جلسة ساخنة بالجامعة الأمريكية حول قانون العمل الجديد

منذ 7 ساعات
جلسة ساخنة بالجامعة الأمريكية حول قانون العمل الجديد

منصور: غياب الإحصائيات لبعض الفئات في قانون العمل الجديد يفتح الباب أمام الغموض نطالب الحكومة بربط الأجور بالظروف الاقتصادية.

عبد العاطي: نعتقد أن القانون هدية للعمال، ونحتاج إلى سبعة أشهر لاتخاذ القرار بشأنه. مازال لدينا الوقت لتغيير قرارات السلطة التنفيذية.

بصل: أتوقع أن يدخل قانون العمل الجديد حيز التنفيذ في بداية شهر سبتمبر.

شهدت القاعة الشرقية بالجامعة الأميركية في ميدان التحرير، مساء الاثنين، نقاشا حادا حول قانون العمل الجديد الذي أقره مجلس النواب المصري.

جاء ذلك خلال فعالية عامة نظمها مشروع حلول السياسات البديلة في الجامعة بعنوان “قانون العمل الجديد: هل يضمن حقوق العمال أم امتيازات لأصحاب العمل؟” قراءة تحليلية لقانون العمل المصري الجديد.

حضر اللقاء المستشار القانوني لوزير العمل، الدكتور إيهاب عبد العاطي، نائب رئيس لجنة الموارد البشرية بمجلس النواب، والنائب إيهاب منصور، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدكتورة آمال عبد الحميد، مديرة برنامج المرأة بمركز الخدمات النقابية والعمالية. أدار اللقاء رئيس تحرير صحيفة الشروق والباحث القانوني محمد بصل.

قال المستشار القانوني لوزير العمل الدكتور إيهاب عبد العاطي، إن قانون العمل الجديد صعب وليس سهلاً، مؤكداً أن الدولة والحكومة على قناعة بأنه هدية للعمال.

وأضاف عبد العاطي في كلمته بالندوة أن الحكومة حريصة على الدخول في حوار شامل مع النقابات العمالية وأصحاب العمل على مستوى المجتمع. وأضاف أن القانون الجديد خلق حياة نقابية جديدة، وهو ما يتطلب توسيع دائرة المشاركين في الحوار على مستوى المجتمع.

وأشار عبد العاطي إلى أن الحكومة قد يكون أمامها سبعة أشهر لإعداد القرارات التنفيذية لقانون العمل الجديد قبل دخوله حيز التنفيذ. وأضاف: “يمكننا إجراء حوار حقيقي مع المجتمع بشأن أي قرار تنفيذي ويكون لدينا الوقت للتغيير”.

وأضاف أن القانون يتضمن ضمانات للعمال ومزايا لأصحاب المشاريع لاستقرار الاستثمارات وتعزيز الإنتاج.

استعرض النائب إيهاب منصور إيجابيات وسلبيات قانون العمل الجديد، ووجد أن البعض راضٍ عن القانون، لكن كثيرين يعارضونه.

وقال منصور خلال كلمته في الندوة، إنه خلال مناقشة قانون العمل في لجنة الموارد البشرية بمجلس النواب، تم طرح عدد من التعديلات، بعضها تم إقراره والبعض الآخر لم يتم. وأضاف: “تم اقتراح تعديلات على أكثر من 40 مادة”.

وقالت منصور إن الجوانب الإيجابية للقانون تشمل إدراج تعريفات للعمل المؤقت والتنمر، وكذلك الحقوق المتساوية للمرأة في القطاعين الخاص والعام. يحق للمرأة الحصول على إجازة أمومة لمدة أربعة أشهر ثلاث مرات طوال فترة عملها.

ورفض منصور بعض الانتقادات لقانون العمل الجديد، قائلا إن إجراء تعداد سكاني ضروري لبعض الفئات المدرجة في القانون. وحذر من أن “غياب الإحصائيات لبعض الفئات في قانون العمل الجديد يشرعن المجهول ويزعزع القوانين”.

وأضاف منصور أن هناك مشكلة في تحديد قيمة المكافأة وتعيين مفوض العمل، مشيرا إلى أن بند الاستقالة في القانون فيه إشكالية كبيرة. وأوضح أن ذلك يتطلب موافقة صاحب العمل والسلطة الإدارية المختصة، ولكن بشرط أن يكون الموظف معروفاً حتى لا يتعرض للفصل التعسفي وفقاً للقانون.

