ميرتس يفشل في الجولة الأولى.. هل يعني ذلك انتخابات جديدة لألمانيا؟

أعلن البرلمان الألماني (بوندستاغ)، الثلاثاء، أن فريدريش ميرز، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى من التصويت على منصب المستشار الألماني. ولم يحصل ميرز إلا على 310 أصوات، أي أقل بستة أصوات من الأغلبية المطلوبة وهي 316 صوتا لمنصب المستشار الاتحادي في البوندستاغ الألماني.
ويحتل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميرز والحزب الديمقراطي الاجتماعي معا 328 مقعدا في البوندستاغ الألماني، وهو ما كان يعتبر كافيا لضمان الأغلبية المطلوبة. لكن على الرغم من هذا الدعم، فشل ميرز في الحصول على الدعم الكامل من المجموعات البرلمانية التي كانت تعطي الأولوية لإتمام مفاوضات الائتلاف. وهذه هي المرة الأولى التي يفشل فيها مرشح لمنصب المستشار في الحصول على الأغلبية المطلقة بعد فوز حزبه في الانتخابات الفيدرالية.
إذا فشل البوندستاغ في انتخاب مستشار في الجولة الأولى من التصويت، فإن القانون الأساسي الألماني يسمح بإجراء جولة ثانية من التصويت خلال 14 يومًا من التصويت الأول. إذا فشلت عملية انتخاب المستشار بشكل متكرر، يمكن تخفيض شرط الأغلبية من “الأغلبية المطلقة” إلى “الأغلبية البسيطة”. يمكن لأي مرشح أن يفوز بالمنصب إذا حصل على أكبر عدد من الأصوات، حتى لو لم يصل إلى 316 صوتًا.
إذا لم تنجح عملية انتخاب المستشار الاتحادي الجديد في هذه الحالة، يحق للرئيس الاتحادي، وفقا للدستور، حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة خلال مدة أقصاها سبعة أيام.
وقد أثار فشل انتخاب فريدريش ميرز صدى واسع النطاق في السياسة الألمانية. ورحب حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بهزيمة ميرز في الجولة الأولى من التصويت، واعتبرها علامة على ضعف الحكومة الائتلافية المخطط لها بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، والتي تخلى عنها العديد من الألمان في الانتخابات الأخيرة.
وقالت زعيمة الحزب أليس فايدل في بيان على موقع الحزب الإلكتروني إن هذا الفشل يعكس “الأساس الضعيف” الذي بني عليه الائتلاف الحاكم.
من ناحية أخرى، أعرب حزب الخضر، على الرغم من موقفه الانتقادي السابق، عن قلقه إزاء الوضع السياسي في أعقاب فشل انتخاب ميرز. وقالت زعيمة حزب الخضر فرانشيسكا برانتنر لوكالة الأنباء الألمانية إن حزبها يتطلع إلى تشكيل حكومة قادرة على العمل بشكل فعال لصالح ألمانيا وأوروبا. وأشارت إلى أن ميرز وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل لم يتمكنا من تحقيق الأغلبية في مجموعتهما البرلمانية.
وفي الوقت نفسه، يظل الخضر حذرين ويعربون عن قلقهم إزاء الجمود السياسي المستمر في ألمانيا. ويؤكد الحزب على ضرورة تشكيل حكومة في القريب العاجل قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية لصالح البلاد. إن التعاون المتناغم مع الاتحاد الأوروبي ضروري.