علي جمعة: أحداث 7 أكتوبر صرخة في وجه الصمت الدولي ونتاج تاريخ من القهر والتعدي

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، أن أحداث السابع من أكتوبر لا يمكن النظر إليها بمعزل عن سياقها، ومفصولة عن تاريخ طويل من الظلم والقمع والاعتداء على الحقوق والكرامة الإنسانية. وقال: “إن أفعال هذا اليوم هي في الأساس صرخة احتجاج في مواجهة الصمت الدولي وتحذير صارخ من أن تجاهل حقوق الإنسان لا يخلق السلام، بل يؤجج الغضب ويمهد الطريق للانفجارات ذات العواقب المدمرة”.
وأضاف: “شعبنا في فلسطين، وخاصةً أهل غزة، يُحاصر ويُضطهد ويُقتل منذ عقود دون إنصاف لقضيته أو استعادة حقوقه المسلوبة. وما شهدناه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن إلا نتيجة طبيعية لهذا الإصرار على تجاهل أصوات المظلومين والتحيز العالمي ضد انتهاكات حقوق الإنسان”.
وأكد الشيخ علي جمعة على أهمية تطوير المواقف بعيدا عن المشاعر المجردة. قال: “الدين، في جوهره، هو نصرة المظلومين ضد الظالمين، ونصرة الإنسانية ضد الطغيان، ونصرة السلام الحقيقي، لا سلام الاستعباد. وقد علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الدفاع عن الحق أينما كان، وإعلاء كلمة الحق في وجه القوة الظالمة، لا الخضوع لها أو التغاضي عن أفعالها”.
ودعا جمعة جميع المعنيين بهذه الأحداث إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية، قائلاً: “يجب علينا تحري الحقيقة والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال والاعتداءات غير المبررة على المدنيين. فالإسلام له مقياس دقيق، ولا يغفل عن الدماء والظلم والاستغاثات”.
واختتم قائلاً: “يجب أن يستيقظ الضمير الإنساني، وأن يكف العالم عن مشاهدة المجازر وكأنها أمر طبيعي. لقد حان الوقت لإعادة صياغة مفاهيم العدالة والحرية والكرامة وفق معيار واحد، لا معيارين”.