مساعد وزيرة التضامن للحماية الاجتماعية لـ«الشروق»: 7.7 مليون أسرة حصلت على الدعم النقدى «تكافل وكرامة» منذ 2014 وحتى الآن

منذ 8 ساعات
مساعد وزيرة التضامن للحماية الاجتماعية لـ«الشروق»: 7.7 مليون أسرة حصلت على الدعم النقدى «تكافل وكرامة» منذ 2014 وحتى الآن

هدفنا هو تكثيف الخدمات لتمكين الفئات الأكثر ضعفا اقتصاديا في الفترة المقبلة. لقد غادرت ثلاثة ملايين أسرة برنامج الدعم بسبب تحسن الظروف وفقدان الحق في الحصول على المزيد من المزايا.

قال رأفت شفيق نائب وزير التضامن الاجتماعي والحماية الاجتماعية ومدير برنامج تكافل وكرامة للمساعدات النقدية، إنه منذ يوليو الماضي تم قبول نحو 650 ألف أسرة جديدة، فيما خرجت نحو 450 ألف أسرة من البرنامج في نفس الوقت بعد تحسن أوضاعها المادية والاجتماعية. وأضاف أن إجمالي عدد الأسر المستفيدة من البرنامج بلغ 4.7 مليون أسرة. وأضاف شفيق في حوار مع الشروق أنه يعتزم خلال الفترة المقبلة تكثيف الخدمات التي تستهدف التمكين الاقتصادي للفئات الأكثر احتياجاً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأوضح أن أكثر من 1.2 مليون شخص استفادوا حتى الآن من هذه الخدمات عبر المؤسسات التابعة للوزارة، ومنها برامج الديوان العام، والمؤسسة الوطنية لتنمية الأسرة والمجتمع، والهيئة العامة للتضامن، وبنك ناصر الاجتماعي. عن نص المقابلة :

< كيف دعم برنامج التكافل والكرامة الفئات الأكثر ضعفا بعد 10 سنوات من إطلاقه؟

بدأ البرنامج في الأصل في عام 2015 ويستمر لمدة 10 سنوات. نفذت الحكومة مجموعة من الإجراءات والبرامج لبناء شبكة أمان اجتماعي للأسر الأكثر احتياجاً بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. لقد حقق برنامج التكافل والكرامة، باعتباره نسخة أكثر تقدماً وأفضل تنظيماً من برامج المساعدات النقدية السابقة، فوائد عديدة. وتشمل الفوائد الرئيسية فعالية الاستهداف الجغرافي المبني على خرائط الفقر، والاستهداف الاجتماعي للأسر الأكثر ضعفاً، واستهداف النساء على أساس النوع الاجتماعي، وإدخال نهج الدعم المالي المشروط، والاستثمار في الأشخاص والشراكات التي تمكن الأسر من تحمل مسؤولية التنمية الاجتماعية لأفرادها ومجتمعاتها. وعلى مدار مدة البرنامج، ارتفع عدد الأسر المستفيدة عدة مرات، من 1.7 مليون أسرة في عام 2014 إلى 4.7 مليون أسرة في عام 2025، وهو ما يعادل حوالي 17 مليون شخص.

< هل حقق البرنامج فكرة التمكين الاقتصادي للأسرة؟

وفي الواقع، تعتزم الوزارة في المرحلة المقبلة تكثيف الخدمات الرامية إلى التمكين الاقتصادي للفئات الضعيفة، سواء بشكل مباشر من خلال برامجها أو بشكل غير مباشر من خلال منظمات المجتمع المدني الشريكة. وقد استفاد من هذه الخدمات حتى الآن أكثر من 1.2 مليون شخص من خلال المؤسسات التابعة للوزارة ومنها برامج الديوان العام، والمؤسسة الوطنية لتنمية الأسرة والمجتمع، والهيئة العامة للتضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي.

< هل ساهم برنامج التكافل والكرامة فعليا في تحسين نوعية حياة الأسر المستفيدة؟

وأجرت الوزارة دراسات تقييم الأثر التي أجراها البنك الدولي بين عامي 2018 و2022، والتي سلطت الضوء على الآثار الإيجابية العديدة للبرنامج. وشملت التأثيرات الرئيسية زيادة الاستهلاك الخاص، ومساعدة الفقراء في التعامل مع ارتفاع الأسعار، وتحسين جودة الغذاء، وتحسين التغذية للأطفال الصغار، وزيادة الطلب على الخدمات الصحية.

