدولي لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي المصرية واعتمادها دوليا. وسيساعد ذلك هذه المؤسسات على استقطاب الطلاب من الدول المحيطة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لدعم وتعزيز دور فروع الجامعات المصرية في الخارج.

وفيما يتعلق بالمحور السابع القيادة والإبداع أوضح عاشور ما يتم تنفيذه من خلق بيئة متكاملة تشجع الإبداع وتخلق مسارات لاكتشاف المبدع. وأشار إلى النجاحات التي تحققت في تعزيز ريادة الأعمال بين الطلاب والخريجين، مثل برنامج تلفزيوني يدعم ريادة الأعمال الطلابية في الجامعات المصرية. وشارك في البرنامج نحو 20 ألف طالب من 91 جامعة مصرية، وقدموا 976 فكرة لشركات ناشئة. وتلقى البرنامج تمويلاً إجمالياً قدره 82 مليون جنيه مصري. هذا بالإضافة إلى الخطوات التي تم اتخاذها لإنشاء الشبكة الوطنية للموهوبين والتي تهدف إلى اكتشاف وتأهيل الموهوبين واستغلال قدراتهم وفي ذات الوقت ربط الإبداع بالمجتمع. وأشار إلى تنفيذ برنامج لرعاية المواهب والمبتكرين والعباقرة، فضلاً عن إنشاء مراكز لتعزيز منظومة الابتكار وريادة الأعمال في الجامعات والمعاهد البحثية المصرية، والتي يجري التوسع فيها حالياً.

وخلال اللقاء، استعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي نظام التعليم العالي المصري الياباني (الكوسن)، مشيراً إلى أن نظام التعليم العالي الياباني (الكوسن) هو أعلى نظام تعليمي ما بعد الثانوي في اليابان. يركز هذا النظام على المهارات التكنولوجية والهندسية للطلاب من خلال خمس سنوات من الدراسة العملية والنظرية التي يقوم بها مجموعة من المعلمين الحاصلين على درجة الدكتوراه في الهندسة في مجالات ذات صلة بالدراسة من كليات كوسن اليابانية. كما أنها توفر الفرصة لممارسة العديد من الأنشطة البدنية والعقلية والمشاركة في المسابقات العالمية مثل روبوكون.

وأضاف عاشور أنه سيتم إدخال نظام كوزين الياباني في مصر اعتبارًا من سبتمبر 2025، وسيتم بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) افتتاح النموذج الأول من كليات كوزين في مصر. وأشار إلى أن مدرسة سلطان العويس بمدينة العاشر من رمضان، المقامة على مساحة 70 ألف متر مربع، ستكون مقراً لإنشاء أول نسخة من كليات الكوزن المصرية اليابانية، مع توفير سكن كامل للطلاب الوافدين بالمدرسة.

وأوضح الوزير أن الدراسة في كليات الكوزين المصرية اليابانية تستمر خمس سنوات متتالية. يتم استخدام نفس المناهج الدراسية المستخدمة في اليابان، ويتم استخدام أحدث المعدات والآلات المستخدمة في المختبرات اليابانية. وأشار إلى أن كليات كوزين المصرية اليابانية بالتعاون مع وزارة الاتصالات ستمنح دبلوم التكنولوجيا المتقدمة في تخصصات الروبوتات والميكاترونيات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والطاقة الخضراء والوحدات الشمسية وذلك لتلبية احتياجات الصناعة المصرية من الكوادر البشرية والبحوث التطبيقية في هذا المجال وتلبية متطلبات خطة الحكومة المصرية للتوسع في قطاع الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن التخصص في مجال الإلكترونيات الدقيقة والرقائق الإلكترونية من شأنه أن يلبي الحاجة إلى الكوادر والأبحاث في مجال تطوير وتصنيع الشرائح الإلكترونية.

