وزير الأوقاف للأئمة: انطلقوا بكل القوة والثقة والفخر والاعتزاز للقيام بدوركم في حمل الأمانة

-
الأزهري: عزمنا على خدمة المساجد على أكمل وجه، وخدمة روادها وضيوف الله بكل كرم وإنسانية.
حضر الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف حفل تخرج وزارة الأوقاف للأئمة الجدد دفعة “الإمام محمد عبده”، والذي أقيم بمركز المنارة تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وقال الأزهري إنه لشرف لوزارة الأوقاف أن تقدم للأمة والإنسانية اليوم جيلاً جديداً من الدعاة إلى الله ذوي البصيرة الذين بذلت في تربيتهم وإعدادهم جهود كبيرة ومخلصة، بدءاً من أسرهم الكريمة التي قدمت أبنائها إلى الأزهر الشريف على أمل كبير في أن يكونوا نجوماً وشمساً مضيئة، ويحملون في داخلهم الإيمان بكلمة النبوة وهديها.
وتابع: “هذا مثال آخر على الجهود الدؤوبة لهؤلاء الأبناء الكرام على مدى سنوات طويلة من الدراسة في مختلف مراحل تعليمهم، وعلى مدى سنوات من الصبر والمثابرة والتعلم وتحمل المشاق واجتياز الامتحانات والإخلاص في الدراسة، بقلب نبيل وأمل كبير بالنجاح والسعادة والتفوق والتألق”.
وتابع: “وهناك حلقة أخرى تتعلق بالجهود الدؤوبة التي بذلتها الأجيال اللاحقة من معلميهم، الذين نذروا أنفسهم لأبنائهم في مختلف مراحل دراستهم، ولم يبخلوا عليهم بالعلم والتعليم، بل علّموهم بصبر وسخاء ولطف – والكرم في العلم والتعليم من أسمى درجات الكرم – حتى مضت سنوات من العطاء والتهذيب والتربية، والإثراء، ونقل الخبرات، قبل أن يتخرج هؤلاء الأبناء”.
وأكمل هؤلاء الطلاب دراستهم وتأهلوا للعمل في وزارة الأوقاف أئمة وخطباء ودعاة إلى الله. ولكن جاءت حلقة أخرى، أو بالأحرى نقلة نوعية في العطاء والجهد، عندما أمرهم الرئيس السيسي بالالتحاق بتدريب مكثف في أحد أعظم معاقل البطولة، الكلية الحربية المصرية. وكان الهدف هو تكريمهم من خلال توفير أعلى أشكال التعليم وتكوين الشخصية لهم، وتعبئة العلوم والمعارف والمهارات التي تخلق الجدية والخبرة والانضباط والقوة.
انطلقت هذه الدورة التدريبية المكثفة التي تستمر ستة أشهر، لتضيف فصلاً جديداً إلى جهود إعداد ورعاية وتكريم أبنائنا الكرام. كل الشكر والتقدير للفريق أشرف سالم زاهر وللأكاديمية الحربية المصرية بكل رجالها وأبطالها الشرفاء.
وأولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما كبيرا بهذه القضية، وحث وزارة الأوقاف والأكاديمية العسكرية وكل مؤسسات الدولة على العمل المشترك والتشبيك لتزويد هذا الجيل بالخبرة والتدريب المتطور. لا يقدم الرئيس التوجيه فحسب، بل يمنحهم أقصى قدر من الاهتمام طوال فترة تدريبهم ويضمن رعايتهم بشكل جيد في جميع شؤونهم. ويتوج كل ذلك بالحضور الداعم والفخري للرئيس في حفل الختام اليوم.
وقال الوزير إن الدولة المصرية تنفذ رؤية حكيمة في خلق الإنسان وتربيته على أسمى وأروع مثال. واليوم حان الوقت لجني الفوائد. طوبى للعائلات الكريمة التي ضحت بأبنائها. إن أجيال الأساتذة الذين قاموا بالتدريس والأكاديمية العسكرية سعداء بعد كل ما بذلوه من جهد في صقلهم وإعدادهم. فلتفرح قلوب أبنائنا المتدربين بثمار جهودهم في هذه الرحلة الطويلة. ويفرح الرئيس والشعب بتخريج دفعة جديدة من أبنائهم الذين يعقدون عليهم آمالاً كبيرة في أن يحملوا رايتهم ويحموها وينشروا الوعي بين أبنائهم ويخدموا شعبهم الكريم وينشروا القيم والأخلاق والعلم والنور والمعرفة والحكمة في مناطقهم.
هنأ الوزير الأئمة على حفل التخرج اليوم، قائلاً: “أقول لكم: انطلقوا بكل قوة وثقتكم وفخركم وشرفكم لأداء رسالتكم كأمانة. واعلموا أن وراءكم أمة عظيمة علّقت عليكم آمالاً كبيرة، وأن الله تعالى يراقبكم، ويرى جهودكم، ويطلع على خفاياكم. املؤوا قلوب الناس جميعاً بحب الله، وخشيته، والإنابة إليه، وذكره، وتسبيحة، والحاجة إليه. املؤوا عقول الناس بالمعرفة والنور والحكمة والفكر والإبداع. املؤوا قلوب الناس بالطموح والعزيمة والإخلاص والإرادة والعزيمة”.
وأكد وزير الأوقاف أن على الأئمة خدمة المساجد على أكمل وجه وخدمة زوار المساجد وضيوف الله بكل كرم وإنسانية. يلجأ الناس إلى المساجد لأنها أبواب الله، فيها يضعون همومهم جانباً ويوجهون آمالهم ورغباتهم نحو الله. قدم للناس خطابًا روحيًا لطيفًا حكيمًا أخلاقيًا محمديًا يفرح قلوب الخلق ويجذبهم إلى الله ويزيل كل شكل من أشكال الكراهية والاستياء والارتباك. طهر النفوس واجعلها تستمع إلى كلمتك، حتى تتمكن من السير وأبواب الله مفتوحة أمام أعينها، وأرواحها مرتاحة والسلام يأتي عليها. نشر الخطاب حول التنمية والوطنية والإبداع والحضارة.
يذكر أن هذه هي الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف دورة الإمام محمد عبده. أقيمت الدورة بالتعاون بين وزارة الأوقاف والكلية الحربية المصرية تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية. ويهدف البرنامج إلى تطوير برنامج تدريبي شامل للتأهيل الديني والثقافي والسلوكي للأئمة، وتحسين مهاراتهم التواصلية الفكرية والاجتماعية.
واستمرت الدورة 24 أسبوعاً وشارك فيها 550 إماماً من وزارة الأوقاف، تلقوا تدريباً مكثفاً ومتنوعاً على يد نخبة من المتخصصين. حصلت الدورة على تقييم عام “جيد جدًا”.