< هل هناك شفافية كافية في عملية التقييم وهل يتم ضمان التوزيع العادل؟

أنشأت الوزارة نظام معلومات آلي يعتمد على الرقم الوطني لتقديم المساعدة النقدية بأعلى مستوى ممكن من الرقابة الفنية والإجرائية والشفافية في جميع المراحل بدءاً من تقديم المواطنين لطلب المساعدة النقدية. خلال هذه المرحلة، يعمل البرنامج على ضمان أن يكون الوضع الاجتماعي للأسر تحت خط الفقر. ويقوم البرنامج بمتابعات دورية لرصد كافة تحديثات البيانات في ملفات الأسر المستفيدة، واستقبال الاستفسارات والشكاوى والرد عليها، وبدء تقييمات دورية لرضا المستفيدين لتحديد الاحتياجات وتطوير أساليب واستراتيجيات العمل عند الضرورة.

< ما هي الخطط التي تمتلكها الحكومة لضمان استدامة البرنامج على المدى الطويل في مواجهة الضغوط الاقتصادية؟

ولم تتخلف الوزارة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استدامة تمويل البرنامج. ومنذ اليوم الأول لتطبيقه في عام 2015، اعتمد البرنامج على التمويل من الموازنة العامة للدولة، والذي تضاعف على مدار السنوات ليصل إلى 54 مليار جنيه مصري، مقارنة بـ 5 مليارات جنيه مصري في عام 2014. ووصل متوسط قيمة المساعدات النقدية التي تتلقاها الأسرة شهرياً إلى 900 جنيه مصري، مقارنة بـ 450 جنيهاً مصرياً في بداية البرنامج. وتصل قيمة الدعم في بعض الأحيان إلى 3 آلاف جنيه مصري للأسرة الواحدة عندما تحصل الأسرة المستفيدة من برنامج تكافل على أكثر من مستوى دعم لأكثر من طفل، بالإضافة إلى حالات الكرامة داخل الأسرة الواحدة. في حين أن قيمة الدعم للمستفيد الواحد من برنامج الكرامة لا تقل عن 700 جنيه مصري.

< هل الدعم المالي المقدم كافي لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار المستمر؟

وفي حين يتم إنفاق غالبية الدعم المالي الذي تتلقاه الأسر على تلبية احتياجاتها الاستهلاكية الأساسية مثل الطعام والشراب، فضلاً عن الاحتياجات الأخرى التي تراها ضرورية، فإن هذه الأسر نفسها تستفيد أيضاً من حزمة شاملة من الخدمات المجانية، ولا سيما دعم الغذاء للمواد الغذائية الأساسية والخبز، والإعفاءات من نفقات التعليم، ودعم تكافؤ الفرص في التعليم العالي. وتشمل هذه المزايا التأمين الصحي الشامل، وبرامج الصحة للمحرومين، والعلاج الممول من الحكومة، وبرنامج بطاقة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، وشهادات محو الأمية، والوصول التفضيلي إلى المزايا بموجب المبادرات الرئاسية، وخاصة برنامج الحياة الكريمة لخدمات تطوير البنية التحتية، ومبادرتي 100 مليون صحة وبداية جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من أنشطة التوعية وبناء القدرات.

< هل تم ضم مواطنين جدد لبرنامج تكافل وكرامة بعد القرار الحكومي الأخير؟

في الواقع، منذ بداية يوليو/تموز 2024، انضمت نحو 650 ألف أسرة جديدة إلى نظام الدعم، مقارنة بنحو 450 ألف أسرة غادرته. ويبلغ إجمالي عدد الأسر التي حصلت على مساعدات مالية في إطار البرنامج منذ عام 2014 نحو 7.7 مليون أسرة. ويمثل هذا العدد 30% من إجمالي سكان البلاد، الذي يقدر بنحو 26 مليون نسمة. انسحبت ثلاثة ملايين أسرة من البرنامج بسبب تحسن ظروفها المعيشية. وقد ارتفع عدد الأسر المستفيدة عدة مرات، من 1.7 مليون أسرة في عام 2014 إلى 4.7 مليون أسرة في عام 2025 (17 مليون فرد). وتستفيد هذه الأسر من برنامج تكافل للأسر التي لديها أطفال من حديثي الولادة إلى خريجي الجامعات، وبرنامج الكرامة للأفراد الذي يستفيد منه كبار السن من سن 65 عاماً فأكثر، وذوي الإعاقة، والأيتام، والفتيات غير المتزوجات فوق سن الخمسين، والأرامل والمطلقات اللواتي لم ينجبن بعد، بالإضافة إلى فئات أخرى من العاملين بشكل غير منتظم والمعرضين للحوادث والكوارث الفردية والجماعية.

