من بائع فريسكا لبطل فيلم.. مخرج فيلم نوح يحكي كيف غيرت السينما حياة طفل لمدة 48 ساعة

خارج سينما مترو بوسط مدينة الإسكندرية، وبين المقاهي والمحلات التجارية المجاورة، كان الشاب زياد يعمل بائعًا لللوحات الجدارية، ينظر إلى ملصقات الأفلام التي تزين واجهة السينما، ويراقب صف الناس المتجمعين أمام شباك التذاكر لمشاهدة أفلامهم المفضلة. لم يتخيل زياد يوماً أن دار السينما سوف تمتلئ بالجمهور لمشاهدة فيلم يلعب فيه الدور الرئيسي.
لكن هذا الخيال أو الحلم، الذي ربما لم يخطر ببال طفل يبحث عن لقمة العيش، أصبح حقيقة في فيلم “نوح”، المعروض حالياً في المسابقة العربية لمهرجان الإسكندرية الحادي عشر للأفلام القصيرة.
وتواصلت «الشروق» مع مخرج الفيلم جون فريد، لمناقشة أهم التفاصيل وراء الكواليس. سبق لفريد أن أخرج فيلم “مادونا” الذي نال استحسان النقاد، بطولة كريم قاسم وعبد العزيز مخيون. فريد خريج مدرسة السينما اليسوعية وعمل في الحملات الإعلانية والعلاقات العامة.
وقال جون عن تجربته: “نوح هو دراما شعرية تحكي قصة الموت من منظور مختلف: علاقة الشخص بأقاربه ومعارفه وأصدقائه، وما تبقى من مفهوم الخير والشر بعد وفاة الشخص”.
وتابع: “يحكي الفيلم قصة شباب يغرقون في قوارب الهجرة غير الشرعية، يبحثون عن ما فقدوه في أوطانهم وعن مستقبل أفضل. وتحديدًا قصة نوح، أحد هؤلاء الشباب الذين غرقوا بهذه الطريقة. كان مغنيًا مجهولًا، لا يبحث إلا عن المال ليعيش منه، لا أكثر”.
أوضح سبب اختياره لزياد، بائع اللوحات الجدارية: “عندما رأيته خارج السينما، وجدتُ أن مظهره وملامح وجهه وأسلوبه مناسب تمامًا للقصة التي أرويها في فيلمي. وخلال حديثي معه، عرفتُ أيضًا أنه يحب الممثلين والأفلام. خلال بروفات الدور، فوجئتُ بسرعة استجابته لجميع التعليمات المتعلقة بالعمل. لقد تكيف مع أسلوبي في السرد وحقق نتيجة مرضية للغاية.”
وتابع: “لم يستغرق تصوير مشاهده سوى يومين، وبالطبع عاد زيزو لبيع فريسكا مجددًا. كان الفيلم تجربة لا تُنسى بالنسبة له، وذكرى ستبقى خالدة في الذاكرة”. وهذا ما أكده منتج الفيلم عمروش بدر، قائلاً: “عاشت السينما التي استطاعت أن تجعل زياد بائع الفريسكا في المقاهي المحيطة بسينما مترو بطلاً لفيلم”.
وأشار إلى أن فيلم “نوح” للنجم زياد سيعرض غداً الخميس في سينما مترو ضمن مسابقة المهرجان التي يشارك فيها زياد لأول مرة في حياته.
وحث الجميع على الحضور ورؤية هذا الطفل الموهوب والاستمتاع بالتجربة.
واختتم حديثه قائلاً: “عاشت السينما التي أعطت زياد فرصة أن يصبح نجماً ويظهر على الشاشة الكبيرة”.