مشروع قانون الإيجار القديم.. وزير الإسكان: لا إخلاء دون بديل كريم

نحن لا نسعى إلى الإخلاء أو الاستبعاد، بل إلى التنفيذ التدريجي الذي يأخذ في الاعتبار واقع المستأجرين ويعيد حقوق المالكين.
أكد وزير الإسكان شريف الشربيني، أن الحكومة المصرية تتعامل مع مشكلة الإيجارات القديمة بمنظور متوازن يجمع بين العدالة القانونية والمنظور الإنساني. وأشار إلى أن آلاف الأسر تسكن هذه الوحدات السكنية منذ عقود وأن الحفاظ على استقرارها وأمنها السكني التزام أساسي لن تحيد عنه الدولة.
وأكد الوزير أن مشروع القانون لا يهدف إلى الإخلاء أو الاستبعاد، بل يهدف إلى توفير حل قانوني متين لوضع قانوني قائم منذ فترة طويلة، من خلال التنفيذ التدريجي، يأخذ في الاعتبار واقع المستأجرين مع إعادة حقوق المالكين، في إطار يحقق التوازن اللازم ويحفظ الاستقرار الاجتماعي. قال: “نحن لا نقوم فقط بإعادة هيكلة عقد الإيجار، بل نعمل أيضًا على ترسيخ مبدأ الثقة بين المواطن والدولة وتعزيز قيمة السكن كحق لا يجوز المساس به”.
جاء ذلك خلال اجتماع مشترك للجنة الإسكان والمرافق العامة والبناء ومكاتب لجنتي التنمية المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، حيث ناقش مشروعي قانونين مقدمين من الحكومة: الأول بشأن أحكام تتعلق بحق إيجار الأماكن، والثاني بتعديل بعض أحكام القانون رقم 4 لسنة 1996 بشأن سريان أحكام القانون المدني على الأماكن التي انتهت عقود إيجارها أو شارفت على الانتهاء دون أن يكون لأحد حق الإقامة فيها.
وأوضح أن نجاح هذا القانون لا يقاس فقط بإقراره من قبل السلطة التشريعية، بل أيضاً بآليات تطبيقه وقدرته على تحقيق التوازن العملي اللازم، مع الاستمرار في الاستماع للمواطنين وقبول كل الاقتراحات الموضوعية التي من شأنها أن تساهم في نجاح التجربة. وأشار إلى أن القانون مفتوح لمزيد من التطوير والتكييف طالما أن ذلك لا يقوض فلسفته الأساسية القائمة على التنفيذ التدريجي والإنصاف.
وأضاف المهندس شريف الشربيني أنه بعد إقرار القانون ستبدأ الدولة في قبول طلبات الحالات التي تحتاج إلى تقنين. ويتم تحليل هذه الطلبات وفق معايير عادلة تأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية وحجم الأسرة والدخل والموقع الجغرافي. وبناءً على تحليل البيانات، يتم بعد ذلك إنشاء ضوابط واضحة فيما يتعلق بأساس الملكية أو الإيجار.
وأوضح أن توفير الوحدات السكنية سيتم وفق جدول زمني دقيق يتوافق مع إمكانيات الدولة واحتياجات المواطنين. وأكد أن عمليات الإخلاء لن تتم إلا في حال توفير بديل كريم يحفظ كرامة المواطنين ويضمن أمنهم السكني.
وفي الختام، وجّه الوزير رسالة طمأنة واضحة للمواطنين: “هذا القانون لا يهدف إلى الإضرار بأحد، بل يهدف إلى معالجة المظالم التاريخية بمسؤولية وتدريجية، مع الحفاظ على التوازن بين أطراف العقد، وتعزيز مبدأ العدالة في إطار من الاحترام والثقة المتبادلين بين الدولة والمجتمع. نحن نسير بخطى ثابتة نحو واقع حضري أكثر عدلاً واستقراراً، يتماشى مع جمهوريتنا الجديدة، ويحفظ كرامة جميع مواطنينا”.