< هل سيكون هناك متطلبات جديدة للحصول على الدعم في المستقبل القريب؟

يتبع برنامج التكافل والكرامة منهجية ثابتة لتحديد متطلبات المشاركة في برنامج التكافل أو الكرامة. وينص البرنامج منذ اليوم الأول لتطبيقه على أن الأسر أو الأفراد المتقدمين للحصول على المساعدة المالية ضمن برنامج تكافل لن يكونوا مؤهلين للحصول على المساعدة إلا إذا كان لدى الأسرة أطفال تتراوح أعمارهم بين المواليد الجدد وطلاب الجامعات، بشرط أن يكون الأطفال فوق سن 6 سنوات وفي مرحلة التعليم. يشترط في المتقدمين لبرنامج “كرامة” أن يكونوا كباراً في السن، أي 65 عاماً فأكثر، أو أن يكونوا أيتاماً وفقاً للقانون، أو يعانون من إعاقة مؤكدة بنتائج فحص اللجان الطبية المختصة، أو أن يكونوا فتيات بلغن الخمسين من العمر وغير متزوجات ولا يعملن، أو أن يكونوا أرامل أو مطلقات أو مهجورات لم ينجبن بعد. لمواصلة تلقي المساعدة المالية، يجب على الأسر تلبية شروط صحية معينة بموجب البرنامج. يجب على الأمهات وأطفالهن الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات زيارة مرافق الرعاية الصحية الأولية في مجتمعاتهم بانتظام، كل ثلاثة أشهر على الأقل، لإجراء فحوصات ما قبل الولادة، والتطعيمات، ومراقبة النمو، وجلسات التثقيف الصحي. ويتطلب البرنامج أيضًا من الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات الحضور إلى المدرسة بانتظام، مع معدل حضور أدنى يبلغ 80٪.

< هل تم تحديد أي انتهاكات أو شكاوى منذ تقديم البرنامج؟ هل تم الرد عليه؟

سعت وزارة التضامن الاجتماعي إلى تعزيز الثقة بين الدولة والمواطنين من خلال تنظيم عملية التحقق من أهلية الحصول على المساعدات المالية. وتشتمل هذه العملية على 308 لجنة تفتيش محلية، تضم حوالي 1000 موظف في 320 إدارة اجتماعية في مختلف المديريات. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء 2000 لجنة للمساءلة المجتمعية بإجمالي 25 ألف عضو في جميع القرى في مصر لتقديم الدعم وتحديد غير المستحقين. لقد تلقينا ما يقارب 6 ملايين استفسار وشكوى، تم الرد على 99.8% منها خلال السنوات العشر الماضية، وذلك من خلال قنوات استقبال الشكاوى والرد عليها المختلفة، وعلى رأسها البوابة الإلكترونية الموحدة للشكاوى بالتنسيق مع مجلس الوزراء، والبوابة الآلية لتلقي استفسارات وشكاوى البرامج، والخطوط الساخنة للوزارة.

ويرى البعض أن البرنامج معاش مستدام، في حين تعتبره الوزارة دعماً مشروطاً. نريد مزيدا من الوضوح.

يتم تقديم الدعم المالي للبرنامج لفترة ثلاث سنوات فقط. وسيتم بعد ذلك تسجيل الأسر المؤهلة مرة أخرى ومراجعة استمرار أهليتها للحصول على الدعم المالي. ويمنع هذا الدعم من التوريث ويشجع الأسر التي تحسنت ظروفها المعيشية أو دخلت سوق العمل على ترك البرنامج حتى يمكن تخصيص الدعم لأسر أخرى ذات حاجة أكبر.

< هل هناك إحصائيات عن عدد الأسر التي أكملت البرنامج؟

وعلى مدى عشر سنوات، تم إزالة ثلاثة ملايين أسرة من البرنامج. وقد غادرت بعض هذه الأسر البرنامج لأن ظروف معيشتها تحسنت بعد انضمامها إلى نظام الضمان الاجتماعي، أو حصولها على معاش تقاعدي، أو شراء أرض، أو امتلاك سيارة. وتركت عائلات أخرى البرنامج لأنها لم تعد مؤهلة للحصول على المزيد من المزايا، على سبيل المثال بسبب السفر إلى الخارج، أو الوفاة، أو تغيير الحالة الاجتماعية.

< هل ستواصل الوزارة دعمهم بالشكل المطلوب بعد الإفراج عنهم؟

وفي الواقع، لا تقتصر خدمات الوزارة على الدعم المالي فحسب. كما تشمل أيضًا خدمات غير مصرفية مثل التدريب المتخصص في ريادة الأعمال، وبناء القدرات الإدارية والمالية والفنية، والمساعدة في إعداد دراسات الجدوى وتوفير فرص التسويق للمستفيدين. تسعى الوزارة إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: أولاً، دعم الفئات المحرومة اقتصادياً للخروج من دائرة الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي. الهدف الثاني هو تعظيم الاستفادة من الموارد والبيانات المتاحة لتوسيع قاعدة المستفيدين والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً. وثالثاً، يتعلق الأمر ببناء احتياطيات مالية مستدامة لدعم برامج الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي في المستقبل.


شارك