وأشار عاشور إلى أنه سيتم الإعلان عن افتتاح الكلية وبدء التسجيل وفق الشروط المحددة التي سيتم الإعلان عنها. وأشار إلى أن الهدف هو اختيار 320 طالبا متميزا للدفعة الأولى بالكلية اليابانية المصرية كوزين. كما قام نخبة من المتخصصين اليابانيين والمصريين بإنشاء بنك أسئلة للامتحان، والذي يتضمن أكثر من 3000 سؤال. ستبدأ إجراءات القبول بعد الإعلان عن نتائج المرحلة التحضيرية في منتصف يونيو 2025. وسيتم الإعلان عن المرشحين المقبولين في الأسبوع الأول من أغسطس 2025، وستبدأ الدراسة في نهاية سبتمبر 2025.

وخلال اللقاء ناقش الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني عدداً من التحديات التي تواجه العملية التعليمية والقرارات والخطوات المتخذة لمواجهة هذه التحديات. وأشار إلى أنه في ضوء تحدي الكثافة الطلابية العالية في الفصول الدراسية، يتم العمل على عدة حلول عاجلة، بما في ذلك استخدام المدارس الثانوية، والحد من الفجوات التعليمية، وتطبيق نظام ساعات الدراسة الممتدة، وزيادة أيام الدراسة إلى ستة أيام، وحل الفصول الدراسية المتنقلة. وبالإضافة إلى ذلك، تشمل الحلول المستدامة إنشاء ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف فصل دراسي سنوياً، حيث تم وضع خطة مع هيئة المباني التعليمية لإلغاء المدارس الابتدائية المسائية خلال ثلاث سنوات.

وأكد الوزير مواصلة تطبيق وتطوير الحلول المقدمة، مشيرا إلى أن الحلول العاجلة ساهمت في خفض الكثافة الطلابية إلى أقل من 50 طالبا في الفصل الواحد، بمعدل التحاق 38 طالبا، ونسبة نجاح تجاوزت 99%. وأوضح أنه لم يتبق سوى 22 مدرسة ويجري العمل على إيجاد حل مناسب لكل منها.

وفيما يتعلق بسد النقص في المعلمين وتحسين ظروفهم أشار وزير التربية والتعليم إلى عدد من الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الصدد. ويتضمن ذلك توفير الموارد المالية اللازمة لتوظيف 50 ألف معلم بالساعة في المواد الأساسية وزيادة الأجر بالساعة إلى 50 جنية مصري. بالإضافة إلى ذلك، هناك فرصة لمعلمي الصفوف لتدريس المواد الأساسية، وخاصة للمعلمين من مسابقة 30 ألف معلم. كما سيتم تمديد مدة خدمة المعلمين الذين يصلون إلى سن التقاعد خلال العام الدراسي إلى 31/8 من العام نفسه وذلك لتجنب أي نقص خلال العام الدراسي. كما سيتم تنظيم أوضاع (المهن التربوية، والمهن التدريسية) الحاصلين على شهادات جامعية وتوظيف الخريجين العاملين في القطاع العام في المدارس. كما سيتم إعادة توظيف المعلمين الحاصلين على شهادة جامعية أثناء خدمتهم. وأشار إلى أن هذه الإجراءات ساهمت في سد العجز بنسبة تزيد عن 90% في جميع المواد الدراسية، وبنسبة 99% في المواد الأساسية.

وأشار الدكتور عبد اللطيف إلى أنه لجذب الطلبة للمدرسة تم توحيد المهام عبر منصة الوزارة وتغيير نظام الدوام السنوي ووضع الضوابط لاستعادة الوظيفة التعليمية. كما تم إصدار لائحة التحفيز والانضباط المدرسي لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي. وأوضح أن هذه الإجراءات أدت إلى تحسن نسبة حضور الطلبة في كافة مدارس الدولة من 9% إلى أكثر من 85%.

وتحدث وزير التربية والتعليم عن تطبيق إجراءات إعادة هيكلة التعليم الثانوي، والتي ستؤدي إلى تقليص عدد المواد التي تدرس في السنوات الثلاث من 32 إلى 17 فقط، وزيادة متوسط وقت التدريس لكل مادة من 50 ساعة في العام الماضي إلى 100 ساعة.

