النائب حازم الجندي يطالب بإنشاء مناطق تكنولوجية حرة وتشجيع الشركات الناشئة فى الأمن السيبراني

ودعا المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ والمجلس الأعلى لحزب الوفد، إلى إنشاء حاضنات متخصصة في تكنولوجيا الأمن السيبراني، بالإضافة إلى حوافز ضريبية وقانونية لهذه الشركات الناشئة بهدف تحفيز الابتكار وجذب الاستثمارات.
وقال الجندي، خلال الجلسة العامة بمجلس الشيوخ، الأحد، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال مناقشة طلب المناقشة العامة لتوضيح سياسة الحكومة بشأن جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز شركات الأمن السيبراني الناشئة، إنه اقترح إنشاء مناطق تكنولوجية حرة في المحافظات المصرية – يمكن أن تكون جزءاً من هذه الشركات – لحل مشكلة البطالة وتصدير التكنولوجيا وضمان الأمن المعلوماتي لمصر.
ودعا الجندي إلى إنشاء صندوق وطني لدعم الابتكار في مجال الأمن السيبراني، يعمل على توفير التمويل المباشر وغير التقليدي للشركات الناشئة، وخاصة في مراحلها المبكرة، ويعمل بشفافية كاملة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والبنك المركزي. وقال إن هذا الموضوع مهم وحساس للغاية، ليس فقط لأنه يتعلق بالأمن الوطني وسلامة المؤسسات الرقمية للبلاد، بل أيضاً لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الاقتصاد الوطني، أي قضية الأمن السيبراني، خاصة فيما يتعلق بتعزيز ودعم الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال المهم.
وأضاف السيناتور أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة بسبب تغير الأوقات. ومع هذا التحول، تتزايد التهديدات السيبرانية أيضًا. ومن ثم فإننا بحاجة إلى بناء نظام متكامل يضمن أمن البنية التحتية للبيانات والمعلومات في كافة القطاعات. تلعب الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني دورًا حاسمًا في تطوير حلول مبتكرة تواكب هذه التحديات المتطورة. وأشاد بجهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم التحول الرقمي وإنشاء مراكز إقليمية للأمن السيبراني وإطلاق برامج تنمية المهارات.
وأوضح أن هناك حاجة ملحة لتطوير استراتيجية وطنية شاملة للأمن السيبراني، وإنشاء قنوات شراكة واضحة بين الحكومة وهذه الشركات، سواء من خلال الاستعانة بمصادر خارجية لتقديم خدمات الأمن الرقمي لها، أو من خلال دمجها في المشاريع الوطنية الكبرى. وهذا يضمن تبادل الخبرات وبناء الثقة. ويجب أيضًا تغيير السياسات التعليمية لكليات علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والهندسة لتقديم دورات متخصصة في الأمن السيبراني العملي. وبالإضافة إلى ذلك، يجب تنظيم مسابقات وطنية لإعطاء الأفراد الموهوبين الفرصة لاكتشافهم وإعدادهم للاستقلال في هذا المجال. وشدد الجندي على ضرورة الإسراع في إقرار القوانين المنظمة للأمن السيبراني لإيجاد إطار قانوني ملزم للقطاعين العام والخاص، بما في ذلك معايير أمنية رقمية موحدة ومسؤوليات واضحة لحماية البيانات الشخصية والمؤسسية. وشدد أيضاً على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني والاستفادة من التجارب الناجحة في الدول المتقدمة، وخلق بيئة قانونية مرنة تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة دون المساس بالمبادئ الوطنية. وشدد أيضاً على ضرورة إنشاء برنامج وطني للمشتريات العامة المستهدفة يتطلب من الجهات الحكومية تخصيص نسبة من عقودها التكنولوجية للمؤسسات الصغيرة والناشئة، وبالتالي ضمان اندماجها الفعال في نظام العمل بالدولة.
وشدد على ضرورة تحسين البنية التحتية للاتصالات الرقمية في مناطق التكنولوجيا الجديدة مثل مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية وقرى الحياة الكريمة لتعزيز بيئة ريادة الأعمال السيبرانية في كافة المحافظات. وأكد أيضاً على ضرورة إعداد قاعدة بيانات وطنية موحدة تضم جميع الشركات العاملة في مجال الأمن السيبراني وتحديد تخصصاتها ومجالات خبرتها وتسهيل ربطها بالمشاريع الوطنية والمؤسسات المستفيدة. وأكد أيضاً على ضرورة دمج الأمن السيبراني في السياسة الدفاعية للدولة من خلال إنشاء مجلس أعلى للأمن الرقمي يضم ممثلين عن الحكومة والبرلمان والقطاع الخاص والجامعات. وسيكون هذا المجلس بمثابة السلطة النهائية في إدارة المخاطر وتطوير الخطط الاستباقية. وقال إن الأمن السيبراني لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره مجرد حاجز، بل باعتباره فرصة اقتصادية هائلة تفتح آفاقاً جديدة للشباب، وتخلق الآلاف من فرص العمل، وتمكن الاكتفاء الذاتي المحلي في قطاع يشهد نمواً غير مسبوق في جميع أنحاء العالم.
واختتم النائب حازم الجندي كلمته قائلاً: “أحث الحكومة على صياغة استراتيجية وطنية شاملة لدعم الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، وتخصيص موارد واضحة لهذا الموضوع ضمن ميزانية التحول الرقمي. وفي الوقت نفسه، يجب ضمان متابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية من قبل البرلمان، وتقييم أثرها سنويًا”. وأكد دعمه للمبادرات الجادة الهادفة إلى تحسين أمننا الرقمي، وتوطين التقنيات، وتمكين الشباب المصري من تولي زمام المبادرة ليس فقط في حماية الفضاء الإلكتروني، بل أيضاً في تشكيل المستقبل.