مفتي الجمهورية: نسعى للتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي لمواجهة تيارات التشدد والانغلاق

منذ 3 ساعات
مفتي الجمهورية: نسعى للتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي لمواجهة تيارات التشدد والانغلاق

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن ضبط الفتاوى وحصرها في الضوابط الشرعية والعلمية السليمة أمر في غاية الأهمية، ليس فقط لصحة الأحكام الشرعية، بل أيضاً لحماية المجتمعات من الفوضى الفكرية والانحرافات السلوكية.

جاء ذلك خلال لقائه الدكتور عبد الرحمن الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأمين مجمع الفقه الإسلامي التابع للرابطة، على هامش اجتماع مجمع الفقه الإسلامي الدولي في العاصمة القطرية الدوحة. وركز اللقاء على تكثيف التعاون بين الجانبين في مجالات العلوم والفقه والإفتاء.

وقال المفتي: “إن الفتوى عندما تخرج عن سياقها تتحول من أداة توجيه وبناء إلى وسيلة لزعزعة الأمن الروحي والاستقرار الاجتماعي”. وأكد أن الفتاوى يجب أن تصدر من مؤسسات راسخة تمتلك وسائل الفكر الجماعي المنضبط، وتعي طبيعة الواقع ومتغيراته.

وأضاف أن التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية والإسلامية الكبرى، وخاصة دار الإفتاء المصرية، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، أصبح أمراً ملحاً في عصرنا الحالي. وهذا أمر بالغ الأهمية لمعالجة التحديات الفكرية في عصرنا، ومحاربة النزعات نحو التطرف والعزلة، وتعزيز الخطاب الديني الصحي المبني على الفهم السليم للدين، والمسترشد بأهداف الشريعة الإسلامية في البناء والتنمية.

وأشار إلى وجود إجماع واسع بين دار الإفتاء والمجلس الفقهي على أهمية تطوير آليات إصدار الفتاوى. كما يركز المؤتمر على توحيد المرجعيات والسعي إلى تقديم خطاب إسلامي يعكس سماحة الشريعة الإسلامية ويعالج التحديات الفكرية والقانونية التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم.

كما بحث اللقاء بين مفتي مصر والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، آفاق مذكرة التعاون المستقبلية بين دار الإفتاء المصرية ومجمع الفقه الإسلامي. ويشمل ذلك تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية في مجال تأهيل المفتين، وتبادل الخبرات والمنشورات العلمية. ويهدف كل ذلك إلى دعم العمل الفقهي المؤسسي في العالم الإسلامي.

وفي الختام أكد سماحة المفتي أن هذه الشراكات تعزز قدرة المؤسسات الدينية على القيام بدورها في نقل القيم الإسلامية الصحيحة، وتقديم نموذج أصيل للإسلام المعتدل، ونشر ثقافة الحوار والتعايش، ومحاربة الفتاوى التعسفية التي يصدرها أشخاص غير مؤهلين والتي تؤثر سلبا على وعي الناس وسلوكهم.

أعرب الدكتور عبد الرحمن الزيد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي عن سعادته بلقاء مفتي مصر وأشاد بالدور الرائد لدار الإفتاء المصرية في ترسيخ الوسطية ونشر الفهم المتوازن للإسلام.

وأكد أن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي منفتح على التعاون المثمر مع كافة المؤسسات المرجعية في العالم الإسلامي، وخاصة دار الإفتاء المصرية، بما يدعم الاجتهاد الجماعي المؤسسي، وإبراز الصورة المشرقة للإسلام وقيمه الإنسانية الرفيعة.


شارك