وفي هذا السياق أشار الوزير إلى أن فلسفة البكالوريا المصرية المقترحة تقوم على تنمية المهارات الفكرية والنقدية وليس على الحفظ والتلقين. علاوة على ذلك، يتم التركيز على التعلم متعدد التخصصات، ودمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر للأداء وتقسيم المواد إلى عامين على الأقل مع عدة خيارات وتاريخين للامتحان في السنة. وأشار إلى أنه تم عقد العديد من جلسات الحوار المجتمعي مع مختلف شرائح المجتمع حول هذا المقترح، كما تم إجراء استطلاع رأي بين طلاب الصف الثالث الإعدادي (حكومي وخاصة) بمدارس الجمهورية لإبداء آرائهم حول البكالوريا المصرية المقترحة، وناقش بعض نتائج هذا الاستطلاع.

وناقش وزير التربية والتعليم الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الوزارة لتطوير المناهج الدراسية بما يتوافق مع مختلف المعايير الدولية، وما تم تحقيقه من تعاون وتنسيق للاستفادة من العديد من التجارب الدولية في هذا الشأن.

وخلال اللقاء، تطرق الوزير إلى وضع المدارس المصرية اليابانية، موضحاً أن عددها وصل إلى 55 مدرسة على مستوى الجمهورية تضم أكثر من 16 ألف طالب، ومن المستهدف زيادة العدد إلى 100 مدرسة خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن الهدف هو بدء الدراسة في ستة فروع جديدة العام الدراسي المقبل، وأيضا تحويل بعض المدارس من الطراز الآخر إلى مدارس مصرية يابانية ليصبح الإجمالي تسع مدارس.

وفيما يتعلق بقطاع التعليم الفني، أوضح وزير التربية والتعليم أن عدد المدارس الفنية في مختلف أنحاء الدولة بلغ 1248 مدرسة، وأن الهدف هو تحويل المدارس الفنية إلى مدارس للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع شركات محلية وعالمية.

كما تناول الوزير وضع مدارس التكنولوجيا التطبيقية، مشيراً إلى وجود خطط لافتتاح عدد من المدارس بالشراكة مع كبرى الشركات الصناعية ورجال الأعمال، ليصل إجمالي عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى 90 مدرسة. وأشار إلى أنه تم اعتماد 100 برنامج إطاري للتخصصات في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ويجري إعداد 20 برنامجاً إطارياً متخصصاً للتخصصات المستحدثة.

وفيما يتعلق بالمبادرات والبرامج، أشار عبد اللطيف إلى البرنامج الوطني لتنمية مهارات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع اليونيسف، ويعكس التزاماً مشتركاً بتحسين جودة التعليم وتمكين الأجيال القادمة. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من البرنامج تستهدف مليون طالب وطالبة في 2000 مدرسة بعشر محافظات.

كما سلط الوزير الضوء على مبادرة “عيون أطفالنا مستقبلنا” التي تهدف إلى توفير فحص العيون والرعاية الطبية، بما في ذلك الفحوصات الطبية والعلاجات والنظارات والتدخلات الجراحية، لـ 7 ملايين طفل في المدارس الابتدائية تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عامًا.

وفيما يتعلق بالوجبات المدرسية أشار الوزير إلى أن عدد المستفيدين في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية يزيد عن 13 مليون طالب وطالبة.

واستعرض وزير التربية والتعليم الوضع الراهن لمبادرة “الوجبة الساخنة” التي تهدف إلى تنشئة جيل سليم نفسياً من خلال توفير وجبة غذائية متوازنة. كما ناقش أيضًا مستوى تنفيذ مبادرة “زراعة وتلوين المدارس”.

