البابا تواضروس الثاني يزور مدرسة القديس ساڤا اللاهوتية وكنيسة ميلاد السيدة العذراء في بلجراد

منذ 3 ساعات
البابا تواضروس الثاني يزور مدرسة القديس ساڤا اللاهوتية وكنيسة ميلاد السيدة العذراء في بلجراد

زار قداسة البابا تواضروس الثاني أمس معهد القديس سابا اللاهوتي في بلغراد، حيث استقبله القس رادومير فروسينيتش عميد المعهد، وصاحب السعادة المطران هيلاريون الأسقف المساعد للبطريركية الصربية، وعدد كبير من أساتذة وطلاب المعهد.

رحب عميد المدرسة بقداسة البابا قائلاً: “أهلاً بكم، يا صاحب القداسة، في أقدم مدرسة ثانوية في بلغراد، معهد القديس سابا اللاهوتي. إنه لشرف لي ولأساتذة وطلاب هذا المعهد أن نستقبلكم اليوم ضيفًا عزيزًا علينا، ممثلًا للكنيسة القبطية العريقة والمجيدة”.

ثم قدم القس فروسينيتش لمحة موجزة عن تاريخ وتطور المدرسة التي تأسست عام 1810. وأشار إلى أن المدرسة طوال تاريخها حاولت دائمًا البحث عن الحقيقة وفهم العالم في عالم يتسم بعدم المساواة والعنف والهجرة القسرية والتمييز والفقر. لقد ظل ركيزة ثابتة للروحانية والثقافة والعلم. ومنه خرجت عقول عظيمة شهدت بالإيمان بالقيامة، الإيمان الذي يبدد الخوف ويعطي الأمل وسط المعاناة.

وقال مخاطبا البابا: “إن خطابكم اليوم يمثل بناء جسر آخر من الانفتاح الصادق والمحبة الأخوية بين الكنيسة الصربية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية”.

ثم ألقى البابا محاضرته بعنوان “الجهاز الروحي للإنسان المسيحي”. وبدأ كلمته بالقول: “يسعدني أن أكون معكم في هذا المكان التاريخي وأن أتحدث مع الشباب مثلكم الذين يشكلون المستقبل”.

وأضاف: “أود أن أتحدث إليكم عن الجهاز الروحي للمسيحي. من وجهة نظر روحية، يتكون الجهاز الروحي من ثلاثة مكونات: الأذن، والعين، والقلب”.

1) الأذن: وهي عضو خارجي وداخلي. ما هو مهم ليس ما نسمعه أو من نسمعه، بل كيف نسمع.

تنبع الطاعة من فضيلة تسمى الطاعة، وهي كلمة شعبية تصف حياة الشخص الناجح.

هناك أناس يسمعون ولا يفهمون؛ الذين يرون ولا يبصرون؛ الذين يسمعون ولا يسمعون ولا يفهمون (متى 13: 13).

أمثلة لأولئك الذين استمعوا لصوت الرب باهتمام وقلب مفتوح: النبي موسى (في العليقة)

القديس أنطونيوس (في الإنجيل) القديس أوغسطينوس (في سيرة أنطونيوس)

حدد البابا سبعة مجالات حيث يمكن سماع صوت الله: 1- صوت الضمير: حافظ على ضميرك حياً ويقظاً، واستمع إليه في الأوقات الهادئة، وليس في الأوقات الصاخبة. 2- صوت الوصية: من خلال القراءة المنتظمة لكلمة الله. 3- صوت المرشد الروحي: من خلال جلسات الاعتراف والتوجيه الروحي. 4- صوت الطبيعة: الزلازل، الأوبئة، الكوارث، الرسائل السماوية للتوبة. 5- صوت الحياة: أحداث وقصص الآخرين. 6- صوت الكنيسة: من خلال آباء الكنيسة والتقاليد الشفهية. 7- صوت الآخرين: يتكلم الله من خلال الأشخاص من حولك.

2) العين: وهي عضو النور عند الإنسان.

العين الصافية تنير الجسد: “العين هي سراج الجسد. فإن كانت عينك صافية فجسدك كله يكون نيرًا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا. فإن كان النور الذي فيك ظلامًا فكم يكون الظلام!” (متى 6: 22-23) العين البسيطة تنير الجسد، والعين الشريرة تظلمها. الرؤية للعين الخارجية، والبصيرة للعين الداخلية. أغوى الشيطان حواء بثمرة كانت ذات منظر مرغوب. ونظر داود فسقط.

العين الطاهرة ترى الأمور بشكل صحيح: “وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب، وصية الرب نقية تنير العينين” (مزمور 19: 8).

كيف تحصل على عيون صافية؟! 1- التأمل في وجه المسيح: في الصلاة وفي الأسرار. 2- دراسة الكتاب المقدس: بالقراءة والتأمل. 3- مرافقة القديسين: مع أسمائهم وسيرهم. 4- زيارة الأماكن المقدسة: عن طريق الزيارات والخلوات. 5- مساعدة المحتاجين: زيارة الأيتام والأرامل.

3) القلب: هو عضو الحياة ومركز المحبة والمعرفة الإلهية.

القلب الطاهر يرى الله: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله» (متى 5: 8). صفاء القلب يتحقق بالصحبة الصالحة، والقراءة الصالحة، والتلفاز الصالح، والاستماع الصالح.

إذا كنت تريد قلبًا نقيًا، فاذهب إلى أعماق نفسك، وصلِّ بتوبة، وألقِ بنفسك في أحضان الكنيسة، واجعل النقاء هدف حياتك. اختتن قلبك: عندما ترى الكراهية أو الحسد أو الشهوة، اطردها على الفور حتى يبقى قلبك نقيًا ويستطيع أن يرى الله هنا وفي الأبدية.

وبعد المحاضرة، أجاب قداسة البابا على أسئلة الطلاب حول سلطة الله على صوت الطبيعة، والعيش معًا في المجتمع، وتحقيق التوازن بين الاستماع إلى الآخرين وهمسات الضمير، قائلاً: “إن الله له سلطة على كل الخليقة، من أصغر خلية إلى أكبر كوكب”. الكنيسة هي المكان الذي يجد فيه الإنسان الحرية والخلاص. فهو بيت الخلاص الوحيد الذي فيه يوجد جسد المسيح ورأسه. “إن التوازن يتحقق من خلال محبة الله التي تسكب في قلوبنا، ومن خلال الصلاة والوصايا، ومن خلال حياة الطاعة والمحبة.”

وانتهى اللقاء بكلمات الشكر والتقدير لقداسة البابا، وسط تصفيق الطلبة والأساتذة الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الزيارة التاريخية والمؤتمر الذي وصفوه بأنه دليل على المحبة والتضامن بين الشعبين والكنيستين.

زار قداسة البابا تواضروس الثاني كنيسة ميلاد السيدة العذراء مريم بحي زيمون، حيث كان في استقباله نيافة الأنبا هيلاريون الأسقف المساعد لبطريركية صربيا، وعدد من الكهنة. وخلال الزيارة، اطلع قداسته على التاريخ الغني والطراز المعماري المميز للكنيسة.

يأتي ذلك في إطار زيارة قداسة البابا إلى صربيا ضمن جولته الرعوية الحالية في أبرشية أوروبا الوسطى، والتي بدأت في 25 أبريل. وتُعد زيارة صربيا المحطة الثالثة في جولة قداسته في الأبرشية.


شارك