وأشار أيضًا إلى وجود مشكلة تتعلق بالحد الأدنى للأجور. رغم أن العديد من الشركات تقدمت بطلبات لإعفائها من الحد الأدنى للأجور، إلا أن طلباتها لم يتم البت فيها بعد. ووصف الوضع بأنه “مريب”.

وأشار إلى أن الإضرابات السلمية للعمال لها قيود، قائلا: “الإضرابات السلمية حق والملجأ الأخير الذي يلجأ إليه العمال عندما يتعرضون لضغوط كبيرة بسبب حرمانهم من حقوقهم دون مبرر، على سبيل المثال الفصل التعسفي”.

ودعا إيهاب منصور الحكومة ووزارة العمل إلى مراعاة معايير الأجور بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية.

ترى الدكتورة آمال عبد الحميد، رئيسة برنامج المرأة في مركز الخدمات النقابية والعمالية، أن قانون العمل المقبل يعيد نفس الإجراءات التي قوضت حقوق العمال. وأكدت أن هناك بعض الإشكاليات في قانون العمل الجديد تتعلق بالأجور والأمان الوظيفي، مشيرة إلى أنه كان ينبغي تحديد الحد الأدنى للأجور بأنه الحد الأدنى الضروري لتلبية الاحتياجات الأساسية للعمال وأسرهم بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية ومعادلات التضخم.

وأشارت أيضاً إلى أنه لا توجد معايير لتحديد الأجور مرتبطة بمؤهل الموظف وعدد سنوات خدمته. وأكدت أن القانون الجديد اقترح ربط العلاوة الدورية بمعدل التضخم وزيادة الأسعار.

وأضافت أن المادتين 87 و88 لم تحددا وقت عمل محدد، بل يحدده صاحب العمل حسب تقديره، إما بعدم تجديد العقد أو بتمديده لمدة غير محددة.

وأضاف عبد الحميد أن القانون يحتوي على خلل فيما يتعلق بإنهاء الخدمة والفصل، مما يتطلب من المحامين التطرق إلى مسألة ما إذا كان انهيار العقد يشكل فصلا تعسفيا أم حقا لصاحب العمل عند التوسط في نزاعات العمل، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الوظيفي للموظفين.

وأضافت أن القانون الجديد لا يتضمن آليات صارمة تلزم أصحاب العمل بتسجيل العمال غير الرسميين. وأكدت أن العاملات المنزليات مستثنات من القانون، وهو ما يشكل “تمييزا صارخا”.

وأشارت إلى أن القانون يقتصر حق الإضراب على المرافق الاستراتيجية والحيوية، ويشترط إخطار بداية ونهاية الإضراب قبل عشرة أيام من موعده.

وقال عبد الحميد إن القانون الجديد له جوانب إيجابية مثل إلغاء نموذج الاستقالة (6)، وإدراج نماذج عمل جديدة مثل “أوبر” نتيجة تغيرات سوق العمل، وإدراج تعريفات جديدة في وثائق الإصدار مثل التحرش والتنمر والعنف ومفوض العمل، وإضافة فصل ينظم علاقات العمل، وإلغاء التمييز بين المرأة في القطاعين الخاص والعام فيما يتعلق بإجازة الأمومة.

وأشار عبد الحميد إلى أن الدور المهم للقانون بعد إقراره من مجلس النواب سيكون مراقبة آليات تنفيذ المحاكم العمالية، وربط الحد الأدنى للأجور بالظروف الاقتصادية، وتعديل المواد الخاصة بعقود العمل المنظمة والفصل التعسفي.

توقع محمد بصل، رئيس تحرير وباحث قانوني بصحيفة الشروق، أن يدخل قانون العمل الجديد حيز التنفيذ نهاية العام الجاري. وبما أن تطبيق القانون يبدأ في الأول من سبتمبر/أيلول وسيتم اتخاذ القرارات ذات الصلة خلال الأشهر الثلاثة التالية، أشار إلى أن هناك جدلاً واسع النطاق حول القانون الذي قدم إلى البرلمان في عام 2017، وأن المجتمع العامل بحاجة إلى الدخول في حوار اجتماعي جاد بشأن القرارات ذات الصلة. وتساءل عن مدى أهمية النشر كبديل لنظيره القديم، على الرغم من أن الفلسفة والأحكام الأساسية ظلت كما هي.


شارك