استعرض الدكتور علاء عشماوي رئيس الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم أهم الجهود المبذولة لدعم المؤسسات الخاصة في تحسين جودة خريجيها وتأهيلهم للاعتماد وتحقيق مراكز أعلى في التصنيفات العالمية. كما استعرض خطوات بناء قدرات المؤسسات التعليمية بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وإجراءات تطوير الإطار الوطني المصري للمؤهلات كنظام متكامل لتصميم المؤهلات المصرية والتحقق منها وتصنيفها بما يضمن توافق المؤهلات مع المعارف والمهارات المكتسبة. كما قدم عرضاً لنتائج الشراكة مع هيئة الاعتماد الدولية وتفعيل التكامل بين الاعتماد المحلي والدولي.

وشهد الاجتماع مساهمات وتعليقات هامة من أعضاء المجلس على العروض التي قدمها الوزراء المعنيون، وكذلك على إنشاء الأمانة الفنية للمجلس، والتي من شأنها أن تساهم في إثراء عمل المجلس. وأشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالعروض المقدمة، مشيرا إلى أن اجتماعه الأول بعد الاجتماع التنسيقي يمهد الطريق أمام المجلس لتنفيذ المهام الموكلة إليه من فخامة رئيس الجمهورية.

جدير بالذكر أن المجلس القومي للتعليم والبحث والابتكار تم إنشاؤه في ضوء القرار الجمهوري للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي أنشأ المجلس وهو تابع لرئيس الجمهورية. وتتضمن اختصاصات المجلس إعداد الاستراتيجية والخطط والبرامج الوطنية لتطوير التعليم والبحث العلمي والابتكار، بالإضافة إلى آليات متابعة تنفيذها. كما تقوم اللجنة بمراجعة وتحديث الأولويات الوطنية في التعليم والبحث والابتكار في مختلف القطاعات، وتقترح سبل تطوير العملية التعليمية والنهوض بها، مع الأخذ في الاعتبار تكامل نتائجها مع احتياجات سوق العمل المحلية والدولية.

كما يتم إعداد خطة قومية لتطوير البنية الأساسية للمدارس والمعاهد الأزهرية بكافة أنواعها ومستوياتها، بما يتناسب مع توزيع الجامعات والمعاهد والمناطق الصناعية والمشروعات القومية، ومتابعة تنفيذ هذه الخطة. كما سيتم إعداد خطة تنفيذية لسياسات التدريب في كافة مستويات التعليم وما بعده بهدف رفع الوعي بأهمية التعليم الفني والتدريب والتخصصات الجديدة في هذا المجال ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى خطة تسويقية لنتائج التعليم والبحث والابتكار على المستويين المحلي والدولي.

كما يتولى المجلس الوطني تقديم المقترحات لتطوير المؤسسات المسؤولة عن تنفيذ العملية التعليمية وأنظمة عملها وآليات التنسيق اللازمة مع الوزارات والإدارات والهيئات ذات الصلة لضمان تحقيق الأهداف المخطط لها. بالإضافة إلى ذلك، يتم اقتراح معايير وشروط اختيار المسؤولين عن منظومة التعليم والبحث والابتكار، على أساس الكفاءة العلمية والإدارية، بما يضمن تحسين الأداء. كما يقترح سبل وآليات تطوير البنية التنظيمية للبحث والابتكار بما يحقق الأهداف في المجالات العلمية المختلفة ضمن رؤية تتسق مع الإمكانات العلمية والمادية المتاحة للدولة. كما تعمل على تطوير رؤية شاملة لرعاية الموهوبين والمتفوقين والمتفوقات في مراحلها المختلفة (مرحلة الاكتشاف – مرحلة التأهيل العلمي والنفسي والجسدي المتوازن – مرحلة توزيع المنافع في مجالات البحث والابتكار) بما يضمن الاستخدام الأمثل للمؤسسات والقدرات المتاحة. كما تقوم كل سنتين بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن ضمان الجودة والاعتماد بإعداد تقرير دوري شامل عن تطوير المنظومة التعليمية بكافة أشكالها ومراحلها، ويرفع إلى مجلس الوزراء ومجلس النواب.

 


شارك